بهدف «تعزيز قيمتها الأثرية والتاريخية»، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى «تنفيذ مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة على نحو يضاهي نظيراتها العالمية»، واستعرض، اليوم (الثلاثاء)، مخطط تطوير الحديقة، التي وصفها بأنها «إحدى أعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم».
وعقد الرئيس المصري، اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير المالية محمد معيط، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، ووزير الدولة للإنتاج الحربي اللواء محمد صلاح الدين، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أحمد العزازي، للبحث في مخطط تطوير الحديقة، بحسب إفادة رسمية.
وأكد السيسي «ضرورة إعادة تقديم الحديقة على أساس معايير بيئية عالمية، لتمثل متنفساً لاستيعاب المواطنين الزائرين من مختلف أنحاء الجمهورية»، مشيرا إلى أن «المشروع يستهدف تعزيز قيمتها التاريخية والأثرية».
ولفت المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي إلى أن الرئيس «اطلع على المخطط العام لتطوير حديقة الحيوان، ورفع كفاءتها وصون ما فيها من مبان أثرية وتاريخية، والمقترحات الخاصة بالمحافظة على مبانيها الأثرية وزيادة المسطحات الخضراء، وكذلك المناطق التجارية، إلى جانب التصميمات الخاصة بالمناطق الترفيهية المقرر إقامتها داخل الحديقة، فضلاً عن المقترحات المتعلقة بتشغيل وإدارة الحديقة، مع ربطها بحديقة الأورمان كما كانت في الأصل لتعظيم الاستفادة من إنشاء حديقة واحدة وثرية بالتنوع الحيواني والنباتي»، مشيرا، في هذا الصدد إلى «الاستعانة بالقطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ أعمال التطوير والإدارة والتشغيل للحديقة».
وأثار مشروع تطوير حديقة الحيوان في الجيزة، جدلا بين مؤيد للمشروع، ومتخوف من أن يؤثر على تاريخ الحديقة التي تعد مزارا رئيسيا للمصريين. ويطالب عدد من المثقفين والمهتمين بالتراث أن يقتصر مشروع التطوير على تنظيف الحديقة، وإعادة رونقها، والاهتمام بالحيوانات الموجودة فيها، دون المساس بأشجارها أو مبانيها التراثية، بالحذف أو الإضافة خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تشويه الحديقة. ويرفض مثقفون مقترحا متداولا لإنشاء خط تلفريك للربط بين حديقتي الأورمان والحيوان، باعتبار أنه سيؤدي إلى «تشويه المكان».
وتسعى حديقة الحيوانات لاستعادة مكانتها الدولية والعودة للاتحاد الدولي لحدائق الحيوانات الذي خرجت منه عام 2004، بسبب الانتقادات التي تعرضت لها حول سوء معاملة الحيوانات، إضافة إلى انتقادات أخرى حول سوء الإدارة وقلة النظافة.
ويعود تاريخ حديقة حيوان الجيزة إلى عهد الخديو إسماعيل الذي عمد إلى استغلال أرض تابعة للقصور الملكية في إنشاء سرايا الجيزة، لتكون مقرا لاستقبال ضيوف مصر في افتتاح قناة السويس عام 1869، وبعدها قرر تخصيص الأرض لإقامة أول حديقة حيوانات في مصر، والثانية عالميا بعد حديقة حيوانات لندن التي أنشئت 1828. وينسب افتتاحها رسمياً للخديو توفيق الذي استكمل المشروع وافتتحه عام 1891.