[ad_1]
وزُينت خيمة المعلبات التي بنيت في منطقة في دير البلح تعرف باسم أرض النخيل، بأعلام فلسطين وبني سقفها من سعف النخيل، وكُتب على بابها “عودتنا حتمية والخيمة وهمية”، وحملت جدرانها عبارة “من حياة المفاوضات إلى حياة المعلبات”.
داليا العفيفي، صاحبة مبادرة خيمة المعلبات قالت لمراسلنا في غزة، زياد طالب الذي زار الخيمة، “حاولنا أن نضفي على جدران الخيمة بعض الجمل نوصل بها رسائل للعالم”.
وأضافت العفيفي أن الجميع تقريبا من النازحين الموجودين في أرض النخيل ساهموا في ذلك المشروع لبناء خيمة المعلبات التي بنيت باستخدام 13 ألف علبة.
غذاء من المعلبات
المعلبات التي تحتوي على الأغذية المحفوظة موجودة في كل مكان داخل ذلك التجمع للنازحين. والمعلبات هي أغلب ما يصل إلى المدارس التي تحولت إلى مراكز للإيواء والنزوح ومنها مدرسة ذكور دير البلح التي لجأت إليها نور أبو عودة، النازحة من بلدة بيت حانون في شمال غزة.
وأثناء وجودها في العيادة الموجودة داخل المركز للكشف على ابنتها الرضيعة التي تعاني من سوء التغذية، قالت نور أبو عودة لمراسلنا إنه لا يوجد خضروات ولا فواكه، “وأنا كمرضعة كل أكلي عبارة عن معلبات مما يسبب أمراضا”.
وكان تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في آذار/مارس الماضي أفاد بأن الحد الأقصى لانعدام الأمن الغذائي الحاد للمجاعة قد تم تجاوزه بشكل كبير، وأن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتقدم بوتيرة قياسية نحو العتبة الثانية للمجاعة.
وقالت منظمة الصحة العالمية مرارا إن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل تهديدات خطيرة لصحتهم.
تفشي الأمراض
تلك المعدلات المرتفعة من سوء التغذية يلمسها محمود اللوح، الممرض في عيادة مركز النزوح في مدرسة دير البلح، والذي كان يفحص ابنة النازحة نور أبو عودة وأطفالا آخرين أثناء زيارة مراسلنا للمركز.
وقال اللوح إن العديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية والذي تتراوح شدته ما بين متوسط وحاد جدا، “والسبب نقص المواد الغذائية والتكدس الموجود. لا يوجد مواد غذائية أو تموينية طبيعية بكثرة كما كانت موجودة سابقا”.
وأوضح أنه لهذا السبب يعتمد النازحون في أكلهم في مخيمات النزوح على المعلبات المتوافرة من المساعدات، والتي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة.
وأشار إلى أن أهالي غزة كانوا يعتمدون بشكل كبير على الخضروات لاسيما أن أغلبهم مزارعون، ولكن الآن “لا فواكه أو خضروات”.
وإن وجدت تلك الفواكه والخضروات ولو بكميات قليلة، فإنها باهظة الثمن كما أكدت نور أبو عودة، “فكيلو البندورة بـ 10 شيكلات (2.7 دولار أمريكي) وكيلو الباذنجان بـ 16 شيكلا (4.30 دولارا)”.
ولهذا يتم تناول المعلبات بكثرة كما قال الممرض محمود اللوح، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأمراض في مدارس الإيواء كالالتهاب الفيروسي والتهاب الكبد الوبائي، فضلا عن النزلات المعوية التي يسببها تلوث المياه والطعام.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن الحصار المفروض على غزة، بما يشمله من إغلاق المعابر ومنع إمدادات المياه والكهرباء، من العناصر الرئيسية التي تشكل الكارثة الإنسانية الكبرى التي تتكشف فصولها في غزة.
[ad_2]
Source link