ترك رحيل الأمير نهار بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله؛ ندوباً في وجدان محبيه؛ كيف لا وهو صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه، الساعي في سُبل الخير ومساعدة المحتاجين. الأمير الذي عرفه الجميع من خلال برّه بوالدته، ومنحها جميع أوقاته وتقديمها على جميع مشاغله وارتباطاته، يزورها بشكل يومي ويتفقد أحوالها، وقبل أن يخرج من الرياض إلى البر أو السفر يذهب لها ليسلم عليها، وأول ما يعود يذهب لها ويزورها ويطمئن عليها قبل الجميع. يتواصل معها بشكل يومي ليطمئن على صحتها. وكان، يرحمه الله، يقطع سفره ويؤجل التزاماته إذا علم بتعبها ويعود للرياض. كان من المحبين للارتباط الأسري، مخصصاً نهاية الأسبوع للعائلة، ويخصص يوماً في الأسبوع للقاء الناس، فيفتح مجلسه للعموم يقضي حوائج المحتاجين ويحرص على صلة ذوي الرحم، ويتفقد كل شخص باسمه، ويسأل عن الغائب، ويعود المريض من أصدقائه أو موظفيه.

الراحل أمير اجتماعي، متواضع، كريم بلا حدود، حريص على مساعدة الآخرين، ولو شاهد أحداً في الشارع تعرضت سيارته لعطل يتوقف ويرسل من يقدم المساعدة. وعُرِف بدماثة الأخلاق، المستمد تعامله من الكتاب والسنة، لا يمكن أن يتناول طعامه إلا إذا عرف أن جميع من حوله تناولوا طعامهم، يتذكر الوجوه مهما كانت سنوات الغياب. ومن الخصال العديدة، يرحمه الله، الوفاء مع الجميع، والإنفاق سراً؛ وأقرب الناس لا يعلم عن أعماله الخيرية.

عشق الأمير نهار «الشعر والقنص»، ورثاه محافظ الطائف الأمير سعود بن نهار بن سعود بقصيدة منها:

جبل ما اهتز من يومه تصير له الكبار اصغار…

تعلمنا المراجل منه وعن الحق ما مالي..

يمينه ما تكف من العطا للي لفى والجار…

عساها له شفيع ويا عساها صالح أعمالي..

توفي الأمير نهار قبل عام، وتصدرت عبارات النعي منصات التواصل الإجتماعي في المملكة، وتعاقبت برقيات التعازي والمواساة من قيادات وشخصيات الخليج العربي، و دشن مغردون وسماً عن وفاة الأمير نهار بن سعود عبر منصة «تويتر».