تحذير أممي من تحويل المسار الإيجابي في اليمن ما لم تتخذ الأطراف “خطوات أكثر جرأة نحو السلام”

تحذير أممي من تحويل المسار الإيجابي في اليمن ما لم تتخذ الأطراف “خطوات أكثر جرأة نحو السلام”

[ad_1]

وخلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، سلط السيد غروندبرغ الضوء على التقدم الذي تم إحرازه في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بملف المعتقلين. وأثنى على الأطراف وكل من شارك في التوصل لإطلاق سراح 900 معتقل، بما في ذلك دور المجتمع المدني الحاسم.

وأضاف: لقد جدد هذا آمال العديد من اليمنيين في إمكانية إطلاق سراح أقاربهم قريباً. إن المشاهد المؤثرة للمفرج عنهم في الأيام الأخيرة دليل على قوة المفاوضات السلمية”.

وأشار السيد غروندبرغ أيضا إلى أن آثار الهدنة استمرت حتى بعد انقضاء مدتها قبل ستة أشهر، حيث “يشهد اليمن أطول فترة من الهدوء النسبي حتى الآن في هذه الحرب المدمرة“.

استمرار معاناة اليمنين

ومع ذلك، قال المبعوث الخاص إن اليمنيين لا يزالون يعيشون “معاناة لا يمكن تصورها كل يوم”. وشدد على أن النشاط العسكري الأخير في مأرب وشبوة وتعز ومحافظات أخرى هو تذكير بأن “التصعيد يمكن أن يعكس بسرعة المكاسب التي تحققت بشق الأنفس”. ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية ومواصلة التواصل مع مكتبه لضمان استمرار التهدئة.

“الهدنة تدبير مؤقت”

وقال السيد غروندبرغ إنه على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإعادة تنشيط العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.

“كانت الغاية من الهدنة أن تكون تدبيراً مؤقتاً لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام. إلا أنه لا يمكن أبداً الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن”.

ونوه بالحوار البناء الجاري بين الأطراف واللاعبين الإقليميين، كما رحب بالاتفاق الأخير بين السعودية وإيران لتعزيز تعاونهما في الأمور التي من شأنها تحسين الأمن والاستقرار في المنطقة.

بناء الثقة

وشدد المبعوث الأممي على أن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية وأن تتجه نحو “المستقبل الذي يريده الكثيرون من اليمنيات واليمنيين حسبما أخبرونا، وهو مستقبل يسوده الحكم الخاضع للمساءلة، والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصادية”.

وقال المبعوث الخاص إن مكتبه يواصل العمل على مسارات متعددة للبناء على مكاسب الهدنة والتقدم نحو عملية تجمع اليمنيين للاتفاق على كيفية إنهاء النزاع بشكل مستدام. وقال: “يمكن لليمنيين فقط أن يناقشوا ويقرروا في نهاية المطاف ترتيبات الحكم السياسي والاقتصادي والأمني المستقبلية لليمن“.

قال السيد غروندبرغ إن هناك الكثير من العمل الذي لا يزال يتعين القيام به لبناء الثقة والوصول إلى التسويات. وأضاف: جهود الوساطة سوف تتكيف وتتطور على الدوام. لكن على الأطراف ألّا تسمح لهذه اللحظة بالمرور دون التوصل إلى اتفاق”.

منازل دمرها النزاع في تعز، اليمن.

© UNHCR/dotnotion/Ahmed Al Bash

منازل دمرها النزاع في تعز، اليمن.

الوضع الإنساني

من جهتها، قالت غادة مضوي، نائبة مدير قسم العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، إن استمرار تخفيف قيود الاستيراد سمح بدخول المزيد من السلع التجارية إلى البلاد، والتي يعتمد عليها اليمنيون للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك 41 سفينة تحمل 825 ألف طن متري من الأغذية التجارية والوقود وسلع أخرى، مما يمثل ضعف الكميات المسجلة في كانون الثاني / يناير.

وفيما يتعلق بالناقلة صافر، قالت إن الناقلة البديلة أبحرت باتجاه البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر، ومن المتوقع أن تصل بحلول منتصف أيار / مايو، مما يمثل تقدما حقيقيا في جهود الأمم المتحدة المنسقة لمواجهة هذا التهديد البيئي.

وشددت مسؤولة الأوتشا على أن هذه التطورات الإيجابية جاءت في الوقت المناسب للشعب اليمني، حيث يحتاج أكثر من 21 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.

وقد زادت الأحداث الأخيرة من ويلات الشعب اليمني، بما في ذلك القتال في مأرب وشبوة الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من 10 آلاف شخص منذ أوائل آذار / مارس، فضلاً عن الأمطار الغزيرة التي عصفت بأجزاء كثيرة من البلاد، مع توقعات تشير إلى أحوال جوية سيئة في المستقبل.

تنتشر الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة وشلل الأطفال بوتيرة خطيرة، مما يعرض الأصغر سنا في اليمن لخطر أكبر. نخشى أن تتدهور هذه الفاشيات بسرعة، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون حيث نشهد عوائق متزايدة أمام التحصين، فضلاً عن انتشار المعلومات المضللة التي تغذي الشكوك حول اللقاحات”.

وقالت السيدة مضوي إن المجتمع الإنساني واصل إحراز تقدم في الوصول إلى المناطق المحرومة، إلا أن هذا يأتي على خلفية معوقات كبيرة ومزمنة للوصول، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وسلطت مسؤولة الأوتشا الضوء على عدم إحراز تقدم بشأن القيود المفروضة على عاملات الإغاثة اليمنيات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وقالت: “إن جميع موظفينا – بمن فيهم الموظفات – ضروريون للعمليات الإنسانية. هذا صحيح في اليمن كما هو الحال في أي مكان آخر. يجب أن يكونوا قادرين على التحرك بحرية ودون عوائق، داخل وخارج البلاد”.

وفي ختام كلمتها، شددت السيدة مضوي على ضرورة اتخاذ إجراءات واضحة وعاجلة بشأن زيادة التمويل وتمكين الوصول الانساني دون عوائق وتسهيل الاستثمارات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، ولكنها أضافت: “أكثر من أي شيء آخر يحتاج اليمنيون إلى سلام دائم. لقد حان الوقت لنمنحهم اياه”.

روح التفاؤل واختبار حقيقي

قال عبد الله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، إن روح التفاؤل تسود البلاد مرة أخرى مع تصاعد الزخم الدبلوماسي “حيث باتت الأجواء مهيئة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام، وها نحن أمام اختبار حقيقي لمدى جدية الميليشيات الحوثية في تحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تسببت بها”.

وأكد السفير اليمني حرص حكومته على إنهاء معاناة الشعب اليمني وتعاطيها الإيجابي مع جهود “كل الاشقاء والأصدقاء التي تصب في اتجاه الوقف الشامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة”، بما يؤدي الى إنهاء الصراع وإرساء الأمن والاستقرار الذي ينشده اليمنيون.

وشدد على ضرورة أن تستند أي مبادرات أو حلول سياسية مقترحة للأزمة على تقييم شامل للصراع في اليمن ومعالجة أسبابه والحد من تداعياته وآثاره على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply