[ad_1]
بالرغم من مرور أكثر من سبعين عاماً إلا أن الظروف والجغرافيا تتشابه تماماً بين الحربين الأوكرانية، والكورية، فالخصوم نفسهم -الولايات المتحدة الأمريكية والروس- والانقسام الدولي واحد، وسياسة التوريط التي تقودها واشنطن لأعدائها واحدة، يقود تلك الخصومة المصالح الإستراتيجية، وتأسيس نظام دولي جديد، وربما سيحصد الجميع النتائج نفسها.
في الحرب الأوكرانية اندفعت قوات تابعة للأقاليم الشرقية بادئ الأمر للدفاع عن السكان المحليين إثر هجمات المتطرفين النازيين القادمين من غرب أوكرانيا، اعتمدت «أوكرانيا الشرق» على الدعم الروسي، لكن ذلك الدعم تحول في غضون أسابيع إلى حرب كبرى بعد وصول الجيش الروسي نفسه.
في كوريا حصل نفس السيناريو تقريباً، فبعد الحرب العالمية الثانية، وفي إطار الجهود المتسارعة لنزع سلاح الجيش الياباني المحتل لكوريا، اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي العام 1945 على تقسيم كوريا لأغراض إدارية عند خط عرض 38 درجة شمالاً، التقسيم تحول من حل مؤقت إلى حقيقة دامت للأبد بسبب خلافات العملاقين، وربما بتوافق غير معلن لاقتسام الكعكة الكورية، تصاعدت التوترات حول خط التقسيم، ووصل القتال إلى مستوى حرب حدودية بين جيش جمهورية كوريا الجنوبية والجيش الشعبي الكوري الشمالي، لتندلع الحرب بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي إلى الشمال، وجمهورية كوريا الموالية للغرب في الجنوب، ليتدخل السوفييت لاحقاً دعماً للشماليين، ليقف الأمريكيون بجانب كوريا الجنوبية، حرب دامية تورطت فيها موسكو وواشنطن، واستمرت الحرب لمدة 3 سنوات تقريباً.
كان المسؤولون الأمريكيون ينظرون إلى تلك الحرب على أنها حرب مع القوى الشيوعية العالمية، كما يرون اليوم أن الحرب في أوكرانيا هي حرب ضد الروس الذين يمثلون قوى مختلفة عن النمط اليساري الغربي، ربما من المقبول أن نسميها نمط الدول الوطنية التي تتشارك فيها مع الروس، الصين وغيرها من دول ترفض القيم اليسارية المتطرفة.
لعل من المهم معرفة كيف انتهت الحرب الكورية لنتمكن من عمل مقاربة مع الحرب الأوكرانية وكيف يتوقع نهايتها؟
في الحرب «الكورية الكورية»، بلغ عدد القتلى أكثر من 5 ملايين، معظمهم من اليمينيين في الكوريتين المنقسمتين، من بينهم نحو 40 ألف عسكري أمريكي، فيما أصيب أكثر من مائة ألف عسكري أمريكي.
لكن الملفت هو أنه لم ينتصر أحد من المتحاربين، بل تم التوصل إلى وقف طوعي للحرب دون إعلان الاستسلام، ليوقع المتحاربون على هدنة مؤقتة تحولت إلى دائمة في يوليو 1953.
الملفت أن تلك الهدنة لم تسقط طوال 70 عاماً، ونصت على تحديد «منطقة منزوعة السلاح»، يبلغ عرضها نحو ميلين، لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
الحرب لم تنتهِ ولا يزال الكوريون يتربصون ببعضهم البعض، ولا تزال كوريا الشمالية تنصب صواريخها النووية باتجاه جارتها الجنوبية، وكوريا الجنوبية تلوذ بالأمريكان وتتملقهم وتطلب رضاهم، فهم الحامي والمدافع، أو ربما هكذا أراد الأمريكان أن يفهم الكوريون فبدونهم ستجتاح كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية في ساعات فقط.
في الحرب الأوكرانية، من المتوقع التوصل لهدنة بين الطرفين تشابه الهدنة الكورية، أو بمعنى أصح (فك، وأنا أفك) نهاية شعبية لأي معركة متكافئة أو لا يريد الخصمان أن تتحول لمقتلة.
الأمريكان لا يريدون انتصاراً روسياً وفي نفس الوقت لا يريدون هزيمة مهينة لروسيا، والروس يقولون إنهم منتصرون لأنهم يردعون الغرب بالنووي الذي يبدو أنهم متساهلون في إمكانية استخدامه.
على الأرض ستتمكن روسيا وحلفاؤها من الاحتفاظ بالأقلام الأربعة، وستتحول أوكرانيا إلى قاعدة متقدمة للأمريكان، وسيكون ذلك الحل غير النهائي مرضياً لجميع الأطراف، لا نصر واضحاً ولا هزيمة مؤكدة.
[ad_2]
Source link