[ad_1]
في ضوء الزيادة الهائلة في انتشار أنواع مختلفة من المعلومات المضللة والخاطئة والزائفة والشائعات والنقرات الخادعة، ثمة تحديات جّمة تواجه وسائل الإعلام الرقمي.
وفي ظل السيولة المعلوماتية المتدفقة عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي «المفتوحة – المغلقة» المصدر، وحركة الأخبار التي تشكل المصدر الأساسي للجيل الثالث من وسائل الإعلام الرقمي، والمتمثلة في تطبيقات الأخبار المُجمعة، سواء التابعة لمحركات البحث، أو لشركات الاتصالات والبرمجيات، التي اجتذبت في السنوات الأخيرة الآلاف من الجمهور الشاب، الذي يلعب دور الفاعل في المشهد الإعلامي الرقميّ الآن، ثمة تحدٍّ يتصدر المشهد البحثي في مجال الدراسات الإعلامية اليوم إلا هو الحسابات المؤتمتة، التي تعرف بـ«البوت»، والحسابات التي تعمل بواسطة البشر، التي تعرف بـ«الترول».
«البوت» و«الترول» وما صاحبهما من تحيز معلوماتي أدى بدوره إلى قلق الرأي العام العالمي خصوصاً بعد انتزاعهما إنتاج المحتوى من وسائل الإعلام المهنية، التي من المفترض أنها ملزمة بالمعايير الصحفية والتشريعات ذات الصلة والأخلاق، وإعادة توليده آلياً بما يتناسب وأهداف المعلنين أو السياسيين أو الحكومات المحلية أو الأجنبية وإستراتيجياتها، وكذلك قدرة الآلات التي تنتجها بكميات كبيرة وبتكلفة اقتصادية منخفضة، خصوصاً أن الأبحاث التي أجريت، أخيراً، أظهرت أن البشر يثقون في مثل هذه الأخبار التي تصدرها الآلة أكثر من الأخبار التي يكتبها الإنسان، وهو أمر ينذر بالخطر، وتحدٍّ يواجه صناع المحتوي الإعلامي سواء من المستقلين أو على المستوى المؤسسي.
وعلى الرغم أن الأبحاث التي أجريت حول العاطفة في الدراسات الإعلامية وأبحاث الاتصالات قليلة، رغم أن مساحة العاطفة في تقييم العلاقات بين الصحفيين والمحتوى الصحفي وجماهيرهم كبيرة، خصوصاً أن العاطفة وديناميكياتها تتجلي في خطابات الصراع والكراهية التي باتت تمثل وقود المعلومات المضللة والخاطئة والزائفة والشائعات والنقرات الخادعة لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو ثقافية كصراع الهويات في نظام عالمي رأسمالي كوكبي.
بعض الدراسات ترى أن المتصيدين والروبوتات غير ضارين نسبياً، وأنهم يحاولون فقط الترفيه وتقديم المعلومات المفيدة، والبعض منهم يرى أنه من الممكن أيضاً أن يكونوا جهات فاعلة سياسية تزرع بذور عدم الثقة أو الخلاف واستخدام البعض الآخر للتلاعب في عدد الأصوات والترويج للمحتوى الذي يدعم أجندتهم، وهو ما سيكون له من التداعيات المستقبلية على حماية الأمن والسلم المُجتمعي، إلا أنه يتوجب في هذا الإطار أن تبدأ الهيئات والجهات المسؤولة عن تنظيم آليات عمل وسائل الإعلام في مجتمعاتنا التنبه لدور «البوت» و«الترول» وما يصاحبهما من هندسة اجتماعية، وهو ما نبه إليه الدكتور علي أحمد، أستاذ الإعلام بالجامعة اللبنانية في مقاله الموسوم «يورانيوم الإعلام الجديد..آليات هندسة الجمهور في ظل الحروب الرقمية»، حيث أكد ضرورة التوعية والتثقيف، والأمان السيبراني،، ووضع الأطر القانونية وتحديث تشريعات الجرائم الإلكترونية، وتفعيل قوانين حماية البيانات والخصوصية، وتعزيز الكفاءة الرقمية، وغيرها من الضوابط حتى لا ننزلق إلى حالة من الصراع والكراهية الرقمية التي تقضي على النسيج الاجتماعي المتماسك.
[ad_2]
Source link