[ad_1]
11 فبراير 2021 – 29 جمادى الآخر 1442
01:39 PM
“كتبي”: لا مجتمع يخلو من جرائم ومجرمين.. المهم بقاء الخير وتعميمه وانتصاره
لا يوقظها إلا صدمة بعد نار.. “الأسرة في فخ الإهمال”.. انحرافات وآثار ونماذج
الأسرة السليمة الصالحة كالنبتة التي تحتاج إلى الرعاية الدائمة والاهتمام والمتابعة، وفي كثير من الأحيان يبدأ “الإهمال الأسري”؛ بسبب غياب ترتيب الأولويات والجهل بمتطلبات الأسرة، كأن يسعى الأب لتحسين ظروف حياة أسرته المادية، فيهمل جوانب أكثر أهمية، ولا يكتشف ذلك إلا بعد فوات الأوان، فيضيع السكن والرحمة في علاقته بزوجته، ويغيب الحوار والدفء مع الأبناء.
وليست هذه الصورة الوحيدة للإهمال، فله عدة أشكال منها الإهمال العاطفي، والإهمال الصحي، وإهمال متابعة المستوى الدراسي للأبناء والأخلاق والتصرفات المكتسبة، والجفاف العاطفي بين الزوجين، وعدم الوفاء بالحقوق الزوجية، وغيرها.
وعن العلاقة بين الإهمال الأسري والمشكلات الاجتماعية الكبيرة، يقول الأكاديمي والكاتب الدكتور إبراهيم بن إسماعيل كتبي: “في كل مشكلة أو انحراف فتش عن إهمال الأسرة وضعف ترابطها وانحسار دورها، والتي لا توقظها إلا صدمة قاسية ومؤلمة عندما تكتوي بنار الخطر”.
ويشير “كتبي”، في مقال بصحيفة “عكاظ” إلى أنه لا يوجد مجتمع خالٍ من انحرافات ومنحرفين وجرائم ومجرمين، لكن دائماً هناك الصالح والطالح، المهم هو بقاء الخير وتعميمه وانتصاره وتدفقه في الأسرة والمجتمع والقدرة على التمييز بين الطيب والخبيث، وهذا هو التحدي في التكاتف لنشر الفضيلة وتعميقها في سياق الحياة، مشدداً على أن الأسرة هي الأساس في التربية والتنشئة والوقاية والخطوة الأولى للعلاج، وهذه مسؤولية ليست سهلة ولا بسيطة ولا تحتمل الغفلة والإهمال تجاه الشرور والخطر.
فئات ضعيفة
وتكون الفئات الأكثر عرضة للإهمال عادة هي الفئات الأضعف في المجتمع وخاصة الأطفال؛ إذ يشكلون أكثر نسبة ضحايا هذا النوع من العنف الأسري؛ نظراً لكونهم العنصر الأضعف في الأسرة، ويحتاجون إلى الرعاية والاهتمام من قبل الوالدين، وليس بمقدورهم الاعتماد على أنفسهم، ولذلك فإنهم قد يكونون عرضه للإهمال بجميع أشكاله.
ويعني إهمال الأبناء كذلك ترك الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له، وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب، وقد ينتهج الوالدان أو أحدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر.
أما الزوجات والنساء فقد يجدن أنفسهن عرضة للإهمال النفسي والعاطفي، وعدم الاهتمام من قبل أفراد الأسرة بشكل عام، ويزداد هذا الإهمال كلما زاد اعتماد المرأة على أفراد الأسرة الآخرين في قضاء حاجاتها الأساسية.
كما يمكن أن يكون المسنون، عرضة للإهمال أكثر من غيرهم من أفراد الأسرة؛ وذلك بسبب حاجتهم المستمرة إلى الرعاية والاهتمام المباشر وتقديم المساعدة، وانشغال بقية أفراد الأسرة بدراستهم أو أعمالهم بعكس المسنين.
ويتعرض العجزة والمعاقون والفئات الخاصة للإهمال الأسري نظراً إلى حاجتهم الشديدة إلى العناية المكثفة والمستمرة من قبل أفراد الأسرة الذين قد لا يكون بمقدورهم تقديم المساعدة المطلوبة، ويزيد من معاناتهم صعوبة الحصول على الخدمات المجتمعية الخاصة بهذه الفئات في كثير من المجتمعات.
أشكال الإهمال
ومن نماذج الإهمال الأسري؛ إهمال الحاجات البدنية برفض رعاية الطفل، كالتخلي عنه أو طرده أو الإشراف غير الملائم عليه، أو إهماله البدني؛ كإهمال تغذيته، أو العناية بملابسه، أو جعله يعيش في الفقر والعوز.
ومن الصور الأخرى “إهمال الحاجات التنموية والتطويرية والعاطفية”، بمعنى التعريض للإهمال والإيذاء المستمرين والحرمان من إمكانية تطوير الذات فكريّاً وعاطفيّاً مما قد يدفع إلى الجنوح أو تعاطي المخدرات والانحراف.
وكذلك إهمال الحاجات العلاجية من خلال رفض توفير الرعاية الصحية، كما أن إهمال الحاجات التعليمية يعد من صور “الإهمال الأسري” وذلك بعدم إتاحة الفرص التعليمية المستمرة والمنظمة للطفل أو إهمال تسجيله في المدرسة أو العمل على غيابه عنها بشكل متكرر مع عدم وجود أسباب داعية لذلك.
آثار كبيرة
ومن الآثار السلبية لمشكلة إهمال الأبناء: تعرض الأبناء للانحراف، فالعوامل التي قد تقود للانحراف لا يخلو منها أي مجتمع، وحين تضعف متابعة الأب لأولاده فسيكونون عرضة لأصحاب السوء، وغياب المتابعة يقلل من فرص اكتشاف بوادر الانحراف في بدايتها؛ مما يزيد من تعقيد محاولة علاجها.
ويؤدي الإهمال إلى شعور الأولاد أن ذلك فرصة للتخفيف من المتابعة، فالأولاد في مراحل عديدة من عمرهم يحبون التمرد على الضوابط والقيود، والانطلاق بحرية كما يشاؤون، وحين يشعرون بقلة المتابعة يصبحون أكثر جرأة على الوقوع في المخالفات والانحرافات أو الإهمال في شؤون حياتهم.
ورغم أن الأبناء يحبون الانطلاق والحرية، ويفرحون بغياب المتابعة، إلا أن ذلك يشعرهم بهامشيتهم وقلة قيمتهم عند والديهم.
أما إهمال الزوج لزوجته فيؤدي إلى نتائج سلبية للغاية، منها: عدم احترام الزوجة للزوج، وعدم تلبيتها لرغباته، وقد يؤدي لانحراف الزوجة سلوكيّاً، والنظرة الدونية للزوج لعدم قدرته على تفهم احتياجاتها، وعدم حرص الزوجة على استمرار الحياة الزوجية، واختلاق المشكلات، وإهمال الأبناء وشؤون المنزل والزوج، بالإضافة إلى إهمال الزوجة لنفسها ومظهرها.
ويتسبب الإهمال بين كلا الزوجين في ظهور مشكلات العناد تجاه أفعال وتصرفات الطرف الآخر، ويكون ذلك بداية لتدخل أطراف أخرى في حياة الزوجين، وشك كل طرف في سلوكيات الطرف الآخر، وفي كثير من الأحوال يؤدي ذلك في النهاية إلى الطلاق والانفصال.
[ad_2]
Source link