[ad_1]
ولا نعلم لمصلحة من، وما المصلحة أصلا، في استهداف مصر بهذا الشكل السافر، والمستمر؟ هل يعقل أن تستهدف قطر ذات الثلاثمائة ألف نسمة دولة بحجم مصر التي يقارب عدد سكانها المائة مليون نسمة؟ لمصلحة من انهيار هذا السد البشري بمصر لا قدر الله؟
صحيح أن منطقتنا عرفت صراعات بلا معنى، ولا منطق، وكانت مخربة، لكنها لا ترتقي لحجم العبث القطري. نعم اختلف عبدالناصر مع السعودية، لكن كانت هناك لحظة تحول، وعقلانية، وبقيت مصر عمقا للأمن العربي، وبقيت السعودية مركز العقلانية السياسي.
ومر على المنطقة تهور صدام حسين، وجنون معمر القذافي، وعناد حافظ الأسد، لكن جميعهم لم ينالوا من أمن مصر، وإن اختلفوا معها، وبالطريقة التي تفعلها قطر، وبعبث وجنون، وربما من حسن حظ القطريين أن مصر المؤسسات، من الرئاسة للجيش، ومن مبارك، رحمه الله، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي عقلاء، ولا يستفزون بسرعة، وإلا ربما كان لهم كل الحق في اتخاذ ما يرونه مناسبا تجاه قطر.
والغريب أن إسرائيل، والتي حاربت مصر وسالمتها، لم تستهدف، أي إسرائيل، مصر بهذا الشكل السافر الذي تفعله الدوحة صباح مساء، وبلا حياء، ولم تجرم إسرائيل حتى بحق سمعة مصر في المحافل الدولية، ولم تستهدفها إعلاميا كما تفعل قطر.
والأغرب من كل ذلك هو صمت المجتمع الدولي المنافق عن كل ما تفعله قطر، فلا قطر ديموقراطية، وليس لديها حتى انتخابات في سوق الأسماك بالدوحة، ورغم ذلك يلتزم الغرب، وإعلامه الصمت عن الصبيانية القطرية تجاه مصر.
في الغرب تجد قصصا تتحدث عن إعلام الرباعية، وكيف يتعامل مع قطر، وما يغرد به السعوديون في تويتر، لكن الإعلام الغربي، صحفا ووكالات، وتلفزيونات، تتجاهل ليس الذباب القطري، بل الحشرات القطرية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، هذا عدا عن الدفع لشركات العلاقات العامة لاستهداف مصر.
وعليه فأي ديموقراطية تلك التي يراد لمصر اتباعها؟ ديموقراطية الإخوان المسلمين في غزة، أو السودان سابقا، أو ديموقراطية محمد مرسي الذي حصن نفسه دستوريا؟ أو ديموقراطية قطر؟ فعلا مهزلة!
الحقيقة هي أن صلاح مصر، وأمنها واستقرارها، هو صلاح وأمن الجميع. ومصر أهم للعرب، والمجتمع الدولي، من قطر. مصر أمنها عربي، وهي عمق للعرب، ومصر ليست قطر المرتمية بأحضان الفرس والعثمانيين الجدد.
كاتب سعودي
[ad_2]
Source link