[ad_1]
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد صباح اليوم، في إطار البند المعنون “التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في صون السلام الأمن الدوليين”، جلسة مفتوحة تحت عنوان “التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية”، ترأستها تونس وشارك بها بالإضافة إلى الدول الأعضاء كل من السيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية متحدثة بالنيابة عن الأمين العام، والسيد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية.
وفي كلمتها شددت ديكارلو على أن “الأمين العام جعل التعاون مع المنظمات الإقليمية لمنع الصراع والحفاظ على السلام، أولوية”.
وقالت إن تحديات اليوم، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، تذكرنا بحكمة واضعي مـيثاق الأمم المتحدة، الذين كرسوا قبل 75 عاما الدور المحتمل للترتيبات الإقليمية في الحفاظ على السلام والأمن. “من الواضح أن رؤيتهم قد ترسخت”.
وقد نما التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وتطور بشكل كبير منذ عام 1945. وهو يشمل اليوم مجالات مثل الدبلوماسية الوقائية والوساطة ومكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف وحفظ السلام وبناء السلام وحقوق الإنسان وتغير المناخ، ومؤخرا، التعاون الجماعي استجابة لجائحة كوفيد-19.
وأكد أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية التزام الجامعة بتطوير العلاقة بينها وبين الأمم المتحدة إلى أبعد مدى ممكن سواء مع مجلس الأمن الدولي أو بقية أجهزة المنظومة الأممية “خدمة لأهدافنا المشتركة”.
وكانت آخر مرة تحدث فيها أبو الغيط أمام مجلس الأمن منذ عام ونصف في (حزيران/يونيو 2019). وكان ذلك في اجتماع انبثق عنه بيان رئاسي مهم يرمي إلى دفع أطر التعاون والتنسيق فيما بين المنظمتين في مضمار حفظ السلم والأمن في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وذلك وفق الإطار العام الذي ينظمه الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة واتفاق التعاون الموقع بين الجامعة والأمم المتحدة عام 1989 وبروتوكوله الإضافي الموقع عام 2016.
وقف إطلاق نار عالمي
في الأيام الأولى للجائحة، دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف إطلاق النار على المستوى العالمي لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وفتح المجال للدبلوماسية.
منذ ذلك الحين، عملت كل من الجامعة والأمم المتحدة على الدفع من أجل تنفيذ هذه الدعوة. وقد عزز قرار مجلس الأمن رقم 2532 (2020) الداعم لهذه الدعوة، الالتزام العالمي بتغيير حسابات أطراف الصراع لإنهاء الحروب والأزمات في المنطقة وخارجها.
وأشارت ديكارلو إلى أن المنطقة العربية شهدت الكثير من الاضطرابات خلال العقد الماضي. “الصراعات في ليبيا وسوريا واليمن؛ وعملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط، والانقسامات بين أعضاء الجامعة أدت إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي وعرقلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وقالت إن التعاون الوثيق بين الأمم المتحدة، بما في ذلك عبر مبعوثينا وممثلينا الخاصين، والجامعة، عامل حاسم في زيادة جهودنا لمعالجة مختلف الأوضاع في العالم العربي.
من جانبه قال أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية: إننا لا نختلف على أن المنطقة العربية تمر الآن بلحظة خطيرة ودقيقة تختلط فيها عناصر القلق والخوف بأسباب الأمل والرجاء. إذ تعاني المنطقة، مثل غيرها، من أوضاع اقتصادية واجتماعية ضاغطة جراء استمرار جائحة كورونا وما نتج عنها من تراجع في النشاط الاقتصادي بما في ذلك أسعار الطاقة التي تشكل مكونا أساسيا في صادرات العديد من دول المنطقة.
وقال إن الجائحة خلقت مع استمرار النزاعات والصراعات في عدد من الجبهات المفتوحة مزيجا خطيرا ورتبت كلفة إنسانية على السكان: “إننا نتحدث عن عشرة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا وعن حرب تدخل عامها السابع في اليمن وانقسام مستحكم في ليبيا. وقبل ذلك كله فإن القضية الفلسطينية لا زالت دون تسوية في الأفق”.
تسوية القضية الفلسطينية أصبحت بعيدة المنال
فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قالت رزوماري ديكارلو إن الأمم المتحدة والجامعة تعملان على دعم الإجماع الإقليمي والدولي الواسع بشأن حل الدولتين، وتعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية والتركيز على الدبلوماسية الوقائية لتجنب تصعيد التوترات.
ورحبت المسؤولة الأممية بالمشاركة المتزايدة للجامعة وأعضائها، بما في ذلك من خلال توسيع المجموعة الرباعية للشرق الأوسط وما يسمى بتنسيق عمان. وقالت:
“إن حل الدولتين الذي يحقق التطلعات الوطنية المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم بين الشعبين”.
