قال إن بكين تريد فرض قيمها علينا.. ولن نسمح لدولة أخرى بأن تفرض قوانين الإنترنت

“زوكربيرج” يلمح للصين.. ونطاق المنصة للبيع.. ما علاقة فيسبوك بحرب لقاحات كورونا؟

عند الساعة الـ6:54 دقيقة مساء بتوقيت الرياض بدأت تنهال البلاغات على شركة فيسبوك من جميع أنحاء العالم عن ضعف في شبكة فيسبوك والتطبيقات التابعة قبل أن تنقطع الخدمة بشكل تام، بما في ذلك الشبكة الداخلية للشركة، المعدَّة للتواصل بين الموظفين.

وتفصيلاً، تلقت فيسبوك قبل الانقطاع التام بدقائق نحو 125 ألف شكوى عن مشاكل الوصول إلى صفحة وتطبيق فيسبوك، وأكثر من 98 ألف شكوى عن مشاكل في إنستغرام، و35 ألف شكوى من مستخدمي واتساب.

وظهر فور الانقطاع متحدث الشركة آندي ستون، لكن هذه المرة ليس على فيسبوك، إنما على منصة الشركة المنافسة “تويتر”، مغردًا بقوله: “نحن ندرك أن بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتنا ومنتجاتنا. نعمل الآن على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، ونعتذر عن أي إزعاج”.

وظهر مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج في وسائل الإعلام الأمريكية بعد انتشار معلومات عن تلقي الكونغرس وثائق سرية قبل أسابيع عن مخالفات داخل الشركة والترويج للعنف.

وقال زوكربيرج: “لا نروّج للعنف، ولا نسمح لشخص بأن يقول مثلاً المسلمون إرهابيون، ونمنعه من استخدام منتجاتنا”. مضيفًا بأن هناك أخطارًا تواجه منصات التواصل الاجتماعي بشكل عام، منها التشريعات التي تحارب حرية الرأي العام لفرض قيود عليها.

وأشار المدير التنفيذي لفيسبوك إلى الصين بقوله: “إن 6 من 10 وسائل تواصل اجتماعي موجودة اليوم صينية، وبكين تريد فرض قيمها علينا، ولا يمكن أن نسمح لدولة أخرى بأن تفرض قوانين الإنترنت”. متابعًا بأن فيسبوك أسست مجلسًا للمتابعة والمراقبة، ويمكن لهذا الفريق أن يتخذ القرار الأخير دون تدخُّل من أي مسؤول. مشيرًا إلى أن بعض السياسيين يدعون إلى حرية الرأي بينما في الواقع لا يرون ذلك على الواقع.

ونشر موقع “whois.domaintools” (موقع متخصص في متابعة النطاقات ومُلاكها) إعلانًا ترويجيًّا بأن النطاق “facebook.com” بات معروضًا للبيع؛ الأمر الذي دفع العديد من المختصين إلى توقُّع أن الموقع تعرض لهجوم خطير، قد يكون مُنفَّذًا من داخل الشركة، في حين نفى مسؤولون في فيسبوك تعرُّضهم لهجمات إلكترونية خلال تحقيقاتهم المبدئية.

وتعرضت شركة فيسبوك لهجمات شرسة مرات عدة من قِبل مسؤولين وسياسيين، خاصة مع ظهور لقاح كورونا، واتهامها بأنها تتسبب في ذعر عالمي، وتساهم في منع الناس من الحصول على اللقاح.

وفي منتصف مارس الماضي أكد مارك زوكربيرج عبر صفحته على فيسبوك دعمه لحملة التلقيح العالمية، والمساهمة بنشر الإعلانات التوعوية عن اللقاحات، إلا أن الهجوم استمر على فيسبوك بأنها تسمح للمعلقين بالترويج لنظريات وتعليقات تمنع الناس من تلقي اللقاح.

وأثارت وثائق تلقتها منظمة الصحة العالمية قلقها مما يُروَّج في منشورات فيسبوك من قِبل المناهضين للقاح. وأشارت إحدى المذكرات إلى أن محاربي اللقاح والمروِّجين لنظرية المؤامرة يتكدسون بشكل كبير على صفحات فيسبوك، ويلقون تفاعلاً كبيرًا.

أسوأ أداء للأسهم

وأدت عمليات الانقطاع إلى تراجع أسهم فيسبوك عند الساعة الـ2:73 بتوقيت واشنطن، بنسبة 5.72 %، بعد تعطُّل خدمات الموقع والتطبيقات التابعة لها. وانخفض السهم إلى مستوى 323.40 دولار بعد خسارة 19 دولارًا في أسوأ أداء يومي له منذ نحو عام.

وخسر مؤسس الشركة مارك زوكربيرج 7 مليارات دولار في غضون ساعات قليلة بعد عمليات الانقطاع.