[ad_1]
اختفت جميع آثار المدير الفني آرسين فينغر… وما تبقى سفينة أشباح تبحر في حالة ركود
صرح اللاعب الإنجليزي السابق والمحلل التلفزيوني الحالي، ميكا ريتشاردز، خلال الأسبوع الجاري بأن مشكلة آرسنال تتمثل في أن لاعبي الفريق يخافون من القناة التلفزيونية الخاصة بجمهور النادي. لكن كيف يحدث ذلك وآرسنال يأتي في المركز الحادي عشر في قائمة أغنى أندية العالم، ومن المفترض أنه يضم كوكبة من اللاعبين المميزين الذين يعملون وفق نظام احترافي صارم، في الوقت الذي لا تضم فيه القناة التلفزيونية الخاصة بجمهور النادي سوى مجموعة من الهواة؟.
لكن من يدري، فربما يكون ريتشاردز محقاً في ذلك! فهناك شيء خاطئ تماماً يحدث في آرسنال في الوقت الحالي، شيء يتجاوز الأمور المعتادة بين المديرين الفنيين واللاعبين، شيء يجاوز حتى أكثر من عشر سنوات من الملكية السيئة والصفقات غير المدروسة.
لقد أصبحت كل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تقريباً تتفوق على آرسنال، الذي تحول إلى شبح يديره ملياردير أميركي عن بُعد. وكان من المؤلم رؤية الفريق وهو يعاني بشدة أمام مانشستر سيتي في المباراة التي خسرها على ملعبه بأربعة أهداف مقابل هدف، حيث بدا الفريق مهلهلاً للغاية، حتى الفوز على تشيلسي بثلاثية مقابل هدف كانت من الممكن أن تنتهي المباراة بالتعادل 3 – 3.
لقد تحول الفريق إلى «سفينة أشباح» تتقاذفها الرياح في حالة من الركود، ولم يعد الأمر مثيراً للسخرية أو الضحك بعد الآن، لكنه أصبح مخيفاً للغاية في حقيقة الأمر.
لقد كتب سيغموند فرويد يقول إن أصل الرعب هو الارتباك وعدم اليقين مما إذا كان الشيء حياً أم ميتاً، وهذا هو ما يفعله آرسنال بمشجعيه في الوقت الحالي. ويجري الحديث الآن عن احتمال إقالة المدير الفني للفريق، ميكيل أرتيتا. ورغم الفوز على تشيلسي ما زال آرسنال لا يبتعد كثيراً عن المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز. ربما يتمكن أي مدير فني آخر من تحقيق نتائج جيدة على المدى القصير، لكن يجب أن نشير إلى أنه من السذاجة أن نعتقد أن الحل يكمن في مجرد رحيل مدير فني ومجيء آخر.
إن إقالة أرتيتا ستكون أشبه بإقالة العلماء المصابين بالإشعاع في كارثة تشيرنوبيل النووية وتصويرها على أنها الحل الأمثل لإنهاء هذه الكارثة، ثم المجيء بالمزيد من العلماء لكي يموتوا، وربما منحهم بعض المعاطف الأكثر سمكاً هذه المرة بزعم أنها ستحميهم من الإشعاع!.
يمكننا أن نتفق أو نختلف على القدرات التدريبية لأرتيتا، لكن الشيء الواضح للجميع والمؤكد هو أن المدير الفني الإسباني لم يكن هو الشخص الذي خلق المشاكل داخل النادي. وينطبق الأمر نفسه أيضاً على «الفريق المليء بالصغار»، على حسب وصف جيمي ريدناب في منتصف هذا الأسبوع. وحتى بعض اللاعبين الأكبر سناً في النادي تحولوا إلى مجموعة من المتدربين الذين يؤدون واجبهم من أجل الحصول على رواتبهم في نهاية كل أسبوع.
لقد تحول نادي آرسنال إلى «روح بلا جسد»، إن جاز التعبير. ومنذ ما يقرب من سبع سنوات، خسر آرسنال بقيادة آرسين فينغر بنتيجة 6 – 3 و5 – 1 و6 – 0 في أوقات قريبة، ووجهنا انتقادات لاذعة للاعبي الفريق آنذاك، لكن بعد ذلك انتقل ستة منهم إلى أماكن أخرى وحصلوا على العديد من البطولات والألقاب، وبالتالي فمن الواضح أن المشكلة لا تكمن حتى في اللاعبين أنفسهم.
لقد رحل جميع لاعبي الفريق الذين كانوا موجودين في النادي في تلك الفترة، لكن لا تزال الثقافة المسيطرة على آرسنال موجودة ولم تتغير. وبينما كنا نتابع الأداء الضعيف لآرسنال أمام مانشستر سيتي في كأس الاتحاد الإنجليزي، تذكرت عندما ذهبت لمشاهدة أول مباراة في دوري أبطال أوروبا على ملعب الإمارات في سبتمبر (أيلول) 2006، بعد ثلاثة أشهر من لعب آرسنال للمباراة النهائية في باريس. لقد كانت هذه الفترة هي أزهى فترات الفريق تحت قيادة فينغر، وكانت الكرة تتلألأ تحت الأضواء الجديدة الرائعة بشكل مبهر، وسط لمسات اللاعبين المبدعين، في مشهد بدا متكاملاً ولا ينقصه أي شيء.
وفي تلك اللحظة، كان آرسنال يعد تجسيداً رياضياً لنوع من اقتصاديات منطقة اليورو، حيث كان يضم لاعبين من ثماني دول أوروبية يلعبون كرة قدم راقية في ملعب خارق ومصمم ليشبه بيوت التمويل العالمية الموجودة على بُعد أميال قليلة إلى الجنوب. لقد كان كل شيء خيالياً وفي منتهى الروعة والإبداع.
وبعد سبعة أشهر من ذلك، اشترى رجل الأعمال الأميركي ستان كرونكي أول حصة صغيرة له في النادي. وبعد ثلاثة عشر عاما أصبح يمتلك المكان بالكامل. لقد اختفى كل أثر ممكن لآرسين فينغر، ولم يعد سوى الأشباح في كل مكان.
فكيف وصل آرسنال إلى هذا المستوى الآن؟ وكيف توقف نبض النادي وتحول إلى جثة هامدة؟ ولعل الغريب في الأمر أن آرسنال تحول إلى صورة مصغرة من المملكة المتحدة، حيث تحول لكيان يبحث دائماً عن الماضي وعاجز عن تحديد رؤيته للمستقبل.
ويبدو من الواضح جداً أن المسؤول عن كل هذا هم ملاك النادي، الذين لا يهتمون بالنادي كما ينبغي. وفي فترة الفراغ التي أعقبت رحيل فينغر، ظهرت مجموعة مثيرة للحيرة من الوظائف الإضافية والأفراد، وكان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تعيين الابن غير المؤهل لمالك النادي للإشراف على الأعمال المتخصصة للغاية في كرة القدم على مستوى الأندية الأوروبية.
وكانت النتيجة كارثية بقدوم ورحيل عدد كبير من اللاعبين بشكل غير مدروس. لقد كان هناك حلم جميل يوماً ما يسمى آرسنال، لكننا في الوقت الحالي لا نحتاج إلى حلم، بل نحتاج إلى كيان واضح وعين خبيرة وخطة مدروسة لكي يتمكن النادي من العودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى. قد يؤدي رحيل أرتيتا إلى تحسين النتائج على المدى القصير، لكن ربما يكون من الأفضل رحيل شخصيات أكبر في الهرم الإداري بالنادي!.
[ad_2]
Source link