ولفتت ديكارلو الانتباه إلى أن الوضع المالي لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) لا يزال مصدر قلق بالغ:
“إن التمويل الكافي ضروري للأونروا لمواصلة تقديم خدماتها الحيوية للملايين من لاجئي فلسطين في المنطقة والقيام بدورها الحيوي في تحقيق الاستقرار”.
أما أبو الغيط فأشار إلى أن تسوية القضية الفلسطينية صارت للأسف أبعد منالا من أي وقت مضى. “حيث تعرضت صيغة حل الدولتين للتهميش من قبل الوسيط الرئيس لعملية السلام. وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية على تكثيف نشاطها الاستيطاني والتلويح بمشروعات خطيرة وهدامة مثل ضم الأراضي المحتلة”.
غير أنه أكد أمام مجلس الأمن أن المجتمع الدولي، ممثلا في هذا المجلس، لا يزال يعتبر وبالإجماع حل الدولتين الصيغة الوحيدة المقبولة لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح أن الأمر سيتطلب في المرحلة المقبلة كثيرا من الجهد من جميع الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط من أجل إعادة التأكيد على هذا الحل بمرجعياته الدولية المعروفة والمتفق عليها.
وقال: “إننا نتطلع لقيام الإدارة الأمريكية الجديدة بتصحيح الإجراءات والسياسيات غير المفيدة والعمل، بدعم من الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة، على إعادة العملية السياسية إلى مسار مثمر بما يمنح الأمل مجددا للشعب الفلسطيني في أن المجتمع الدولي سوف ينصف مسعاه النبيل للحرية والاستقلال”.
التعاون المثمر بين المنظمتين
هذا ونوهت روزماري ديكارلو بالجهود التي قامت بها جامعة الدول العربية على صعيد ليبيا، حيث دعمت بنشاط جهود الأمم المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار في 23 تشرين الأول/أكتوبر والعودة إلى العملية السياسية. وكعضو نشط في لجنة المتابعة الدولية لمؤتمر برلين حول ليبيا، تشارك الجامعة في رئاسة مجموعة العمل السياسية (جنبا إلى جنب مع الجزائر وألمانيا).
كما تنشط المنظمتان أيضا في مجموعة “أصدقاء السودان”، التي تدعم انتقال السودان إلى الحكم الديمقراطي.
كذلك الأمر بالنسبة للصراع في سوريا واليمن، حيث عمل مبعوثو الأمم المتحدة المتعاقبون عن كثب مع الجامعة في البحث عن حل سياسي.
ومشيرة إلى استمرار التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج الفارسي، أوضحت ديكارلو أن الأمين العام يواصل دعوته لجميع الأطراف إلى ضبط النفس ويؤكد ضرورة تجنب الأعمال أو الخطابات التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم.
كما رحبت من جديد بإعلان العُلا الأخير الذي يعترف بأهمية الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وأعربت عن أملها في أن يعزز الإعلان الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
أهمية دور المرأة
أفادت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية أمام مجلس الأمن صباح اليوم، بأن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تقران بالحاجة الملحة لإشراك مزيد من النساء على جميع مستويات وجوانب عمليات السلام.
وقالت إنهما قطعتا خطوات مهمة في هذا المجال، على سبيل المثال:
- 30 في المائة من المشاركين في اللجنة الدستورية السورية من النساء؛
- وكذلك 22 في المائة من المشاركين في الحوار السياسي الليبي من النساء.
وأشادت المسؤولة الأممية ب”شبكة وساطة المرأة العربية” التي أُنشئت تحت رعاية الجامعة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والتي ستمكن المنطقة من زيادة مشاركة المرأة في حل النزاعات والحفاظ على السلام، مؤكدة أن الأمم المتحدة تشجع على توسيع هذه المبادرة الهامة.
وعقدت جلسة اليوم “التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية” بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمتين. وركزت من بين أمور أخرى على مواصلة تعزيز التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية في الأمور المتعلقة بحفظ السلام والأمن من أجل تحسين الأمن الجماعي وبخاصة على المستوى الإقليمي؛ التشجيع على تكثيف التنسيق بين جامعة الدول العربية ومبعوثي الأمم المتحدة الخاصين، حسب الاقتضاء، في معالجة الأزمات الراهنة في المنطقة العربية؛ ودعم الجهود التي تبذلها المنظمتان للمساعدة في بلوغ وقف عام للأعمال العدائية في جميع الحالات، وخاصة في المنطقة العربية، على النحو الذي دعا إليه الأمينان العامان للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في أعقاب تفشي جائحة كورونا وما جاء في قرار مجلس الأمن 2532 (2020).
[ad_2]
Source link