[ad_1]
ويبقى السؤال قائماً: لماذا لا توفر إبرة اللقاح حماية كاملة؟ وهل ذلك أمر ضروري؟ يقول أستاذ علم الفايروسات بجامعة نوتينغهام البريطانية الدكتور ويل إرفينغ إن اللقاحات تقوم أساساً بخلق «ذاكرة» في خلايا الإنسان، تجعل نظام المناعة قادراً على معرفة الفايروس إذا حاول مهاجمة الجسم. وهكذا فإن الخلايا تتذكر ذلك الفايروس، وما إن يغزو الجسم حتى تقوم بشن هجمة دفاعية قوية، تجعله على الأقل غير قادر على التسبب في أي أعراض للمرض. وأضاف إرفينغ أن اللقاحات يتم تقديمها إلى متطوعين من خلال تجارب سريرية تخضع للمراقبة والمتابعة، هدفها معرفة مدى نجاعة اللقاح، وطول فترة الحماية التي يوفرها. وزاد: للقيام بذلك يتم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين. يتم تطعيم إحداهما باللقاح. أما المجموعة الأخرى فتعطى دواء تمويهياً. ويتم إحصاء عدد من سيصابون بالمرض الفايروسي في كل من المجموعتين. فإذا كان عدد المتطوعين 100 شخص، منهم 50 متطوعاً تم تطعيمهم باللقاح، وتم تشخيص إصابة 25 من هذه المجموعة، بينما أصيب الـ50 شخصاً الذين تم إعطاؤهم دواء تمويهياً، فذلك يعني أن الحماية التي يوفرها اللقاح تبلغ نسبة نجاعتها 50%؛ بمعنى أن اللقاح منع إصابة نصف عدد من خضعوا للتطعيم.
غير أن تحقيق حصانة ضد الإصابة بنسبة 100% تظل هدف صانعي اللقاحات. لكنها ببساطة لا تتحقق، لأن الخالق عزّوجلّ خلق كل إنسان بخصائص تختلف عن غيره من المخلوقات. ولذلك فإن النسبة التي حققتها اللقاحات الثلاثة (موديرنا، فايزر، وأسترازينيكا)، التي تراوح بين 62% إلى 95% تعد نسبة مرتفعة جداً، خصوصاً حين تقارن باللقاحات الموجودة ضد الإصابة بأمراض أخرى. فقد سبقت الإشارة إلى أن نسبة الحماية التي يوفرها لقاح الإنفلونزا الموسمية لا تزيد على 50%. وبالنسبة إلى اللقاح الثلاثي ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) فإنه يوفر مناعة ضد الحصبة والحصبة الألمانية بنسبة 99%. لكن تلك المناعة تتدنى إلى 88% للحماية من النكاف. أما لقاح السعال الديكي فتبلغ نسبة حمايته 80%، وتنخفض إلى 60% بعد أربع سنوات من التطعيم، بحسب مقال نشرته مجلة اتحاد أطباء كندا في 2016. ولهذا السبب يتم حقن الأطفال بجرعة تعزيزية لاستمرار المناعة التي وفرتها الجرعة السابقة. ويقول الدكتور بريستون إن توفير حماية بنسبة 100% أمر مستحيل، بسبب اختلاف ردود أفعال جهاز المناعة لدى كل شخص إزاء اللقاح.
[ad_2]
Source link