[ad_1]
لقد وضع علماء السياسة والفلاسفة الاجتماعيون السياسيون الذين جاءوا بعد أرسطو نظريات حول كيفية تشكل المجتمع. ومن أشهر هذه النظريات نظرية العقد الاجتماعي التي كان توماس هوبز رائدها.
كان التركيز في العقد الاجتماعي على أن حياة الإنسان كانت منعزلة ووحشية وبغيضة وقصيرة بسبب غروره الذي جعله يجمع كل شيء لنفسه. كانت البشرية تعيش في عصور مظلمة لم تكن فيها حياتهم آمنة ولا ممتلكاتهم آمنة.
ولتأمين الحياة والممتلكات، توصل الناس إلى (العقد الاجتماعي) ومع ذلك ركزوا قوتهم وإرادتهم وحريتهم في امتلاك كل شيء والقتال حول كل شيء.
يرى أرسطو في كتابه السياسة، أن الإنسان حيوان سياسي ينظّم نفسه في مجموعات لها قادة وقواعد ومبادئ وأخلاق.
أرسطو، مثل منظري العقد الاجتماعي من بعده، اعتبر أن المجتمع موجود بطبيعته. فمن الطبيعي أن يحب الإنسان أن يجتمع في مجموعات.
لشرح موقفه القائل بأن الإنسان هو حيوان سياسي، يؤكد أرسطو أن الإنسان ليس مكتفياً ذاتياً ولا يستطيع أن يعيش دون التفاعل مع بقية البشر.
في إطار فكرة أن الإنسان غير مكتفٍ ذاتيًا، يزعم أنه لا يمكن لأي إنسان أن يوفر احتياجاته بشكل كافٍ وفعّال دون مساعدة الآخرين.
وهذه الفكرة تحيلنا لمقولة آدم سميث: إن البشر حيوانات تجارية. وأعتقد أن كلتا المقولتين صحيحة، فقد تطوّر البشر ليعيشوا في مجموعات ويتاجروا مع بعضهم البعض. والقدرة على التعامل مع القضايا التي تنشأ عند العيش في مجموعات والقدرة على تنفيذ الصفقات مع الآخرين هي تكيفات تطورية سياسية.
عندما تقرأ في هذا المنعطف الفلسفي التاريخي لمؤلفين وفلاسفة عظماء تعجب أن الإنسان هو الإنسان على مر العصور وجميع محاولات فهمه تكاد تؤدي لنفس النتائج دائمًا فما زال الإنسان المعاصر مثل آبائه يقاتل للحصول على كل شيء لكنه الآن يرتدي بدلة و كرفتة ولا يحمل فأسه في يده بل تحت ثيابه.
[ad_2]
Source link