بعض المشاهد في الرياضة تولد لتبقى حية ما بقي التاريخ. رأس ميسي الذي طأطأه اليوم أمام الصقور رغماً عن تاريخه، وعن كبريائه، وعن جبروته الكروي، سيظل مشهداً عالقاً في جدار ذاكرة كرة القدم، وفي شريط ذكريات كأس العالم، يعاد كل يوم، وشهر، وعام، وفي نهاية كل عقد، ولن يموت حتى بعد قرن من الدهر.

نعم.. انهزم ميسي ورفاقه.. ورقص الصقور الخضر التانغو فوق عشب لوسيل.. رقصوا بأقدام غليظة بالعزيمة.. مكنوزة بالمجد.. والتحديات.. وروح الرجال.

لقد أدهش المنتخب السعودي العالم قاطبةً.. ونطق بأعلى صوته مكرراً ما قاله محمد علي كلاي قبل 60 عاماً لحظة هزيمته الوحش الأسطوري سوني ليستون.. (I SHOCKED THE WORLD) «صدمت العالم».

لقد تعاهد لاعبو الأخضر على الحلم.. فمنحوا الشعار الغالي القيمة التي يستحقها.. هذا هو المنتخب السعودي الذي تحفظ القارة الأكبر ويحفظ العالم هيبته وسطوته ومكانته عن ظهر قلب.

إن التاريخ لا تصنعه نشرات الأخبار.. ولا تكتبه الترشيحات على الورق.. التاريخ يصنعه الأبطال في الميادين.. وهكذا فعلها رجال الأخضر السعودي.. شباب محمد بن سلمان.. الذي قدم لهم قبل المونديال.. وصفة النصر.. «استمتعوا بكرة القدم.. العبوا دون ضغوط».