[ad_1]
“ليس من المنطق أو المعقول أن نحكم على الصحافة الورقية بالإعدام، أو أن نصف القائمين عليها بأنهم عالة وشحاذون”. هذه رسالتي المباشرة لمعالي وزير الإعلام السابق الدكتور عبد العزيز خوجة، الذي لم أصدّق أن شخصًا مثله يصدر منه وصف “الشحاذة” على المؤسسات الصحفية الوطنية، تلك التي كان لها صولات وجولات في الساحة الإعلامية المحلية، وكانت خزائن بعضها مليء بالمال الوفير قبل نحو 20 عامًا، قبل أن تأتي الصحافة الرقمية الحديثة، وتسحب البساط من تحت قدمَيْها.
قد أقبل مثل هذا الكلام من أي شخص آخر غير وزير إعلام، ولو كان “سابقًا”؛ فمعاليه كان مسؤولاً عن مكونات الوزارة، ومنها المؤسسات الصحفية؛ وبالتالي كان يفترض أن يكون قريبًا منها، يعرف مشكلاتها، وتطوُّر معاناتها، ويسارع بحكمة العقلاء وهدوء الحكماء في إيجاد الحلول الناجعة لها، أما أن يتحدث معاليه وكأنه ليس وزيرًا سابقًا للإعلام، ويطالب بترك تلك المؤسسات تموت من تلقاء نفسها، فهذا أمر مستغرب. وأحمد الله أن معاليه ليس في سدة السلطة هذه الأيام وإلا كانت الطامة كبرى.
أتفق تمامًا مع رد أستاذي العزيز خالد المالك، رئيس تحرير الجزيرة، على معالي الوزير. هذا الرد جاء في مقال كبير، يلامس عدد كلماته 2700 كلمة، لم يترك نقطة ما إلا وتحدث عنها بالتفصيل. ولعلي أضيف هنا إلى ما قاله المالك بأن حديث معالي الوزير معناه أن نلقي بخبرات مؤسساتنا الصحفية وتاريخها الطويل وتجربتها على قارعة الطريق، بدلاً من أن نستثمرها ونطورها؛ لتواكب تطورات الصحافة في زمن التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن هذه المؤسسات كانت صاحبة تجربة رائعة في تأسيس صحافة رزينة هادئة، اتسمت بالاحترام والجدية والمسؤولية والوطنية؛ ما جعلها تدخل كل بيت، ويقرؤها جميع أفراد المجتمع رجالاً ونساء، ويستمتعون بها.
أضف إلى ما سبق أن مؤسساتنا الصحفية نجحت في تأهيل أجيال من الصحفيين البارعين، الذين يستطيعون اليوم أن يسايروا مستجدات الصحافة ومدارسها الحديثة، إن وجدوا مَن يدعمهم، ويجدد الثقة في عطائهم، بدلاً من أن ندير ظهورنا إليهم، ونحتسبهم من الحرس القديم الذين يجب أن يبحثوا لهم عن مقابر جماعية، ينهون فيها حياتهم.
أقول وأكرر لمعالي الوزير خوجة: ليس هكذا تورد الإبل، وليس بهذه الصورة المسيئة نتحدث على الملأ عن مؤسساتنا الصحفية العريقة. كان يُفترض من معاليه أن يكون رحيمًا بما كان مؤتمنًا عليه بالأمس، وأن يبادر بإيجاد حلول سريعة لما تعانيه صحفنا الورقية. وهنا يتجسد الفارق بين وزير إعلام ومثقف وشاعر مثل الوزير خوجة، وأي مقاول هدم الجبال الرأسية، كل أدواته البلدوزر والديناميت.
لا.. يا معالي الوزير
ماجد البريكان
سبق
2021-01-26
“ليس من المنطق أو المعقول أن نحكم على الصحافة الورقية بالإعدام، أو أن نصف القائمين عليها بأنهم عالة وشحاذون”. هذه رسالتي المباشرة لمعالي وزير الإعلام السابق الدكتور عبد العزيز خوجة، الذي لم أصدّق أن شخصًا مثله يصدر منه وصف “الشحاذة” على المؤسسات الصحفية الوطنية، تلك التي كان لها صولات وجولات في الساحة الإعلامية المحلية، وكانت خزائن بعضها مليء بالمال الوفير قبل نحو 20 عامًا، قبل أن تأتي الصحافة الرقمية الحديثة، وتسحب البساط من تحت قدمَيْها.
قد أقبل مثل هذا الكلام من أي شخص آخر غير وزير إعلام، ولو كان “سابقًا”؛ فمعاليه كان مسؤولاً عن مكونات الوزارة، ومنها المؤسسات الصحفية؛ وبالتالي كان يفترض أن يكون قريبًا منها، يعرف مشكلاتها، وتطوُّر معاناتها، ويسارع بحكمة العقلاء وهدوء الحكماء في إيجاد الحلول الناجعة لها، أما أن يتحدث معاليه وكأنه ليس وزيرًا سابقًا للإعلام، ويطالب بترك تلك المؤسسات تموت من تلقاء نفسها، فهذا أمر مستغرب. وأحمد الله أن معاليه ليس في سدة السلطة هذه الأيام وإلا كانت الطامة كبرى.
أتفق تمامًا مع رد أستاذي العزيز خالد المالك، رئيس تحرير الجزيرة، على معالي الوزير. هذا الرد جاء في مقال كبير، يلامس عدد كلماته 2700 كلمة، لم يترك نقطة ما إلا وتحدث عنها بالتفصيل. ولعلي أضيف هنا إلى ما قاله المالك بأن حديث معالي الوزير معناه أن نلقي بخبرات مؤسساتنا الصحفية وتاريخها الطويل وتجربتها على قارعة الطريق، بدلاً من أن نستثمرها ونطورها؛ لتواكب تطورات الصحافة في زمن التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن هذه المؤسسات كانت صاحبة تجربة رائعة في تأسيس صحافة رزينة هادئة، اتسمت بالاحترام والجدية والمسؤولية والوطنية؛ ما جعلها تدخل كل بيت، ويقرؤها جميع أفراد المجتمع رجالاً ونساء، ويستمتعون بها.
أضف إلى ما سبق أن مؤسساتنا الصحفية نجحت في تأهيل أجيال من الصحفيين البارعين، الذين يستطيعون اليوم أن يسايروا مستجدات الصحافة ومدارسها الحديثة، إن وجدوا مَن يدعمهم، ويجدد الثقة في عطائهم، بدلاً من أن ندير ظهورنا إليهم، ونحتسبهم من الحرس القديم الذين يجب أن يبحثوا لهم عن مقابر جماعية، ينهون فيها حياتهم.
أقول وأكرر لمعالي الوزير خوجة: ليس هكذا تورد الإبل، وليس بهذه الصورة المسيئة نتحدث على الملأ عن مؤسساتنا الصحفية العريقة. كان يُفترض من معاليه أن يكون رحيمًا بما كان مؤتمنًا عليه بالأمس، وأن يبادر بإيجاد حلول سريعة لما تعانيه صحفنا الورقية. وهنا يتجسد الفارق بين وزير إعلام ومثقف وشاعر مثل الوزير خوجة، وأي مقاول هدم الجبال الرأسية، كل أدواته البلدوزر والديناميت.
26 يناير 2021 – 13 جمادى الآخر 1442
12:32 AM
لا.. يا معالي الوزير
“ليس من المنطق أو المعقول أن نحكم على الصحافة الورقية بالإعدام، أو أن نصف القائمين عليها بأنهم عالة وشحاذون”. هذه رسالتي المباشرة لمعالي وزير الإعلام السابق الدكتور عبد العزيز خوجة، الذي لم أصدّق أن شخصًا مثله يصدر منه وصف “الشحاذة” على المؤسسات الصحفية الوطنية، تلك التي كان لها صولات وجولات في الساحة الإعلامية المحلية، وكانت خزائن بعضها مليء بالمال الوفير قبل نحو 20 عامًا، قبل أن تأتي الصحافة الرقمية الحديثة، وتسحب البساط من تحت قدمَيْها.
قد أقبل مثل هذا الكلام من أي شخص آخر غير وزير إعلام، ولو كان “سابقًا”؛ فمعاليه كان مسؤولاً عن مكونات الوزارة، ومنها المؤسسات الصحفية؛ وبالتالي كان يفترض أن يكون قريبًا منها، يعرف مشكلاتها، وتطوُّر معاناتها، ويسارع بحكمة العقلاء وهدوء الحكماء في إيجاد الحلول الناجعة لها، أما أن يتحدث معاليه وكأنه ليس وزيرًا سابقًا للإعلام، ويطالب بترك تلك المؤسسات تموت من تلقاء نفسها، فهذا أمر مستغرب. وأحمد الله أن معاليه ليس في سدة السلطة هذه الأيام وإلا كانت الطامة كبرى.
أتفق تمامًا مع رد أستاذي العزيز خالد المالك، رئيس تحرير الجزيرة، على معالي الوزير. هذا الرد جاء في مقال كبير، يلامس عدد كلماته 2700 كلمة، لم يترك نقطة ما إلا وتحدث عنها بالتفصيل. ولعلي أضيف هنا إلى ما قاله المالك بأن حديث معالي الوزير معناه أن نلقي بخبرات مؤسساتنا الصحفية وتاريخها الطويل وتجربتها على قارعة الطريق، بدلاً من أن نستثمرها ونطورها؛ لتواكب تطورات الصحافة في زمن التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن هذه المؤسسات كانت صاحبة تجربة رائعة في تأسيس صحافة رزينة هادئة، اتسمت بالاحترام والجدية والمسؤولية والوطنية؛ ما جعلها تدخل كل بيت، ويقرؤها جميع أفراد المجتمع رجالاً ونساء، ويستمتعون بها.
أضف إلى ما سبق أن مؤسساتنا الصحفية نجحت في تأهيل أجيال من الصحفيين البارعين، الذين يستطيعون اليوم أن يسايروا مستجدات الصحافة ومدارسها الحديثة، إن وجدوا مَن يدعمهم، ويجدد الثقة في عطائهم، بدلاً من أن ندير ظهورنا إليهم، ونحتسبهم من الحرس القديم الذين يجب أن يبحثوا لهم عن مقابر جماعية، ينهون فيها حياتهم.
أقول وأكرر لمعالي الوزير خوجة: ليس هكذا تورد الإبل، وليس بهذه الصورة المسيئة نتحدث على الملأ عن مؤسساتنا الصحفية العريقة. كان يُفترض من معاليه أن يكون رحيمًا بما كان مؤتمنًا عليه بالأمس، وأن يبادر بإيجاد حلول سريعة لما تعانيه صحفنا الورقية. وهنا يتجسد الفارق بين وزير إعلام ومثقف وشاعر مثل الوزير خوجة، وأي مقاول هدم الجبال الرأسية، كل أدواته البلدوزر والديناميت.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link