المهتم في الأنساب ابن راجح: حديث البدراني مردودٌ عليه جملة وتفصيلاً – أخبار السعودية

المهتم في الأنساب ابن راجح: حديث البدراني مردودٌ عليه جملة وتفصيلاً – أخبار السعودية

[ad_1]

أثار حوار الدكتور فايز البدراني الذي نشرته «عكاظ» أخيراً تحت عنوان «انتساب القبائل المعاصرة للأنصار لا أساس له»، حفيظة المهتم بالأنساب تركي بن حمود بن راجح، الذي قال بأنّ كلام البدراني مردودٌ عليه جملة وتفصيلا، وأضاف: لا يمكن أن نصِل للحقيقة التي نصبو إليها إلا بالأدلة الدّامِغة والقرائن المُشفّعة، فيجب أن نأخُذ بالحقائق التالية ولا ننكِر انتساب مُعظم قبائل حرب للأوس والخزرج، حيث لم ينقرضوا ولم يُقطع لهم دابِر كما توهّم البعض، بل إنهم موجودون على ظهر البسيطة عياناً بياناً يسري عليهم كما يسري على باقي البشر من كُثرةٍ في النسل وزيادةً في العدد.

مثال ومُعادلة، بلغ عدد الأوس والخزرج في فتح مكة ما يُقارب سبعة آلاف رجل من غير من بقي في المدينة لِحراسَتِها فضلاً عن الغلمان الذين لم يبلغوا الحُلم قد يكون عددهم الضّعف أو أكثر من الذين ذهبوا لِفتح مكة، وفي المُقابل علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في ذلك الوقت يُحسبُ فرداً مقابل هذه الألوف المؤلّفة من الأوس والخزرج، وحسب التقديرات أنّ عدد من ينتسب للحسن والحسين اليوم يُقدّر بِمئات الآلاف كُلّهم نسلُ علي، فأين ذهب نسل الأوس والخزرج وهم في تِلك الحقبة يُعَدّون بالآلاف.

قد تقول إنّهم ذهبوا للجهاد والفتوحات الإسلامية ولم يعودوا، قولك ذهبوا للجهاد والفتوحات نعم، وقولك لم يعودوا هذا تقدير خاطئ واحتمال ضئيل لا يُكاد يُرى، والذي يدحض هذا القول أن أمير المؤمِنين عمر رضي الله عنه أمرَ ونادى في الجيوش الإسلامية إبان الفتوحات أن لا يغيب أحد عن أهله أكثر من أربعة أشهر، فهل يجرؤ أحد أن يُخالِف أمرَ عُمر وهو وليُّ أمر المسلمين؟ وإن قلت بأنّ الأوس والخزرج ذهبوا للجِهاد بجميع ذراريهم ونسائهم وأموالهم فهذا جلاء وليس جهاداً.

فعليه نقول بأن الأوس والخزرج ليس بِهم قِلّةً في عددهم، سنّةَ الله في خلقه، قال تعالى (فلن تجِد لِسنّةِ الله تبديلا)، (ولن تَجِد لِسنّةِ الله تحويلا)، فالأوس والخزرج مُتواجدون في ديارهم ومنازِلهم التي كانوا عليها كَغيرَهم من القبائل منذ قبل الإسلام وإلى يومِنا هذا مع زيادة لهم في رقعة تواجدهم شرق وجنوب المدينة المنوّرة.

ولو قُلت إنّه ذُكِر في الحديث الشريف بما معناه أنّ النّاس يزيدون والأنصار يقلّون، نقولُ نعم يقلّون بِمعنى بأنّهم محدودو العدد وأنّ كلّ رَجُلٍ يموت مِنهم لا يُعوّض بِغيرِه أبداً بِذلِك تَقِلّ أعدَادَهم، قال عليه الصلاة والسلام: «الأنصار يقِلّون» ولم يقل يفنَونَ من الوجود أو ينقطِعُ دابِرهم، كيف وهو الذي دعى لهم بالرحمة، إذ قال: «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار»، كلّ ذلِك وهو يعطف الرحمة الثانية والثالِثة على الأولى بِما يوحي لنا أن المقصود من الأنصار المُشار إليهم هم الرجال الذين ناصروه في الدعوة إلى الله مُنذُ أن قَدِم المدينة وإلى أن توفّاه الله، ولو كان غير ذلك لقال: اللهم ارحم الأنصار وأبناءهم وأبناء أبنائهم، بحيث لا تكون هُناك حاجة للعطف إلى أسلافهم الأنصار المعنيين باللقب.

فعليه يكون لفظ الأنصار صِفة محدودة على من ناصر الرسول وآواه حالَ حياته عليه أفضل الصلاة والسلام، حالهم كحال المُهاجرين الذين هاجروا إلى الله ورسوله سواء من قبيلة قريش أو من غيرها من القبائل، كان لقبهم المهاجرون صِفةً لهم ومن ثمَّ انتهت هذه الصفه بِفتح مكة، فالأنصار والمهاجرون كَفَرَسيّْ رِهان يتسابقان في الدعوة إلى الله ونشر دينه، رضي الله عنهم وأرضاهم.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply