[ad_1]
ولدى الذكاء الاصطناعي قدرة فائقة في التعامل مع المعطيات الحياتية، بديناميكية ومقدرة واضحتين على فتح الأبواب أمام فرص جديدة؛ لضبط ومعالجة وبناء قواعد البيانات الرقمية بمختلف أنواعها، والتمهيد لتعزيز التعاون الدولي والثنائي في المجالات جميعها.
هذا الذكاء يؤدي، أيضاً، دوراً مؤثراً في الدبلوماسية الرقمية في سياق التحديات الجديدة للدبلوماسية؛ إذ يعزز من أساليب وطرق التعاون الناجعة والسريعة في الأزمات الدولية والكوارث الطبيعية والأوبئة وقضايا الأمن السيبراني والرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن قضايا بناء الثقة في حالة الحوكمة وعملية المفاوضات، عبر العلاقات الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف.
ولأجل ذلك، اهتمت الدول بظاهرة الذكاء الاصطناعي؛ حيث تعاملت مع هذه الظاهرة الخارقة، في المقام الأول، من زاوية اقتصادية واجتماعية وتنظيمية. ولأجله عُقدت الندوات والمؤتمرات لمناقشة مفاعيل هذه التقنية وتطبيقاتها المختلفة على عمل أجهزة الدول، في ضوء انعكاساتها وتأثير الذكاء الاصطناعي على القوة الجيوسياسية، وعلاقته بالدول الأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، فثمة فوائد مرجوّة من الذكاء الاصطناعي، لجهة وضع حلول سريعة تخدم التوقعات والقرارات التي تؤثر على مسار العلاقات الدولية الافتراضية والحقيقية، خصوصاً ما يتصل بدراسة وقياس الرأي العام إزاء قضية أو سياسة معينة، وتقييم المواقف، ومواكبة التغييرات في القرارات السياسية والاقتصادية، من خلال تقييم المعلومات بشكل دقيق، ما أثّر على ديناميكية العمل الدبلوماسي الثنائي والمتعدد الأطراف.
الدول استفادت من الأنماط والخدمات الجديدة التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي، من حيث التفاعل مع المعلومات في مجال الإعلام والفكر والثقافة والعلاقات الدولية، ما أسهم في صياغة الاستراتيجيات بأفضل الوسائل المبتكرة للمهمات المختلفة، باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي ChatGPT وجوجل بارد (Gemini) وغيرهما من التطبيقات المتخصصة في هذا الحقل، إذ أثبتت التجارب كفاءتهما في مختلف المجالات، وقدرتهما على زيادة عمل المؤسسات وجودة إنتاجها، عن طريق أتمتة العمليات والمهمات بسرعة فائقة.
لقد لامست هذه التقنية الحديثة (AI) سائر مناحي الحياة، كما فعل الإنترنت في تسعينات القرن الماضي، سواء في القطاع الخاص أو العام، ولعل المدهش قدرة (AI) على محاكاة البشر، من حيث المهمات الذهنية والقدرات والإبداع والتفاعل اليومي، فعلى سبيل المثال تم عرض روبوت يتكلم باللهجة السعودية في المؤتمر التقني الدولي (24 LEAP) الذي عقد في الرياض مؤخراً، ما شكّل محفلاً دولياً لبحث آفاق جديدة للابتكار، والاستثمار التقني، والاقتصاد الدولي، بمشاركة عالمية ومحلية كبيرة.
المملكة اهتمت بتقنية (AI) وآفاقها في تهيئة الأجيال القادمة لمستقبل أفضل، سواء على صعيد العمل الدبلوماسي ومقاربة وزارة الخارجية ومشاركتها بالجهود الدبلوماسية الافتراضية والحقيقية المستمرة في المؤتمرات الدولية والإقليمية، أو عبر عقد القمم العالمية للذكاء الاصطناعي بالرياض، تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا (SDAIA) الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
ويصعب على المراقب متابعة سرعة التطورات التقنية المذهلة التي تحدث في المملكة، وإدراك مدى شغف المواطن السعودي بمنجزات وتطلعات القيادة الشابة التي أخذت بناصية العلم والمعرفة والتقنيات الجديدة، وهو ما يتجلى في كثرة المؤتمرات والشركات والمنصات والبرامج والفعاليات التي تقام تلبية لأولويات برامج التحول الوطني التي تتبناها المملكة لرفع كفاءة وتنمية الاقتصاد المحلي، وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويصبّ في هذا الاتجاه أيضاً إنشاء مدن ذكية مثل مشروع ذا لاين (The Line) في مدينة نيوم الجديدة، الذي يعتمد كلياً على الطاقة المتجددة، بالإضافة للدور المهم والفاعل الذي يقوم به صندوق الاستثمارات العامة (PIF) بجعل المملكة محورية في التقنيات الحديثة، والذي جمع تحت مظلته الكثير من الشركات التقنية مثل شركة سايت، وشركة سكاي للذكاء الاصطناعي، وسواهما من البرامج التي تخدم سائر القطاعات الأخرى، مع مراعاة الجانب الوقائي والأخلاقي لهذه التقنيات الحديثة.
السعودية، وهي تقوم بهذه الجهود الخلاقة، التي تعكس رؤية وطموح القيادة الشابة في تطوير البنى والاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي (AI)، فإنها في الوقت ذاته تعكس جاهزية المملكة للتعامل مع التقنية الحديثة ومتطلباتها العصرية، وتسخيرها في خدمة النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وفتح آفاق جديدة في المخيلة والبناء الابتكاري، لتحسين نوعية الحياة للشعب السعودي، وبناء مستقبل واعد ومزدهر ومبدع للأجيال القادمة.
[ad_2]
Source link