[ad_1]
من أهم ميزات السياسة السعودية منذ تأسيس المملكة عدم قدرة الآخرين على استفزازها بردود أفعال انفعالية متسرعة من شأنها تأزيم المواقف أكثر مما هي عليه، إنها تحفظ سيادتها وكرامتها وتعرف كيف ومتى تتصرف ولكن على طريقة العقلاء الأقوياء الذين يتصفون بالحكمة والفطنة وبُعد النظر وموازنة السلبيات والإيجابيات، وإثبات خطأ الآخرين بحقها من خلال الأفعال والمواقف المسؤولة التي تؤكد أنها دولة حقيقية تنأى بنفسها عن المهاترات الكلامية والدخول في زوابع إعلامية. ولهذا رغم الإساءات العديدة والهجمات التي تعرضت لها منذ بداية إدارة الرئيس بايدن كانت المملكة تتعامل مع العالم ومع أمريكا بمقتضيات قوانين العلاقات الدولية والتأريخ الطويل للعلاقات الإستراتيجية بين الطرفين، لكنها تحتفظ بحقها في قراراتها السيادية السياسية والاقتصادية دون الخضوع لإملاءات أمريكا التي لا ترى سوى مصالحها، بينما المملكة تمارس سياساتها مع العالم، لا سيما في الاقتصاد والطاقة بعقلية الدولة الساعية للاستقرار الاقتصادي وضمان إمدادات متوازنة للطاقة بعيداً عن التسييس، كما أنها التزمت بسياسة متوازنة مع الأطراف التي دخلت في نزاعات الحرب الأوكرانية، وقدمت للعالم نموذجاً بارعاً في سياسة الأزمات.
انخفض منسوب البروباغندا الأمريكية مع الوقت؛ لأن سياسات المملكة أثبتت جدواها للمجتمع الدولي الذي أصبح يشيد بها في كل المحافل، وأصبح حديث الإعلام الأمريكي يركز على النموذج السعودي المدهش في مشروعه التنموي الهائل وقدرته الاستثنائية على حفظ التوازن في العلاقات مع الشرق والغرب، وثبت لأمريكا أن المملكة لاعب عالمي محترف وقادر على خلق معادلات جديدة، لذلك كانت مصافحة بايدن وابتسامته في لقائة بولي العهد هي التصرف الطبيعي لسياسي يعرف جيداً أهمية السياسي الذي يقابله وأهمية بلده.
[ad_2]
Source link