إذا كنت من محبي متابعة الظواهر الفلكية، فأنت على موعد الثلاثاء مع الكسوف الجزئي للشمس، الثاني هذا العام، والـ16 خلال القرن الـ21. والذي يحذرك العلماء كعادتهم في مثل هذه المناسبات، هو متابعته من دون استخدام النظارات المخصصة لذلك.
ويبدأ الكسوف قبل التاسعة صباحاً بدقيقتين بتوقيت غرينتش في آيسلندا، وينتهي قبالة سواحل الهند في الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش، وما بين بدايته ونهايته، يعبر في طريقه أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وفقاً لبيان صادر أول من أمس عن معهد الميكانيكا السماوية وحساب التقويم الفلكي، التابع لمرصد باريس الفرنسي.
وتشهد المنطقة العربية هذه الظاهرة باستثناء 3 دول، هي المغرب وموريتانيا وجزر القمر، وستكون هناك اختلافات بين الدول في توقيت بداية الكسوف ونهايته، ومدة استمرار الظاهرة، ونسبة الكسوف.
ويقول مركز الفلك الدولي بالإمارات، في تقرير صدر 18 أكتوبر (تشرين الأول)، إن «أعلى نسبة للكسوف ستكون في شمال العراق، تليها بلاد الشام والنصف الشمالي من الجزيرة العربية، ومن ثم مصر والنصف الجنوبي من الجزيرة العربية، بعدها تأتي دول مثل ليبيا وتونس والسودان والصومال وجيبوتي، وسيكون مرئياً بشكل بسيط جداً من شمال شرقي الجزائر فقط».
ويوضح التقرير أن دولة تونس ستكون أول دولة تشاهده في الساعة «العاشرة و41 دقيقة و3 ثوانٍ صباحاً بالتوقيت المحلي»، ثم ينتقل بعد ذلك إلى دول غرب آسيا، ليصل الذروة في الساعة 11 صباحاً بتوقيت غرينتش، إلى أن ينتهي في الساعة الواحدة ودقيقتين ظهراً بتوقيت غرينتش في وسط بحر العرب؛ حيث ستكون دولة سلطنة عمان هي آخر دولة تشاهد الكسوف في الساعة (الثالثة إلا 10 دقائق بعد الظهر بالتوقيت المحلي).
ويحدث الكسوف الشمسي عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، ويلقي بظلاله على كوكبنا.
ويكون الكسوف كلياً عندما يحجب القمر قرص الشمس تماماً، ما يؤدي إلى إغراق جزء من الأرض مؤقتاً في ظلام دامس، لكن كسوف «الثلاثاء» سيكون جزئياً، ولن يكون كافياً لتعتيم ضوء النهار.
ويقول فلوران ديليفلي، عالم الفلك في مرصد باريس، إن أعلى نسبة للكسوف ستكون فوق كازاخستان؛ حيث سيغطي القمر 82 في المائة كحد أقصى من الشمس، وهي نسبة لن تكون كافية أيضاً لتعتيم ضوء النهار.
ويضيف ديليفلي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «للشعور بالظلام، يجب أن تكون الشمس محجوبة بنسبة 95 في المائة على الأقل».
ووفقاً للخبراء، يجب على أولئك الذين يأملون في مشاهدة الكسوف ألا ينظروا إلى الشمس مباشرة، لتجنب تلف العين، ويجب على الراغبين في متابعة الظاهرة وضع النظارات الواقية بدلاً من ذلك.
ويقول ديليفلي: «سنرى أن جزءاً صغيراً من الشمس مفقود، لن يكون ذلك مذهلاً لعلماء الفلك، لكنه دائماً حدث للهواة من محبي الفلك، الذين يبحثون عن التقاط صور جميلة».
وسيكون هذا الكسوف الجزئي الـ16 للشمس في القرن، والثاني هذا العام، وفقاً لوكالة ناسا. وقالت الوكالة إن الكسوف المقبل سيكون كلياً، وسيعبر أميركا الشمالية في 8 أبريل (نيسان) 2024.