[ad_1]
مصريّات من دلتا النيل يحلمن بالاحتراف الدولي في «الحوكشة»
مدرب يقر بغياب الرعاة لدعم اللاعبين مادياً
الثلاثاء – 29 شعبان 1444 هـ – 21 مارس 2023 مـ
فتاة مصرية تلعب هوكي الحقل واسم اللعبة أيضا «الحوكشة» في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية (أ.ف.ب)
الزقاريق (مصر) : «الشرق الأوسط»
تطمح دنيا شعراوي لاعبة هوكي الحقل للاحتراف في الملاعب الأوروبية، كي تصبح ابنة دلتا النيل في مصر أول فتاة تحقق تلك الخطوة في تاريخ ناديها المهيمن محلياً على ألقاب السيدات، وتعزّز شعبية هذه الرياضة في محافظة الشرقية. تقول شعراوي البالغة 24 عاماً إن «الهوكي يعني الشرقية. هكذا تربينا منذ الصغر».
وتضيف الشابة لوكالة الصحافة الفرنسية التي تلعب في مركز الهجوم «حالياً ليس هناك أي فتاة (في الهوكي) كسرت حاجز الاحتراف في مصر، لكني أتمنى أن أكون الفتاة الأولى التي تكسره».
كانت شعراوي قد أنهت تدريباً مع زميلاتها على ملعب النادي المخصّص للهوكي الذي يشبه ملعب كرة القدم ويختلف عنه في تقسيم المساحات ونوعية الأرضية المغطاة بالعشب الأخضر الاصطناعي الناعم.
خلال التدريب، تعالت صيحات اللاعبات وامتزجت بأصوات ارتطام مضارب الهوكي الخشبية ببعضها البعض، ووقفت حارسة المرمى التي ارتدت درعاً واقياً مصنوعاً من الإسفنج وقناعاً معدنياً لحماية الوجه ممسكة مضربها على غرار زميلاتها، وراحت تصد الهجمات عن مرماها.
تأسّس قطاع هوكي الحقل للسيدات في نادي الشرقية في العام 1995، بعد أكثر من ثلاثة عقود من تأسيس فريق الرجال الذي يعدّ أيضاً من أبرز الفرق الجماعية في مصر والقارة الأفريقية. بعد مرور عام على تأسيس الفريق النسائي، حصد الأخير بطولة الدوري الممتاز متفوقاً على تسعة فرق على مستوى البلاد. ومذاك الحين، تتربع لاعبات الشرقية على عرش اللعبة محلياً مع حصد 25 لقباً من 28، إلى جانب خمسة ألقاب في كأس مصر ولقب البطولة الأفريقية عام 2019.
تلك الألقاب فتحت الباب أمام بعض اللاعبات للبروز على المستوى الوطني، على غرار ندى مصطفى الطالبة الجامعية التي اختارت مركز حراسة المرمى في الفريق، وتألقت فيه لتفرض نفسها في المنتخب.
تقول الشابة وهي تحمل خوذتها الواقية تحت ذراعها «اخترت أن أكون حارسة المرمى لأنه مركز خاص وتشعر كأنك تملك الدنيا كلها، ومثلما يقال الحارس نصف الفريق».
رغم تفوق فتيات الشرقية في اللعبة وانتشارهن في أندية مختلفة على مستوى الجمهورية، تقف طبيعة المجتمع المصري المحافظ عائقاً بين اللاعبات وطموحاتهن بالاحتراف في أوروبا.
يقول المدرب مصطفى خليل إنه تلقى عروضاً من إيطاليا وفرنسا لاحتراف أربع لاعبات من ناديه، لكن ثلاثاً منهنّ متزوجات ولديهن أطفال، ما يجعل السفر عسيراً. ويشير إلى «فكرة أننا مجتمع شرقي. كيف تسافر ابنتي خارج البلاد بمفردها؟».
لكن مديرة قطاع هوكي السيدات سمية عبد العزيز تؤكد أنه «بمرور الوقت، لم تعد مسألة أن تسافر الفتاة أو تبيت خارج منزلها مشكلة، طالما هناك ثقة متبادلة بيني وبين الأهالي».
ومثلها، ترى قائدة الفريق نهلة أحمد البالغة 28 عاماً أن الزواج والإنجاب ليسا عائقين لاستكمال المسيرة الرياضية. وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا متزوجة ولدي طفلة وزوجي أيضاً يلعب الهوكي. الاحتراف الداخلي أسهل على مستوى السيدات». لذا، فإن أحمد التي تلعب الهوكي منذ أكثر من 18 عاماً ونالت لقب أفضل لاعبة في الدوري الممتاز، لديها حلم أكبر وهو «أن أكون أفضل لاعبة في أفريقيا».
رغم شعبية اللعبة، يؤكد المدرّب خليل أنه «ليس هناك دعم إعلامي»، وبالتالي لا جذب للرعاة. فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة ملابس حارسة المرمى في لعبة هوكي الحقل نحو 65 ألف جنيه (أكثر من 2100 دولار)، بحسب خليل الذي أوضح أيضاً أن ثمن مضرب الهوكي المستورد يصل إلى 120 دولاراً على الأقل.
يقول خليل لوكالة الصحافة الفرنسية إن «اللعبة مكلفة، وغياب التغطية الإعلامية يؤخّر الرعاة»، ذاكراً تجربة فردية من إحدى الشركات المصرية التي كانت راعية للفريق خلال البطولة الأفريقية وتوقفت بعدها.
في هذا السياق، يؤكد رئيس نادي الشرقية حمدي مرزوق «نحن ننفق على منظومة الهوكي سنوياً بين 5 إلى 6 ملايين جنيه». ويضيف «يجب أن نحافظ على هذه القلعة التي حققت أكثر من 150 بطولة على مستوى البلاد والقارة».
كل ذلك لا يلغي عشق الهوكي في الشرقية، ثالث أكبر محافظات مصر من حيث التعداد السكاني، فاللعبة عشق توارثته أجيال متعاقبة منذ المصريين القدماء، بحسب عضو مجلس إدارة النادي والمشرف على قطاع الهوكي إبراهيم الباجوري. ويوضح الباجوري أن لعبة الهوكي «كانت تعرف عند المصريين القدماء باسم الحوكشة وكانت تُلعب في مناطق أثرية مثل تل بسطة وتل العمارنة».
ولا يزال شعار الاتحاد المصري للهوكي يحمل حتى الآن رسم اثنين من المصريين القدماء يمسكان بمضرب الهوكي الخشبي ويتنافسان على الكرة. ويضيف «مثل السامبا وكرة القدم في البرازيل، الجميع في الشرقية لديه مضرب هوكي». وتقول شعراوي «إذا تقدم لي شخص للزواج وكان معترضاً على استكمال مسيرتي الرياضية، أعتقد أنني لن أوافق».
[ad_2]
Source link