شهدت أزمة تقديم مسرحية تتناول سيرة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، من إنتاج وزارة الثقافة المصرية، تطوراً لافتاً خلال الساعات القليلة الماضية؛ إذ أكدت وزيرة الثقافة المصرية، نيفين الكيلاني: «عدم الموافقة بعد على المقترح الخاص بتقديم المسرحية»، نافية في تصريحات تلفزيونية أن تكون قد أعطت «الضوء الأخضر بالموافقة». وأضافت أنه «تم تقديم اقتراح من جانب مدير المسرح القومي، بتنظيم عدد من الأمسيات في شهر رمضان المقبل، تتناول بعض الشخصيات الدينية، ومن ضمنهم الشيخ الشعراوي».
وفسر متابعون موقف الوزيرة المصرية بأنه يعد «تراجعاً ولو بشكل غير صريح» بعد «غضب عدد من المثقفين». وهنا يتساءل البعض: متى تصدر وزارة الثقافة بياناً بشأن المسرحية المحتملة.
وكان الفنان إيهاب فهمي، مدير المسرح القومي بمصر، قد أعلن «تقديم عمل يتناول سيرة الشيخ الراحل»، ما أثار حالة جدل على الساحة الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ خصوصاً مع إعلان المخرج المصري خالد جلال، رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، القائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح، أن «الفنان كمال أبو رية هو المرشح لتجسيد شخصية الشيخ الشعراوي».
وأشاد الكاتب المصري خالد منتصر بتصريحات وزيرة الثقافة، معتبراً في منشور على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك» أنها «تأتي استجابة لنداء التنوير»، مؤكداً أن «المسرحية لن يتم تقديمها؛ بل لن تكون هناك حتى أمسية في هذا السياق»، بينما أكد الناقد الفني بمصر، طارق الشناوي، أن كثيراً من أفكار الشعراوي «بعيدة عن روح العصر»، كما تساءل الإعلامي المصري محمد الباز: «لماذا يثير الشعراوي كل هذا الجدل، على الرغم من رحيله منذ سنوات بعيدة؟».
على الجانب الآخر، وصف عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، منتقدي فكرة تقديم مسرحية عن الشعراوي، بأنهم «أرادوا النيل من شجرة عالية»، بينما بث الأزهر الشريف فيديو على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، أشاد فيه بمسيرة الشيخ الشعراوي. وقال: «تجمعت حوله القلوب»، وهو ما اعتبره المتابعون «رداً غير مباشر على الاعتراضات التي واجهت مشروع المسرحية».
وهنا يؤكد الناقد الأدبي المصري، سيد محمود، أنه في انتظار «بيان رسمي من وزارة الثقافة يحسم الجدل»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة تقديم شخصيات دينية تصطدم دوماً بصعوبات».
ويعد الشيخ الشعراوي (1911- 1998) أحد أشهر الدعاة المصريين في العصر الحديث، واشتهر بقدرته الفائقة على تبسيط معاني القرآن الكريم، فيما أطلق عليها «خواطر إيمانية»، غير أن بعض المثقفين يعترضون على بعض مواقفه.