[ad_1]
من ناحية القدسية ليوم الجمعة، فلا شك بأنه يوم متميز بتفرّده بخطبة الجمعة المرتبطة بصلاة الظهر والسعي لذكر الله وترك البيع (في ذلك الوقت تحديداً) كما في الآية الكريمة، وليس المراد ترك العمل والعلم والتخلف عن مواكبة العالم يوماً كاملاً، أي أن الأمر جاء في سياق وقت الصلاة وسماع الخطبة التي قد تختزل فوائد دينية ودنيوية واجتماعية، هذا فضلاً عن أن يوم الجمعة يتخلله ساعة استجابة تسبق وقت الزوال؛ أي وقت نهاية النهار سواء كان يوم عمل أو عطلة، إذاً فالقدسية لا تنطوي على إهدار يوم بأكمله من أجل صلاة واحدة، وهذا الهدر لم يرد في أي نص ولا يوجد أي دلائل على تعطيل التجارة والأسواق وتوقف الحياة في عهد النبوة أو التابعين، وإن كان الأمر يتعلق بفضل يوم عن آخر، فيوما الإثنين والخميس ترفع فيهما أعمال العباد فيجتهد البعض منا بصيامهما بغية كسب الحسنات وعرض صحائف الأعمال نقية خالصة، فهل يعني ذلك أن نترك العمل في هذين اليومين؟
يوم الجمعة هو يوم عمل في جميع أنحاء العالم، ونحن جزء من هذا العالم باقتصاده وحركة أسواقه ونشاط قطاعاته المالية ومؤسساته الاستثمارية والتعاملات البنكية والبورصات العالمية التي لا تتوقف إلا يومي السبت والأحد، بينما تتعطل عندنا حركة السوق والاقتصاد كلياً ثلاثة أيام، وهذا بلا شك مؤثر كبير على اقتصادنا وحاجتنا للتواصل التجاري مع العالم وحاجتهم لنا كسوق نفطي ضخم ومؤثر.
في 22 يونيو 2013 تم تطبيق القرار الملكي القاضي بتغيير الإجازة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت، وحقق القرار فوائد جمة ونمواً كبيراً للاقتصاد السعودي بعد مضي عام واحد فقط على صدور القرار وتطبيقه في جميع القطاعات السعودية، تتقدمها القطاعات المالية والصناعية والتجارية التي تمثل أساس الاقتصاد الوطني لأي دولة بالعالم، وقد تبين بعد ذلك الارتفاع الكبير في مستوى الاقتصاد، مما عزز متانته وجعله قادراً على التماشي مع كل المتغيرات ومتنامياً بالمستوى الذي يجعله يتفوق على الصعوبات التي تمر بها اقتصادات الكثير من الدول، واستفادت أسواق المال السعودية بشكل كبير، حيث باتت التداولات في السوق العالمية متاحة أربعة أيام في الأسبوع، فماذا لو أصبحت خمسة أيام كبقية العالم؟
إجازة يوم الجمعة هو «في الواقع» محفز للنوم والتكاسل والخمول وليس للعبادة، ولكن العمل في هذا اليوم يختزل يوماً نشيطاً يحفز على الإنجاز والعبادة وتأدية الصلاة معاً.
[ad_2]
Source link