[ad_1]
قُدِّرَ للإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة منذ زمن بعيد أن تحتضن عدداً كبيراً من القيادات التعليمية الواعية، التي تحمل فكراً تطويرياً بناءً؛ انعكس جلياً على تميز إدارة تعليم جدة، وحصولها على عدة جوائز واستحقاقات مرموقة على مستوى المملكة، وفي ظل ما تفرضه القوانين واللوائح، التي تنظم عمل المؤسسات من تدوير القيادات أو نقلها أو إنهاء تكليفها، أو تقاعدها، وكذلك ما تقتضيه سنة الحياة من رحيل بعض القيادات إلى الدار الآخرة، كرحيل أهم قياديين في «تعليم جدة» في أقل من ثلاثة أشهر، وهما عبدالله الثقفي، وكمال الغامدي، اللذان كان لرحيلهما بالغ الأثر في نفوس كل من عملوا معهما، حيث كان «تعليم جدة» في عهدهما في ذروة أدائه ورونقه؛ فإن قادة «تعليم جدة» يغادرون مواقعهم باستمرار، لكنهم قبل أن يتركوا مواقعهم يسلمون الراية لأجيال أخرى من القادة لإكمال المسيرة والرسالة السامية لـ«تعليم جدة» في تعليم وتربية أبناء الوطن.
وحظي «تعليم جدة» بعد رحيل الثقفي بعدة قيادات واعية، بدءاً بالدكتور سعد المسعودي، مروراً بالدكتور نايف بن عابد الزارع، الذي أحدث بروحه الشبابية المتوقدة حراكاً تعليمياً متميزاً، قبل أن ينتقل إلى «تعليم الرياض»، لإكمال إسهاماته في الارتقاء بالتعليم.
وتسلمت دفة «تعليم جدة» أخيراً القيادية القديرة منال اللهيبي، التي ما فتئت تتولى المنصب حتى تحولت إلى شعلة نشاط، تمدد وهجها إلى كل أقسام إدارة تعليم جدة، مدشنة حقبة جديدة في مسيرة «تعليم جدة» قائمة على الدعم والتحفيز وتحقيق الإنجازات، ويعاونها في تحقيق المهمات المساعدان طواشي الكناني، ووسيم حابس.
«اللهيبي»، التي سجلت سبقاً تاريخياً على مستوى المملكة، كأول امرأة تتولى قيادة إدارة تعليم؛ حققت في فترة وجيزة عدة إنجازات، اختصرت جهوداً وأوقاتاً، ببعد نظرها وعمق خبرتها المتراكمة من تجارب تعليمية عديدة.
واليوم، تفقد إدارة تعليم جدة أحد أبرز وأهم قياداتها، المؤرخ التربوي الدكتور سعود بن حامد الخديدي، الذي أحيل للتقاعد بعد أن أمضى خمسة وثلاثين عاماً من عمره المديد في العمل التعليمي والتدريبي والاستشاري، تميز خلالها بأسلوبه الملهم في الإدارة والإنجاز وتوجيه فرق العمل، التي كان أفرادها يُقْبِلون على مهماتهم دون كلل أو ملل، مدفوعين بقيادته الرزينة، وشخصيته الهادئة، وابتسامته التي تسكن محياه.
قضى الدكتور سعود الخديدي جل مسيرته الحافلة بين أروقة التعليم، بدءاً من شرف معلم في عام 1411 مروراً بالتشكيلات التعليمية إلى أن استقر به المطاف مديراً لإدارة الجودة وقياس الأداء في الإدارة العامة، التي أحيل منها إلى التقاعد.
ثلاثة عقود ونصف قضاها «الخديدي» قيادياً ناجحاً، ومثقفاً مبهراً، ومؤرخاً واسع الاطلاع عميق النظرة، ولم يقتصر عطاء «الخديدي» على وزارة التعليم بل كان مدرباً معتمداً لوزارة الحج والعمرة ولمطوفي أفريقيا وشرق آسيا، وخبيراً للاستشارات الأسرية ومدرباً للتخطيط الاستراتيجي، كما قدّم العديد من المحاضرات والندوات على مستوى وزارات التعليم، والثقافة، والإعلام، والأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، حيث يتحلى بعين ناقدة للفنون البصرية، وقد حصل «الخديدي» على العديد من الجوائز والاستحقاقات على مستوى وزارة التعليم، وعلى مستوى المملكة، وبتقاعده فقد «تعليم جدة» قائداً فذاً وتربوياً ملهماً يندر أن يجود الزمان بمثله.
ويعيش الخديدي حالياً فترة الاحتفاء بتقاعده من قبيل الزملاء، فتارة مديرو مدارس تعليم جدة وتارة أخرى زملاء عمله في الإدارة، إضافة إلى احتفاء زملاء مكتب التعليم بالنسيم الذي شهد انطلاقة وتوهج الخديدي في العمل القيادي.
[ad_2]
Source link