[ad_1]
ليس سراً أن الغرب الأوروبي والأميركي يرى بقية شعوب العالم على أنها أقل منه حضارةً وديمقراطيةً وتطوراً، وحدث أن عبّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن أفكار مشابهة عندما قال خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية، إن «أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماماً، بقية العالم… أغلب بقية العالم هو أدغال».
نعم، يروننا أدغالاً أو رعاة أغنام، وهو شرف لنا ولمنطقتنا؛ فهو تراثنا وتراث أجدادنا وأنبيائنا الذين رعى معظمهم الأغنام، وهم أنبياؤهم أيضاً…
لهذا شاهدنا الهجمة الغربية الغريبة على مشهد ارتداء ميسي للبشت العربي خلال حفل تتويجه مع الأرجنتين بكأس العالم يوم ألبسه إياه أمير قطر بعد أن قدمت بلاده أفضل نسخة في التاريخ من كؤوس العالم؛ نسخة من دون سرقات ولا حوادث ولا اعتقالات ولا حتى ضربة كف واحدة…
تخيلوا أن بعض الصحف البريطانية والبرامج الفرنسية والألمانية تصف المشهد بعبارات، مثل «العار والقذارة والانحدار والوصمة»… الله أكبر! هل وصلت العنصرية الغربية إلى هذا الحد من التفاهة؟ وهل إضفاء لمسة محلية كما فعل بيليه في كأس العالم بالمكسيك عام 1970 وارتدى القبعة المكسيكية، هل هذا عار؟!
وحسناً فعلت قطر منذ حفل افتتاح البطولة بالبدء بآيات من الذِّكر الحكيم حول التعايش والتسامح والتقى، وحين قدمت ملاعب تدل على التراث العربي، مثل «استاد البيت» الذي يشبه الخيمة العربية، و«استاد الثمامة» الذي يشبه القحفية، وتميمة البطولة (لعيب) الذي يرتدي الثوب والعقال العربي، وحاولت إيصال رسائل ثقافية حضارية محترمة للعالم عن هذا الجزء من العالم الذي تطور ونافس ووصل إلى أعلى درجات التطور والأمان والقدرة على إسعاد مواطنيه والمقيمين على أرضه، ومنهم فئة غربية كبيرة جاءت هاربة من روتين وقسوة وضرائب بلادها!
وإذا كان ميسي والأرجنتين فرحت بالبشت وألبسته حتى لصور مارادونا الذي رحل، فلمَ ينصب البريطاني والفرنسي والألماني نفسه مدافعاً عن قضية ليست بالأساس هي قضيته؟
إلى متى هذه العنجهية الغربية القائمة على أسس استعمارية ونظرة دونية عنصرية ليس لنا كعرب، بل لغالبية «الغابة» التي لا تنتمي لأوروبا أو من لفّ لفيفها؟
فعلاً اللي اختشوا ماتوا!
[ad_2]
Source link