[ad_1]
كيف يمكنك جعل الآخرين يقومون بما تعتقد أنه من الصواب والواجب أن يقوموا به؟ هذا السؤال بنيت عليه عدة فروع لدراسات السلوك الإنساني، والإجابة الأولية كانت ما يمكن رؤيته بالسيرك، حيث يتحكم المروض بسلوك الحيوانات عبر العصا والجزرة، أي قطبي؛ الخوف من الألم.. والطمع باللذة، لكن الدراسات المتقدمة لتحفيز السلوك البشري توصلت لأجوبة معاكسة لأنماط التحفيز التقليدي بالواقع الاجتماعي/العائلي والديني والسياسي والاقتصادي والعملي، والمسلمون خاصة اكتشفوا فداحة أضرار نمط التحفيز التقليدي بالخطاب الديني السطحي الذي ساهم بانتشار الإرهاب بكثافة تحفيزه للمراهقين بالمكافأة الأخروية بالشهوات الغرائزية فهرعوا إليها بأقصر وقت وطريق وأقل جهد.. بضغطة زر يفجرون به أنفسهم ولا يبالون بكون الأهداف مساجد ومستشفيات، ولا يبالون بردة الفعل الانتقامية ضد المجتمعات المسلمة، فكل ما يهمهم نيل المكافأة المزعومة، فالباحثون اكتشفوا أن التحفيز بالمكافأة يجب أن يخضع لتوازن دقيق لكي لا يؤدي لنتائج سلبية؛ لأنه عند وضع مكافأة على القيام بعمل ما فتلقائيا الإنسان سيسعى لتحصيل المكافأة بأسرع وقت وأقل جهد وهذا سيجعله يلجأ «للغاية تبرر الوسيلة» مما يؤثر سلبا على جودة أدائه، كالطالب يغش بالامتحان ليحصل على المكافأة، والمدير يزور سجلات إدارته ليخلق أرقام نجاحات وهمية لينال المكافأة، والشخص سيتوقف عن القيام بالمطلوب عند توقف المكافأة، والمكافأة يمكنها جعل الشخص ماديا وأنانيا حتى بعمل الخير. سئل رائد أعمال الإغاثة بأفريقيا الدكتور عبدالرحمن السميط عن أصعب ما واجهه؟ فقال إقناع المحسنين بالتبرع بالغذاء والعلاج لبلدان المجاعة، فالكل يريدون التبرع بمسجد لأن ما يهمهم المفهوم السطحي الأناني للمكافأة بالحسنات وليس نفع الخلق، وبالمقابل غياب المكافأة يؤدي لفقد الاهتمام وسوء الأداء وإضعاف الثقة بالنفس وإضعاف حس التمكين والشعور بالظلم/الحنق، ونقطة التوازن تتمثل بتكريس «المحفزات الجوهرية» التي تجعل الناس يحبون الأنماط المثالية لذاتها ولحب الله للمثاليات وأهلها ولكونها وسيلة للنمو والازدهار والنفع الفكري والروحي والأخلاقي، بالإضافة لإشباع «المحفزات الخارجية» كالمكافآت المادية والمعنوية.. الدنيوية والأخروية، أما بالنسبة للتحفيز بالتخويف من العقوبات فهو لا يحدث تغيرا إيجابيا طويل الأمد بحد ذاته لأنه لا يكسب الناس النمط البديل المثالي المطلوب، ولذا يجب أن يبقى بخلفية منظومة المحفزات بدون أن يكون حاضرا بشكل قمعي لأنه يؤدي لردة فعل مضادة سلبية متنفرة وعدوانية ضد مصدر التخويف، ولذا معاقبة حتى الطفل الذي لم يتبلور كبرياؤه تولد العدوانية والنفور والانتقام المباشر وغير المباشر بالمناكفة والمعاندة والكذب والتحايل السري ولا تكسبه تلقائيا الأنماط المثالية.
كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
[ad_2]
Source link