مصير مجهول يتربص بفرقة «ميامي سيتي للباليه»

مصير مجهول يتربص بفرقة «ميامي سيتي للباليه»

[ad_1]

مصير مجهول يتربص بفرقة «ميامي سيتي للباليه»

المديرة الفنية تأمل ألا تغلَق أبواب المسرح


الثلاثاء – 15 جمادى الأولى 1442 هـ – 29 ديسمبر 2020 مـ

ميامي: جيا كورلاس*

تواجه لورديز لوبيز، المديرة الفنيّة لفرقة «ميامي سيتي للباليه»، مصيراً مجهولاً. وهذا الخوف الذي ينتابها لم تعهده من قبل، وكل ما تتمناه يتجلّى في كلماتها حين قالت: «آمل فقط ألّا يغلقوا مسرحنا في اللحظات الأخيرة».
لم يكن مستغرباً أن تتساءل لوبيز، كيف كان الحال عندما أدارت فرقة باليه في لندن خلال قصفها بالطيران منذ عقود طويلة. ففي مواجهة الصّعاب وفي أثناء حدوث جائحة كالتي نعيشها اليوم، يمكن للفرقة أن تعرض أعمالها الشهر الجاري، بعد أن تعيد إخراجها وتخيلها، والإشارة هنا إلى «كسارة البندق» لمصمم الرقصات جورج بالانشين. قالت لورديز لوبيز، إنّ مخاوفها عادةً ما تتعلق بأسئلة على شاكلة: هل ستكون الأزياء جاهزة؟ هل ستتعافى الراقصة المصابة في الوقت المناسب قبل العرض؟
هي الآن تفكر في تصميم الرّقصات خلف الكواليس للطّاقم وللرّاقصين حيث لا استخدام للكمامات خلال العروض. وتقول لوبيز: «علينا التأكّد من أنه عند الخروج، لا يوجد أحد في هذا الجناح. علينا معرفة ما سنفعله بالكمامات حتى اللحظة الأخيرة».
تعد «كسارة البندق» أكثر من مجرد عمل أساسي محبب لعشاق الاستمتاع بالعطلات. فبالنسبة لفرق الباليه في جميع أنحاء البلاد، هي بمثابة شريان حياة يدعم المخزون المالي لبقية العام. وفي ذلك العام حُوّل معظم الإنتاج إلى عروض افتراضية، لكنّ ميامي لديها شيء تفقر إليه غيرها من المدن، مثل نيويورك، وهو الطقس الدافئ في وقت العطلة.
كان إنتاج الشركة الكلاسيكي لأعمال مصمم الرقصات الشهير بلانشاين لعام 1954 مفعماً بالألوان والحرارة، وجاء عام 2017 ليضفي مظهراً نابضاً بالحياة على ميامي بأزياء من تصميم إيزابيل وروبن توليدو وإخراج مسرحي لويندال هارينغتون.
والآن يخضع المسرح للإصلاح مرة أخرى في الهواء الطّلق، حيث يُعرض باليه بعنوان «كسارة البندق في المتنزه» لجورج بالانشين في الهواء الطلق في «داون تاون دورال بارك» وهو العرض الذي يتميز بمزيج من الحركات الحيّة والرّسوم المتحركة الرّقمية الجديدة لهارينغتون، بالإضافة إلى الرّسوم التوضيحية الجديدة لتوليدو.
أشارت لوبيز إلى أنّ إنتاج فرقة «ميامي سيتي للباليه»، هو جهد مجتمعي حقيقي، قائلةً: «فكر في مستشفى، ووكالة حكومية، وشركة استثمار عقاري، وفي فرقة باليه. أنا لم أفكر في ذلك أبداً في أكثر أحلامي غرابة».
لم تكن تخطط لتنفيذ ذلك، إذ قالت: «هذا ليس لأنّني صاحب رؤية… كانت مجرد فرص ظهرت وجاءت. بصراحة، ماذا يمكننا أن نفعل؟ إنّه أمرٌ مؤسف للغاية ومن مسؤوليتنا -أو مسؤوليتي– ابتكار شيء ما للرّاقصين والجمهور».
كانت هارينغتون قد اقترحت خلال الصّيف الماضي، على لوبيز أن تقدّم الفرقة «كسارة البندق»، وكانت فكرتها، العرض على اللوحات الإعلانية الإلكترونية في فلوريدا، إذ قالت: «سيكون ذلك من أجل الناس لأنّني أصبحت عجوزاً. وغني عن القول إن ذلك لم يكن ممكناً لأنّه سيجعل العرض يقدَّم مجاناً». لكنّها أصرّت موضحة: «أدرك أنّني لست كغيري من أكبر المعجبين بـ(كسارة البندق) في كل العالم، لكنّني أعرف بالفعل آثارها العلاجية. والآن نحن بحاجة إلى القليل من احتفالات الميلاد».
عندما سمعت هارينغتون أنّه بإمكانهم الاستفادة من المساحات الخارجية، بدأت الأمور تعود إلى نصابها. فالحديقة الكائنة في منطقة «دورال»، حيث يُعرض الباليه، تعد جزءاً من مخطط تطوير متعدد الاستخدامات تتولّى تنفيذه شركة «كودينا بارتنرز»، مديرته التنفيذية آنا ماري كودينا بارليك، الرئيسة السابقة لمجلس إدارة فرقة «ميامي سيتي باليه»، التي قالت: «لدينا مجمع سكني كبير. لذا فنحن نمنحهم خدمة غسل الملابس بغسالة ومجفف بين العروض».
تعاونت الشركة مع شريك الرعاية الصحية «بابتيست هيلث ساوث فلوريد»، وهي تلتزم ببروتوكول اختبار سلامة صارم، حيث الجمهور بكمامات في حاضنات متباعدة اجتماعيّاً تتّسع لما يصل إلى أربعة أشخاص لكلّ منهم، وستُختصر فترة الاستراحة إلى خمس دقائق، والفكرة هي مساعدة الناس على الدخول والخروج بكفاءة وأمان.
