[ad_1]
تاريخياً، تعود العلاقات الثقافية الفعلية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية إلى القرن التاسع عشر الميلادي، مع أنشطة الاستشراق وبعثات التنقيب ودراسة آثار الجزيرة العربية، التي بدأت في تيماء قبل نحو قرن ونصف، وما زالت حتى اليوم تعمل العديد من البعثات الفرنسية في التنقيب واكتشاف الآثار وصيانتها داخل الأراضي السعودية، وفي العقود الأخيرة بدأت المملكة في التبادل الثقافي مع فرنسا من خلال إقامة العديد من الأنشطة الثقافية في عاصمة الثقافة الأوروبية باريس، لتضع بصمتها العربية الأصيلة على ضفاف نهر السين.
والحقيقة أن السعودية استطاعت من خلال هويتها الثقافية الأصيلة، أن تلفت أنظار الفرنسيين والأوروبيين إلى «شرق جديد» لم يكن يعرفونه بدقة من قبل، غني بالتفاصيل، ويحمل في طياته إرثاً عربياً عريقاً، هو خلاصة لغة الضاد التي عرفتها الجزيرة العربية، والتي أنتجت فكراً وأدبا وفنوناً وحضارة، تعلّم منها الغرب قبل مئات السنين.
وما يدعو للفخر والاعتزاز في معرض الثقافة السعودية الذي تحتفي به باريس هذه الأيام، هو أنه استطاع، عبر هيئات وكيانات ثقافية تابعة لوزارة الثقافة، أن يحمل معه مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تمثل الثقافة السعودية بمكوناتها المختلفة، إلى جانب الحضور القوي للمبدعين السعوديين، سعياً إلى تسليط الضوء على أهم المجالات الإبداعية السعودية المتميزة، والتعريف بها، عبر العديد من الندوات، ومعارض الفنون، والأفلام القصيرة، والوثائقيات، والترجمات، والأدب السعودي، والأزياء، والعمارة، والحرف اليدوية، بالإضافة إلى فنون الخط العربي، وأنشطة الشعر العربي كأهم المكونات الحضارية للثقافة العربية، مع إقامة متحف مصغر لمبادرة «عام الشعر العربي 2023» بالشراكة مع أكاديمية الشعر.
العديد من الأنشطة التي تم انتقاؤها بعناية من أجل إبراز ما تتميز به الثقافة السعودية بجميع مكوناتها من تفرُّد وإبداع، يعبر عن إرثها الثقافي والحضاري الممتد عبر مئات السنين، بالإضافة إلى إبراز السمات الثقافية في حياة المجتمع السعودي، من خلال تعريف الزوار بفنون الضيافة والكرم العربي الأصيل، لينجح المعرض عبر أسبوعين اثنين في التعبير عن بعض تفاصيل الثقافة السعودية المتجذرة في عمق التاريخ؛ وهو الدور الذي لا تستطيع أي جهة أن تنجح فيه، سوى «وزارة الثقافة السعودية».
[ad_2]
Source link