[ad_1]
ويذكر أبو محمد أن حنينه يزداد لتلك الأيام عندما كانت والدته تعد مائدة الإفطار، وفقد تلك النكهة كما فقد الأم الحنون برحيلها.
أما الطاهية فاطمة العمري؛ التي تبلغ من العمر ٦٩ عاماً، فتقول: «إن حياتها السابقة في الأرياف كانت صعبة، وكانوا يبذلون الجهد في تحضير فطور رمضان على الحطب وبأطباقٍ محدودة وبسيطة عكس ما يحدث اليوم من كثرة الأصناف وتوفرها، لكن دون السعادة التي كانت تشعر بها قديماً». وتؤكد (أم بدر) شوقها لتلك الأيام في حارتها القديمة الشعبية، وكيف كان الجيران يتبادلون الأطباق قبل الأذان، وكل طبق له ميزته ونكهته. أما سارة العتيبي فتقول إن رمضان قديماً له نكهته، وتستذكر فيه طفولتها عندما كانت تنتظر بلهفة سماع مدفع الإفطار مع أسرتها وتتأهب لرؤيته.
من جانبه، أوضح خالد عبدالله أن من أجمل العادات التي يحن لها في رمضان الخروج مع والده، رحمه الله، بعد صلاة العصر لشراء السوبيا والفول والتميس، ثم العودة إلى المنزل وتلاوة القرآن الكريم إلى قبل أذان المغرب، واليوم يفعل ذلك مع أولاده.
ويرى الأخصائي النفسي خالد الغامدي أن الحنين للماضي لم يتغير، والذي تغير هو البيئة والثقافة، ولا ارتباط بين الأكل والعامل النفسي نهائياً، فشهر رمضان ثابت كل عام، وكذلك العادات والتقاليد، والمشكلة تكمن في كيفية تنظيم الوقت، فعلى سبيل المثال الأحياء القديمة لا تزال تحييّ رمضان ولا تغيير، ربما تداخل الأكلات وكثرتها وتنوع الثقافات قد يكون السبب.
من جانبه، يؤكد الأخصائي النفسي سعود الراشد أنه قد لوحظ علمياً تأثير غريب للعاطفة على تكوين الذاكرة، وهو أن حالتنا العاطفية في وقت وقوع الحدث يمكن أن تؤثر على قدرتنا على حفظ تفاصيل الحدث، فبسبب ما شعرت به سابقاً من الشعور بالأمان والاطمئنان والدفء والأُنس ووجود الأحبة في الجوار فإن كل تفاصيل ما عايشته سابقاً من المواسم الرمضانية تظل محفورة في ذاكرتك، وكيف يمكن أن يؤدي تذكُّر الماضي إلى إيقاظ استجابة عاطفية. ويرى أن الذكرى العاطفية الطيبة بمقدار ما تحمل لنا من السعادة، تحمل لنا الألم أيضاً؛ لأنها لم تعد موجودة، ونشعر بألا شيء يُمكنه أن يحلّ محلها أو يعوض دورها.
[ad_2]
Source link