وعزت لوبيز الفضل إلى الإجراءات المبكرة التي اتخذتها فرقة «ميامي سيتي باليه» عندما فرض فيروس «كورونا» إغلاقاً في مارس (آذار) الماضي. وسرعان ما تشكّلت فرقة عمل لمكافحته، مما أدّى إلى إشراك خبير للصّحة الصّناعية لفحص الاستديوهات لضمان السلامة.
واستطردت لوبيز قائلة: «لقد سلّمونا تقريراً من 82 صفحة. وأجمل ما فيه أنّهم حددوا عدد الرّاقصين أو الطّلاب أو الأفراد الذين يمكنهم التدريب بأمان في أي استديو أو في أي مكتب بناءً على قياسات الغرفة وحسابات تدفق الهواء».
تمكنت لوبيز من عقد الدورة الصيفية للمدرسة -وهي برنامج داخلي شخصي لمائة طالب يستمر خمسة أسابيع في يوليو (تموز). وأضافت: «كنا نقضم أظافرنا لأنّ فلوريدا في يوليو كانت شديدة الحرارة. ولم تكن لدينا حالة إصابة واحدة وقتها. أرسلنا الموظفين إلى منزلهم. ولم يكن بالإمكان القدوم إلى المبنى إذا لم تكن من ضمن طاقم العاملين في المدرسة أو عضواً بهيئة التدريس». وتابعت: «لذا كان هناك شعور حقيقي بأنّنا نستطيع القيام بذلك، وعرفنا كيفية تنفيذه بأمان داخل المبنى. هكذا بدأنا».
على المنوال نفسه، وعندما أصبح «داون تاون دورال بارك» متاحاً، أعادت السيدة هارينغتون تركيز تفكيرها. والفكرة الجديدة كانت إعادة عرض الباليه بعمل إسقاطات إضافية لتعويض عدد الراقصين الذي بات أقل على المسرح. كذلك قلّصنا أدوار الأطفال في الفصل الأول إلى حدٍّ كبيرٍ، وهو ما فعلناه أيضاً مع أدوار ماري والأمير. ويضم الفصل الثاني ثمانية أطفال قُلّص عددهم أيضاً.
وأضافت هارينغتون: «كان عليّ النظر إلى عرض الباليه واستكشاف كيف يمكن أن يستمرّ سرد القصص من دون إعداد الأشخاص الذين تريدهم في مشهد الحفلة ومشهد المعركة ومحاولة دمج كل ذلك معاً، لذا عمدت إلى اختزال المشهد في إسقاطات خلال العرض».
أحد التغييرات الكبيرة كانت في عمل افتتاحية في الفصل عوضاً عن مشهد الأطفال الصغار الذين يؤدون دور الملائكة. ولذلك ابتكرت هارينغتون مشهد الثلج الذي يُنهي الفصل الأول على شاطئ ميامي. أضافت: «أردت أن أفعل ذلك لخدمة العرض لأنّني مشتّتة بالفصل الثاني. فأنا شخص مسرحي أحاول دائماً ربط النّقاط بعضها ببعض».
كانت هارينغتون محتارة بسبب التغيير المفاجئ في الإعدادات، من مشهد الثلج في الفصل الأول إلى «أرض الفاكهة الاستوائية» في الفصل الثاني. «كانت الثلوج تتساقط، وهناك أناناس على خشبة المسرح. كيف جاء إلى هنا؟ أنا مرتبكة! انظروا، إنّها أيضاً (كسارة البندق) التي تعكس القرن التاسع عشر بكل مظاهره. هكذا حدّثناه بتصميمات روبن وإيزابيل الرائعة. لذلك كان بإمكاني ملء الفجوات».
بالنسبة لهذا الإصدار الخارجي، قام توليدو بـ«بناء بعض الإطارات الجديدة»، حسب قولها: «ليبدو غريباً قليلاً، فقد صنع روبن مشاهد مائية رائعة».
وعن مشهد ماري والأمير، قال توليدو: «هما يسيران جنوباً مع سرب الطيور المهاجرة التي تشكل نفقاً حلزونياً سحرياً سرعان ما يتحول إلى ملائكة وبساتين فاكهة استوائية مليئة بالدلافين، لنصل في النهاية إلى واجهة شاطئ ميامي الرملية الناعمة».
ولإعداد الرّاقصين للعرض، اقترحت لوبيز تقسيم التدريبات على فترات صباحية وأخرى بعد الظهر ضماناً للسّلامة، وقُسّم الفريق الذي يضم 50 مشاركاً إلى قسمين لتقليص الزحام في المكان، وهو ما لقي قبولاً من الجميع.
اختتمت لوبيز قائلة، «هذا الفكر لم يفت الرّاقصة المعروفة كاتيا كارانزا التي ستؤدي عرض (شوغربلوم فيري)، أو الجنّيّة الحلوة. فقد منحها الوباء شعوراً جديداً بالامتنان لعملها، ونحن نستطيع الوجود والتدريب في الاستديوهات للحصول على هذه الخبرات. أعلم أنّ عاماً كاملاً من الرقص قد فاتنا، لكنّني أحاول أن أعده عاماً قضيناه في تعلم أشياء أخرى. فقد أُتيحت لنا فرصة التدريس عبر الإنترنت، وباتت لي فرصة أكبر للوجود مع نفسي. نحن بحاجة لرؤية الأشياء بهذه الطريقة».
* خدمة: «نيويورك تايمز»


أميركا


Arts



[ad_2]

Source link

Leave a Reply