[ad_1]
وعلى رغم الضيق والشعور بالحبس اللذين تثيرهما عملية الإغلاق، فإن لندن لن تعدم من هم على استعداد للتظاهر ضد الحكومة، وسياساتها حيال الأزمة الصحية. صحيح أن التظاهر جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية في هذه البلاد؛ غير أنه يحدث أحياناً في أتون ظروف صعبة، قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. وكانت تظاهرات المناوئين للإغلاق، بدعوى أنه قمع للحرية، في منطقة «كلابهام عموم» اللندنية أمس مادة خصبة للتغطيات الصحفية والتلفزيونية، وللإعلام الجديد الذي يجهد لإحداث تأثير كذلك الذي تُحدثه الصحافة الورقية العتيقة.
بيد أن ذلك لا بد أن يعيدنا إلى القول إن جونسون هو أشقى شخص في الجزر البريطانية؛ لأنه بات محاصراً بالتساؤلات التي لا تملك حكومته إجابة عنها: لماذا تدهورت الأزمة الصحية إلى مستوى أشد انحداراً مما شهدته بريطانيا في أبريل 2020؟ ولماذا هذا الموت الفظيع، والتهديد بانهيار الخدمة الصحية؟ ولماذا سمحت الحكومة المحافظة بأن تتردى الأزمة إلى درجة أن شخصاً من بين كل 30 من سكان العاصمة لندن أصيب بالفايروس، على حد تصريحات عمدة لندن صادق خان الجمعة الماضي؟
هل يدفع جونسون الثمن ؟
رأت أسوشيتد برس أمس أن معظم اللوم في ما وصلت اليه بريطانيا من تعاسة وبؤس يتم إلقاؤه على عاتق جونسون. ويشار بوجه خاص إلى بطء حكومته في التعامل مع الفايروس التنفسي الذي كان قد خرج لتوه من ووهان في الصين مطلع 2020. وكان ذلك التباطؤ أول خطأ قاتل في مسيرة مع الأزمة شابتها أخطاء عدة لا يمكن التسامح معها. وقال أستاذ الصحة العالمية بجامعة لندن البروفسور أنطوني كوستيللو إن تردد الحكومة في مارس 2020 بشأن ما إذا كان يجب إغلاق البلاد أدى إلى فقدان عدد كبير من الأرواح. وأضاف أن جونسون اضطر في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بإغلاق البلاد في 23 مارس. لكنه لو كان أقدم على ذلك قبل أسبوع، أو أسبوعين، لما كان عدد الوفيات سيتجاوز 30-40 ألفاً. وزاد كوستيللو، وهو عضو في اللجنة العلمية التي تستشيرها الحكومة، أن المشكلة أن حكومة جونسون عادت لترتكب خطأ التباطؤ نفسه، لتتردى الحال إلى ما هي عليه اليوم. كما أنه مما يحسب على جونسون أنه ظل على الدوام يحاول تغليب مصلحة الاقتصاد، والتجارة، واستمرار الحياة العادية دون قيود. وقال رئيس الوزراء في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية الأسبوع الماضي، رداً على تلك الانتقادات، إن من السهل تلمُّ الأخطاء حين ينظر الناظر إلى الماضي. وزاد: إعادة النظر بأثر رجعي هي آلة لتكبير الأخطاء!
[ad_2]
Source link