[ad_1]
مواقف متضادة وتلون باهت وازدواجية فاضحة، لنجوم انفصاميين تتحكم في مواقفهم الظروف والأماكن والمصالح، يضبطون مؤشرات مشاعرهم ومواقفهم على ترددات مصالحهم وموجات «الترند» حتى أنه ينسى «غزة» في شارع الهرم والقاهرة، ويكمّم فمه في بيروت ومهرجانات الموسيقى والمسرح والسينما، ويتذكرها في موسم الرياض، والرياض فقط.
فبالتزامن مع أحداث غزة طغى النفاق الإعلامي والفني إلى سطح منصات التواصل الاجتماعي، بازدواجية مصطنعة وغير بريئة في المعايير والتصنيف، لأنها فرصة لجوعى النجومية الذين فقدوا بريقهم ودفنتهم الساحة، أو للذين عجزوا أن يحجزوا موطئ قدم لهم في ساحة المنافسة.
الشواهد كثيرة فمثلما دخل الكوميديان محمد سلام لوكيشن تصوير المسلسل الكوميدي «الكبير أوي» مع الفنان أحمد مكي في أوج القصف على غزة، وهو الذي افتعل قصة انسحابه من مسرحية موسم الرياض بسبب الظروف في فلسطين المحتلة كما زعم، يتأهب مهرجان الجونة السينمائي لإطلاق دورته الجديدة بحسب الناقد طارق الشناوي بعد صخب التصفيق لإلغاء فعالياته تضامناً مع فلسطين ومهاجمة موسم الرياض، إذ ستعلن إدارته في بيان جديد لها عن الموعد الرسمي لإقامته والمتوقع خلال أقل من شهر، مع تعديله وصبغه بنكهة فلسطينية، في مخرج يبرّر التصريحات التي تحدثت عن إلغاء هذه النسخة.
ازدواجية وتناقض
الهجوم المكثف الذي مارسته عدة أطراف لأهداف خاصة لا علاقة لها بالواقع في غزة على موسم الرياض وعبر حسابات وهمية وأخرى حقيقية، يكشف ازدواجية هؤلاء وأهدافهم بعد أن صمّوا أسماعهم وأخرسوا أفواههم أمام الآخرين، حتى أن المشهد لم يكن غريباً ولا صادماً، فمحمد سلام الذي ظهر في مقطع من إحدى حفلات القاهرة بعد تصريحاته، ومحمد رمضان الذي يتحضر لحفلة في أوروبا، والجونة الذي يتأهب للانطلاق، ليس بأكثر اختلاف من أحداث فنية واستعراضية من سواحل البحر المتوسط وحتى المحيط الأطلسي، استمرت ولم تتأثر بالأحداث الملتهبة في الشرق الأوسط، حيث شهد شهرا أكتوبر ونوفمبر العديد من الأنشطة والاستعراضات المسرحية الفكاهية والراقصة والمهرجانات السينمائية والموسيقية في العديد من الدول العربية من بينها لبنان ومصر والجزائر وليبيا والمغرب، شارك فيها فنانون عالميون ومحليون وفرق فنية وإبداعية، أبرزها مسرحيات درامية وفكاهية في الدورة 14 للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في الجزائر في 7 حتى 11 أكتوبر، وحفلة موسيقية استضافتها بيروت في 10 أكتوبر لعازف الغيتار الإسباني الشهير خوسيه ماريا غالاردو ديل ري في الجامعة الأمريكية، وقدّم في 21 أكتوبر العرض الاستعراضي الموسيقي «دراما الشحاذين» في جامعة الإسكندرية، باستعراضات من تصميم محمد صلاح وإخراج جمال ياقوت. وشهدت الفترة من 21 إلى 27 أكتوبر الدورة الخامسة لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي بعروض مسرحية منوعة.
وأقيمت الدورة الـ23 لـ«المهرجان الوطني للفيلم» في طنجة من 21 أكتوبر حتى 4 نوفمبر، وعُرضت المسرحية الغنائية الاستعراضية «تشارلي شابلن» بطولة محمد فهيم، أيمن الشيوى في 27 أكتوبر، وأقيمت حفلة «الصوليست» المصرية عازفة الفيولينة أميرة أبو زهرة مع أوركسترا تشايكوفسكي السيمفوني على مسرح دار الأوبرا المصرية.
وأُعلن حفلة «وهابيات» على مسرح معهد الموسيقى العربية في القاهرة.
واحتضنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدورة الـ15 من مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز، بحضور عدد كبير من عازفي ومحبي موسيقى الجاز في الوطن العربي والعالم.
صمت وجعجعة
مرت هذه الأحداث مروراً عابراً دون أن نسمع صوتاً لتجّار الأزمات مثلما فعلوا مع موسم الرياض، والذين وصفهم الكاتب خالد السليمان في مقاله في «عكاظ» بالانفصاميين في تبني المواقف وإبداء الرأي، مشيراً إلى أنهم لا يملكون تأثيراً حقيقياً في واقع الأمر، مستذكراً عشرات السنين من الحملات التي شنّوها ضد السعودية ولم تحقق شيئاً مهما تعددت العناوين وتبدلت الأزمنة، ولم تجد صداها سوى عند جمهور وإعلام دكاكين الشعارات العربية التي تختص بتجارة الظواهر الصوتية الكاسدة.
وقال إن موسم الرياض ليس بشارع الهرم وأنديته الليلية، ولا بمهرجان الجونة الفني، ولا أي مهرجان آخر في أي بقعة عربية أخرى، بل جملة من الأنشطة والفعاليات التجارية والاستثمارية والترفيهية للسكان المحليين والسياح الزائرين تدخل في صلب صناعة اقتصاد المدينة، والذي لا يجرؤ هؤلاء النقاد المسيؤون على انتقاده في بلدانهم لأنهم يدركون أهميته لاقتصادهم وتوفير فرص كسب العيش لأبناء وطنهم.
[ad_2]
Source link