[ad_1]
هل من صلة بين التغيّر المناخي والعواصف الشتوية الحادة؟
الخميس – 5 جمادى الآخرة 1444 هـ – 29 ديسمبر 2022 مـ
منازل مغطاة بالجليد في نيويورك بعد تعرضها لعاصفة شتوية قاسية (أ.ف.ب)
واشنطن: «الشرق الأوسط»
تشهد حرارة كوكب الأرض ارتفاعاً حتى في فصول الشتاء، إلّا أن عواصف شتوية حادّة ضربت الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، مما دفع الخبراء إلى التعمق في دراسة الصلة بين موجات البرد القارس والتغيّر المناخي، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».
ومع أنّ هذه المقاربة تبدو غير منطقية نوعاً ما، توصل الباحثون إلى أن ثمة عدداً من الروابط بين موجات الصقيع والتغيّر المناخي، بينما لا تزال بعض الصلات تخضع للدراسة العلمية والمناقشة من خبراء في المجال.
وبينما يُعدّ الرابط بين الاحترار المناخي وموجات الحرّ مباشراً، فإنّ سلوك العواصف الشتوية محكوم بديناميات الغلاف الجوي المعقدة والتي تصعب دراستها.
ويقول عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا مايكل مان لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «إنّ بعض جوانب العواصف الشتوية مرتبطة جداً بالتغيّر المناخي».
وعلى سبيل المثال، تتأثر كميات الثلوج المتساقطة بارتفاع درجة حرارة المسطحات المائية كالبحيرات والمحيطات.
وفي الولايات المتحدة، تُسجّل ظاهرة تُسمّى بـ«تأثير البحيرات» حول منطقة البحيرات العظمى على الحدود الكندية تحديداً. وتقع في هذه المنطقة مدينة بوفالو التي تضررت كثيراً من العاصفة الأخيرة التي ضربت الولايات المتحدة.
ويؤدي اصطدام الكتل الهوائية الباردة الآتية من الشمال بالمياه الدافئة في هذه البحيرات، إلى حمل حراري يؤدي إلى تساقط الثلوج.
ويقول مايكل مان في تقرير نُشر عام 2018 «كلما ارتفعت درجة حرارة هذه البحيرات زادت الرطوبة في الهواء، وارتفع تالياً احتمال تساقط الثلوج الناجم عن ظاهرة (تأثير البحيرات)»، مضيفاً: «ليس مُفاجئاً أن نرى على المدى البعيد ارتفاعاً في كميات الثلوج المتساقطة المرتبطة بــ(تأثير البحيرات) مع ارتفاع درجات الحرارة خلال القرن الماضي».
من ناحية أخرى، لا يُجمِع العلماء على جوانب أخرى كتأثير التغير المناخي على تيارات هوائية هي الدوامة القطبية والتيار النفاث.
والدوامة القطبية هي كتلة هوائية متمركزة فوق القطب الشمالي، على طبقة ستراتوسفير الجوية العليا (البشر يعيشون في طبقة تروبوسفير التي تقع ستراتوسفير فوقها مباشرة).
والدوامة القطبية محاطة بشريط من الهواء الدوّار والذي يشكل حاجزاً بين الهواء البارد شمالاً والهواء الأكثر اعتدالاً جنوباً. لكن عندما تضعف الدوامة القطبية، يبدأ الهواء في التموّج ويصبح بيضاوي الشكل، مما يؤدي إلى تدفق مزيد من الهواء البارد نحو الجنوب.
وتشير دراسة أجريت عام 2021 إلى أنّ هذا النوع من الظواهر يزداد حدوثه، ويؤثّر خلال الأسبوعين التاليين على الطبقة الأدنى في الغلاف الجوي والتي تضم التيار النفاث.
وهذا التيار الهوائي الذي يتدفّق من الغرب إلى الشرق خارقاً أيضاً الحدود بين الهواء البارد وذلك الدافئ، ينزلق بطريقة تتيح للهواء البارد الآتي من الشمال اختراق خطوط العرض المنخفضة والوصول تحديداً عند شرق الولايات المتحدة.
ويقول جودا كوهين، وهو معدّ الدراسة الرئيسي وعالم مناخ لدى موقع «أتموسفيريك أند إنفايرنمانتل ريسيرتش»، إنّ «الجميع متفقون على أنّ احتمال تسجيل عواصف شتوية حادة يرتفع عند حدوث أي خلل في الدوامة القطبية».
ويشير إلى أن الدوامة القطبية هي ما رُصد قبل العاصفة التي ضربت الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول). كذلك، حصلت الظاهرة نفسها في فبراير (شباط) 2021. عندما ضرب برد قارس ولاية تكساس وأدى إلى انقطاع طويل للتيار الكهربائي.
إلا أنّ صلب النقاش يصبّ في مكان آخر، لأنّ السؤال الأبرز يتمثل في الأسباب الكامنة وراء الخلل المتزايد في الدوامة القطبية.
ويرى كوهين أنّ الخلل مرتبط بالتغيرات التي يشهدها القطب الشمالي والمُتسارعة بفعل التغير المناخي. فمن ناحية أولى، يُسجّل ذوبان سريع للمساحات الجليدية، فيما يزداد من جانب آخر الغطاء الثلجي في سيبيريا.
ويقول لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «أتولى دراسة هذا موضوع منذ أكثر من 15 عاماً، وأصبحت واثقاً حالياً من وجود هذا الرابط أكثر من أي وقت مضى».
ويؤكّد مايكل مان أنّ هذه النقطة الأخيرة تبقى «موضوع نقاش مستمر داخل المجتمع العلمي»، مضيفاً أنّ «النماذج المناخية لا تشمل حتى الآن كل الفيزياء الأساسية التي قد تكون مهمة لكيفية تأثير التغير المناخي على سلوك التيار النفاث».
ومن الضروري تالياً إجراء دراسات مستقبلية في السنوات المقبلة، بهدف الكشف عن لغز هذه التفاعلات المعقّدة.
[ad_2]
Source link