[ad_1]
حين وقع في حب البحر وعروسه؛ ترجم أحاسيسه بعفوية أضاءت عتمة الأيام.. ولما يتذكر أزقة المحروسة وتاريخها وحضارتها؛ ينظر إلى الماضي بنزعة شبقة إلى الصور القديمة.. وحين يجمع بين عشقين، الساحلين البحري «جُدَّة» والنيلي «القاهرة»؛ يضعهما في برواز ذهبي لامع يضيء عتمة الأيام.. مثل وردة بيضاء نثرت روائحها الجاذبة.
ولما علَّمه والده المحافظة على مقتنياته وذكرياته؛ تكوَّنَ لديه كنز لا يقدَّر من الإرث والتراث.. ومع مسؤولياته لأبنائه خوفاً من تقلبات الدهر؛ كان معهم حازماً لا متسلطاً، جازماً لا حاداً، معطاء لا أنانياً.. وفي دخوله في غيبوبة عقب وفاة زوجته؛ احتفظ بكمية وفاء لامرأة وقفت معه في ساعة الشدة.
عندما جمع بين الإبداع الكروي ونقاء القلب وطيب النفس؛ عرف كيف يقود سفينة حياته الخاصة والعامة.. ولما عشق الرياضة لم يستطع فراقها منذ بداياته إلى اعتزاله.. وحين تعامل في مهمته الكروية بتوقّد؛ أخذ بجوهر الرياضة وشفافيتها لا بمظهرها.. ولما لم يتجاوز خصوصية الآخرين؛ لم يطرح رؤيته خارج الذوق والأخلاق.
وبين اللياقة البدنية واللباقة العالية وقوة الاحتمال؛ هناك لاعبٌ متعدد المواهب متشعب الهوايات.. وبين عطاء كروي وأفق واسع وتمريرات متقنة؛ هناك نجم ماكر مخلص ومستودع خبرة.. وبين حساسية كروية وإعجاز مهاري؛ هناك صانع ألعاب ماهر وحركة مدروسة وتمريرات متقنة.. رجلٌ أيقن لنفسه أنه المعنى الذي يدركه والأثر الذي يتركه.
إذا أريد معرفة أكثر بذلك الثعلب الكروي؛ لا يكفي مشاهدة أسلوب لعبه، بل النظر إليه حين يتلاعب بالكرة من الأعماق.. وعندما يراقب إبداعه الألماسي لمعرفة قيمته؛ فهو إنسان نبيل يعيش في المنطقة العميقة.. ولما احتفظ بالحيوية والجمال؛ فهو ليس كبقية النجوم متشابهين مثل حبات الأرز.
ومن امتهانه لكرة القدم لاعباً شهيراً؛ اختار لنفسه مدرباً للأشبال والشباب لتفريخ نجوم الكرة السعودية.. ومن فضائيات الرياضة وبرامجها؛ محللاً كروياً وناقداً قديراً.. ومع الأداء والإثارة في المستطيل الأخضر؛ أدرك أهمية إيصال فكر المدرب الفني وأهمية الاستقرار الإداري.. وحين لم يكن لديه إلا الكرة؛ كانت عشقه لاعباً ومعتزلاً.
[ad_2]
Source link