الأمين العام أمام قمة حركة عدم الانحياز: الدمار الشامل الذي لحق بغزة لم يسبق له مثيل خلال ولايتي

الأمين العام أمام قمة حركة عدم الانحياز: الدمار الشامل الذي لحق بغزة لم يسبق له مثيل خلال ولايتي

[ad_1]

وفي كلمته أمام قمة حركة عدم الانحياز المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا اليوم السبت، أكد أنه بينما يبذل العاملون في المجال الإنساني قصارى جهدهم لتقديم الإغاثة، فإنهم يواجهون القصف المستمر، والمخاطر اليومية التي يتعرضون وأسرهم لها، والقيود الهائلة على الطرق المتضررة، وانقطاع الاتصالات، ومنع الوصول.

ونبه إلى أن “المرض والجوع” يتفاقمان، حيث لا يموت الناس بسبب القنابل والرصاص فحسب، وإنما أيضا بفعل نقص الغذاء والمياه النظيفة، وانقطاع الكهرباء وشح الدواء في المستشفيات، والرحلات الشاقة إلى قطع صغيرة من الأرض هربا من القتال.

وقال أمين عام الأمم المتحدة إن “هذا يجب أن يتوقف”، مشددا على أنه لن يتراجع عن دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. وأضاف: “يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع امتداد هذا الصراع إلى جميع أنحاء المنطقة (بما في ذلك) الضفة الغربية، وعبر الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان، وفي سوريا والعراق والبحر الأحمر”.

ونبه غوتيريش إلى أن رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، “أمر غير مقبول”. وقال إن هذا من شأنه أن يطيل أمد الصراع الذي أصبح يشكل تهديدا كبيرا للسلام والأمن العالميين- إلى أجل غير مسمى، ويؤدي إلى تفاقم الاستقطاب، وتشجيع المتطرفين في كل مكان، مؤكدا على أنه “يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته”.

وتحدث غوتيريش عن فقدان 152 من موظفي الأمم المتحدة في غزة، وهو ما وصفه بأنه “مأساة مفجعة لمنظمتنا، ولأسرهم، ولمن كانوا يخدمونهم في غزة”.

لحظة من الانقسام العميق

وقال أمين عام الأمم المتحدة إن قمة حركة عدم الانحياز تأتي “في لحظة أخرى من الانقسام العميق”، مشيرا إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتآكل الديمقراطية، وتزايد الشعبوية والتطرف، واحتدام الصراعات وانتشارها.

وأضاف أن “مناخنا ينهار. وينتشر الفقر وعدم المساواة. ويواجه العالم النامي أضعف نمو اقتصادي له منذ عقود. ويتزايد عدد البلدان التي تعاني من ضائقة الديون أو التخلف عن السداد أكثر من أي وقت مضى”.

ونبه كذلك إلى أن حقوق الإنسان، والقانون الدولي، واتفاقيات جنيف، ومـيثاق الأمم المتحدة “يتم انتهاكها دون عقاب”. وأوضح غوتيريش أنه في ظل هذه الدوامة من عدم اليقين وعدم الاستقرار، فإنه يرى “فرصا جديدة” أمام البلدان وحركة عدم الانحياز للقيادة، مؤكدا أن موضوع القمة وهو “تعميق التعاون من أجل الرخاء العالمي المشترك”، يؤشر إلى طريق تحقيق ذلك.

وأكد الأمين العام أن الرخاء العالمي “يعتمد على السلام” وهو ما يتطلب مؤسسات “تعكس عالم اليوم، وليس عالم ما قبل 80 عاما”. واستشهد بمجلس الأمن الدولي قائلا إن هذه المنصة العالمية البارزة لحل النزاعات العالمية “مصابة بالشلل” بسبب الانقسامات الجيوسياسية التي تعيق التوصل إلى حلول فعالة.

وأكد أن قمة المستقبل التي ستعقد في أيلول/سبتمبر تشكل “فرصة فريدة” للنظر في إصلاحات مؤسسات الحوكمة العالمية، وتعزيز الأفكار الرامية إلى إعادة بناء الثقة، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف. وتطرق الأمين العام كذلك إلى الخطة الجديدة للسلام التي أطلقها في 2023، وتحدد “رؤية لمنع الصراعات والحفاظ على السلام والنهوض بالتنمية”، وتعكس “التزامنا بجميع حقوق الإنسان – المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.

السلام والتنمية المستدامة

وشدد أمين عام الأمم المتحدة في كلمته أيضا على أن السلام يتطلب تنمية مستدامة، قائلا “إننا نسير إلى الوراء في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

ونبه إلى أن الناس يعانون من الجوع، وتفتقر المجتمعات المحلية إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة والكهرباء والصرف الصحي المناسب، وتكافح الأسر لتغطية نفقاتها دون حماية اجتماعية وشبكات أمان، وأن الأطفال محرومون من التعليم، وتحتاج البلدان النامية إلى الموارد.

وقال غوتيريش إن هذا الأمر يتطلب تخفيفا فوريا لأعباء الديون وإعادة توجيه حقوق السحب الخاصة غير المستخدمة، وإصلاح نظام مالي عالمي “بال وغير عادل وغير منصف، يحابي مؤسسيه- وأغلبهم من البلدان الغنية- وأثبت عدم قدرته على توفير شبكة أمان عالمية، وخاصة للاقتصادات النامية التي تمر بضائقة”.

ودعا كذلك إلى أن تبذل جميع البلدان قصارى جهدها لتخصيص ميزانياتها بحكمة عبر الاستثمار في أنظمة التعليم والصحة والتغذية والحماية الاجتماعية، وتعزيز التماسك الاجتماعي للمجتمعات، ودعمها حقوق الإنسان الأساسية، والاعتراف بحقوق الأقليات والتصدي لجميع أشكال التمييز.

اتخاذ الخيارات الصحيحة

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى اعتماد زعماء العالم إعلانا سياسيا في قمة أهداف التنمية المستدامة التي انعقدت في سبتمبر/أيلول 2023، والذي أظهر دعما واضحا لتحفيز أهداف التنمية المستدامة بقيمة 500 مليار دولار سنويا، فضلا عن تأييدهم إصلاح الهيكل المالي العالمي.

وتحدث كذلك عن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار “الذي طال انتظاره” في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الأخير (COP28) لدعم البلدان الأكثر عرضة للدمار الناجم عن تغير المناخ. لكنه أشار إلى أن “المساهمات كانت محدودة حتى الآن، ولم تف الدول المتقدمة بالعديد من التزاماتها طويلة الأمد بشأن تمويل المناخ”.

وحث الأمين العام حركة عدم الانحياز على مطالبة القادة بالوفاء بهذه الوعود هذا العام. وقال غوتيريش في ختام كلمته إن الصراعات، والفقر، وعدم المساواة، والتفتت الجيوسياسي، والكوارث المناخية، “هي نتيجة الاختيارات التي يتخذها العالم، أو يفشل في اتخاذها”.

وأضاف أنه “استرشادا بالحلول التي تتم مناقشتها هنا، وروح الثقة والتفاهم والتضامن التي غمرت حركة عدم الانحياز منذ البداية، أعلم أننا قادرون على مواجهة تلك التحديات معا، واتخاذ الخيارات الصحيحة في المستقبل”.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply