[ad_1]
ورغم ذلك؛ فإنها لا تعد وجهة سياحية شهيرة في مجال السياحة التاريخية العالمية، ولولا وجود جامعة (إسيكس) فيها لما زرتها، ويظهر أن وجودها كان محركاً قوياً للتنمية والتواجد السكاني، فأصبح العديد من الطلبة والباحثين من مختلف الأقطار يقصدونها.
هذا الدور الحيوي الذي يشكله وجود جامعة ضمن موقع تراثي وتاريخي؛ لم يغب عن دولتنا أعزها الله، إذ أُعلن عن إنشاء (جامعة الملك سلمان) في الدرعية التاريخية، مهّد الدولة السعودية وجوهرتها وعاصمتها الأولى، أثناء وضع حجر الأساس لبوابة الدرعية، الذي يعد أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم.
إن إنشاء هذه الجامعة خطوة مباركة ومهمة تدعم التعليم والبحث العلمي والحركة الثقافية، وتسهم في التنمية المستدامة، وتوفر فرص عمل في المجتمع، وتعين في رواج النشاط السياحي، خصوصاً (السياحة التاريخية)، وتواكب الخطط الطموحة لزيادة النشاط السكاني والاقتصادي في عاصمتنا الحبيبة الرياض.
إن المتتبع لتاريخ (الدرعية) يرى أنها لم تكن مجرد مقر حكم سياسي، بل كانت منطلقاً للعلم والثقافة، ورمزاً للسلام والاستقرار، وتحظى بموقع إستراتيجي مهم، إذ تعد محطة التقاء بين شرق الجزيرة وغربها، وترتكز على إرث حضاري فريد وتاريخ ناصع تليد، ويمثل اختيار الدرعية (عاصمة للثقافة العربية 2030) اعترافاً بمكانتها التاريخية والثقافية، وتعزيزاً لدور المملكة الريادي في كل النواحي. ولعل إنشاء مركز تميّز يتبع الجامعة، متخصص بالسلام والتاريخ العالمي، يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله ويرعاه- هو تتويج لما تقوم به المملكة وقادتها من أدوار إيجابية تاريخية، وتحفيز لأبناء وبنات الوطن وللعالم بأسره لتوظيف المعرفة التاريخية في بناء وصياغة مستقبل أفضل، فدراسة التاريخ والسلام معاً تعطيان إطاراً أشمل يمكن من خلاله توجيه الجهود لتحقيق التطلعات بتعزيز السلام العالمي، وتوفير التنمية والبناء، وهو استثمار في بناء مجتمعات واعية ومتسامحة، قادرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل بروح من التعاون والتفاهم والمصالح المشتركة، وذلك امتداد طبيعي لمكانة هذه البلاد المباركة ونهج قادتها الثابت والأصيل منذ تأسيسها في الدرعية على يد الإمام محمد بن سعود وحتى عهد السلام والتقدم؛ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الشاب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وفقهما الله.
[ad_2]
Source link