[ad_1]
غفلة الأسرة عن ممارسات الأبناء
وفي هذا السياق، يشخص الباحث والخبير في الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية محمد السريعي كيفية سقوط الأحداث في أحضان التنظيمات الإرهابية بغفلة الأسرة عن أبنائها وعدم الالتفات إليهم، وسماع همومهم ومناقشتهم ونصحهم ومتابعتهم عند استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب المباشرة وترك الحبل على الغارب لهم، ما يؤدي لوقوعهم ضحايا للأفكار المتطرفة، ما يضعهم تحت طائلة القانون.
وشدد السريعي على أن الجماعات الإرهابية استغلت التطبيقات الحديثة والألعاب للدخول إلى المنازل عبرها، لمخاطبة الأحداث والتأثير عليهم، وإسقاطهم في شراكهم. وهو ما تجسد جليا في بيان الداخلية الكويتية، التي كشفت صغر أعمار المتورطين ما أسقطهم بسهولة أمام متمرس غرر بهم قبل التخطيط لتوريطهم، ما يدعونا إلى ضرورة الحرص على الأبناء وتوعيتهم لخطورة وجود مثل هؤلاء المتربصين بهم، مع أهمية إبلاغ الوالدين حين يتعرضون لمثل هذا الاستغلال وإغلاق كل السبل للوصول إلى النشء.
التقنية الحديثة سهّلت غسل أدمغة المراهقين
بدوره كشف الخبير الأمني اللواء متقاعد سالم مرزوق المطرفي، أن تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين عُرف عنهما التغرير بالأطفال والفتيان وتجنيدهم لتوريطهم في العمليات الإرهابية، إذ اتخذ سبلا عدة آنذاك، تعتمد على الاجتماع والتغرير بهم، وتغيير مفاهيمهم وإشباعهم بالأفكار الظلامية وعرض البطولات الوهمية، ما يوقعهم في قبضة هذه التنظيمات. واستدرك المطرفي، في الوقت الحاضر تغيرت السبل واعتمدت على التقنية واستغلال الألعاب الإلكترونية في تجنيدهم عبر استخدام الدردشة في الألعاب المباشرة واكتساب صداقتهم وثقتهم والبدء بغسل أدمغتهم ومن ثم تجنيدهم، وقد قام التنظيم الإرهابي سابقا بتصميم لعبة قتالية ظهر عناصرها كأبطال كان ذلك لتغيير المفاهيم لدى الأطفال والفتيان قبل تجنيدهم وكانت تبث هذه اللعبة عبر الشبكة العنكبوتية غير أنه تم التنبه لها وحجبها. ويؤكد المطرفي أن التنظيم الإرهابي يمتلك عناصر ذات اطلاع وقدرة على التعامل مع الأحداث عبر مشاركتهم الألعاب الحالية بدخولها ومحادثة اللاعبين، مستغلين خبرتهم في استخدام التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي للتغرير بهم ومن ثم استخدامهم كأدوات لتنفيذ أجندتهم الإرهابية.
غرف الدردشات أقصر الطرق لنقل خبرات الإرهابيين
وحذر المطرفي من غرف المحادثات عبر وسائل التواصل، باعتبارها أقصر الطرق لتبادل الخبرات الميدانية بين الإرهابيين، علاوة على استخدامها في تمرير وتبادل طرق صناعة المتفجرات، ونشر الشائعات التي تنتهي بتجنيد الشباب. وتابع: «العديد من الألعاب الإلكترونية تتيح الحديث المباشر والخاص بين ممارسي اللعبة، وهو ما تستغله العناصر الإرهابية في لقاء أعضائها باستخدام شفرات أو أكواد معينة متعارف عليها فيما بينهم، كما يتم استغلالها في عرض التجنيد على الأطفال والشباب للانضمام إليهم».
وأرجع المطرفي استخدام تلك التنظيمات الساتر الإلكتروني كأرقام كودية وتشفير وترميز للتواصل مع عناصره، لضمان عدم اختراقها من الأجهزة الأمنية، ما يوقع العبء الأكبر على الأسرة بتوعية أبنائها ومراقبتهم وتعريفهم بخطورة التعاطي مع هذه الفئة، ونصحهم بضرورة الإبلاغ عنها للوالدين ثم للأجهزة الأمنية المختصة، ما يقطع الطرق أمام تكوين خلايا إرهابية عبر الألعاب الإلكترونية والشبكة العنكبوتية، وبالتالي عدم وقوع المراهقين في شَرْكها، متعاطفين كانوا أو مؤيدين أو منفذين.
[ad_2]
Source link