[ad_1]
مُجرِّب الدنيا ومعطيها..!
كتب لي أحدهم رسالة بليغة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. يقول فيها:
أنا المدعو…….. في آخر أيام الوظيفة العامة وأول أيام الراحة والاستجمام لقرب تقاعدي عن الوظيفة، فقير لما قدمت، غني عما تركت.
أوصيكم أيها المسؤولون ونفسي الضعيفة بتقوى الله تعالى، وألا تغرنكم الألقاب الرنانة والكراسي الدوارة وطول المناصب وعرضها؛ فلقد ذقناها فوجدناها “كأن لم تغن بالأمس”؛ فاتقوا الله يا مَن تشاركون خلق الله أموالهم وأرزاقهم، واحذروا لا يصرعنكم الله مصرعًا على حين غفلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
ثم يذكر في رسالته مواقف مرَّ بها في مجال عمله فيقول: أيها القريب من منصبك وجاهك وسلطانك، لقد عُرضت عليَّ الدنيا يمنة ويسرة وأنا بالكرسي الدوار فلم أفكر مجرد التفكير ولو للحظة واحدة أن تمتد يدي للمال العام أو استغلال السلطة أو التربح من ورائها محاولاً دومًا الترفع عن كل عمل يخالف القيم الإنسانية أو مبادئ الوظيفة العامة؛ لأشق طريقي بهدوء واستقرار للقيام بالواجب الذي كُلفنا بالقيام به من لدن ولاة أمر هذه البلاد المباركة -وفقهم الله وأدامهم- فلقد عشت عزيزًا، وما زلت -ولله الحمد-، وسأبقى -بعون الله وقوته- على هذه المبادئ.
أشكر رب العزة والجلال على ذلك، وأسأله سبحانه مزيدًا من الثبات والتوفيق.. ولا أزكي نفسي؛ إن النفس لأمَّارة بالسوء إلا مَن رحم ربي. ودائمًا ما أدعو الله أن ألقاه مظلومًا من خلقه ولستُ ظالمًا لهم.
فماذا كانت النتيجة..
منَّ الله عليَّ ووقاني العوز والفقر والحاجة؛ فوهبني ورزقني وأرضاني، وأقرَّ عيني، وأراح خاطري، وعفني عما في أيدي البشر، وجاءتني الدنيا راغمة مرغمة، وكأن رب العزة والجلال يرسل لي رسالة، مفادها: عففت عما في أيدي الناس مستغنيًا، فأغناك الله من فضله.. فاللهم لك الحمد.
هذه هي قصتي، قصة إنسان، سردتها باختصار، ومررتها إليكم بحب ونية طيبة، وبفخر وافتخار مَن ذاق يومًا حلو الحياة ومرها، ومرَّت دونه وفوقه أحداث، وعاش مراحلها بطولها وعرضها.
كانت هذه رسالة أخينا المتقاعد من منصبه.. فهل من معتبر..؟
[ad_2]
Source link