حركة «الشباب» الصومالية «تتمدد» داخلياً وخارجياً

حركة «الشباب» الصومالية «تتمدد» داخلياً وخارجياً

[ad_1]

على الرغم من الآمال باستقرار الأوضاع، التي صاحبت وصول حسن شيخ محمود إلى سدة الحكم في الصومال، فإن تصاعد هجمات حركة «الشباب» (فرع تنظيم «القاعدة» في شرق أفريقيا)، جدّد المخاوف من توتر الإقليم، فيما وصف من جانب خبراء بأنه «اتجاه لتمدد نشاط الحركة في القرن الأفريقي».

هذا الاتجاه ظهر بوضوح عبر «تصاعد وتيرة الهجمات داخل وخارج الصومال»، كان آخرها مساء الجمعة، عندما اقتحم متطرفون من حركة «الشباب» أحد الفنادق، في هجوم أسفر عن مقتل 13 شخصاً، بحسب البيانات الرسمية الصادرة (السبت)، في استمرار لسلسلة من الهجمات استهدفت الداخل الصومالي، من بينها استهداف سيارة عسكرية وسط العاصمة مقديشو من خلال لغم أرضي، بداية الشهر الجاري، واشتباكات في إقليم هيران، والهجوم الذي أدى إلى مقتل وزير العدل بولاية جنوب غرب الصومال، حسن إبراهيم لوغبور، نهاية الشهر الماضي.

عمليات حركة «الشباب» امتدت خارج حدود الصومال؛ حيث نفذت مؤخراً هجمات في العمق الإثيوبي، أسفرت عن مقتل 17 من رجال الشرطة الإثيوبيين. كما شنّت هجوماً على قاعدة للجيش الكيني بمدينة مانديرا، وأوقعت عدة إصابات بالجيش، وفق البيانات الرسمية. وامتدت هجمات حركة «الشباب» لتشمل قواعد بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال.

وتعد حركة «الشباب» من «أهم» التحديات التي تواجه الرئيس الصومالي، بحسب الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة في الشأن الأفريقي والمنسق العام لمركز «فاروس» للاستشارات والدراسات الاستراتيجية في مصر، التي أوضحت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجميع كان يعلق الآمال على استقرار الأوضاع في الصومال عقب انتخاب شيخ محمود، الذي جاء بعد فترة سياسية صعبة مرت بها البلاد»، مشيرة إلى أن «حركة الشباب نشطت في الفترة الأخيرة، وبدأت توسيع عملياتها داخل وخارج الصومال في محاولة واضحة للفت الانتباه؛ حيث نفذت عمليات في الصومال وفي العمق الإثيوبي».

الهجوم على الحدود الصومالية – الإثيوبية، يعد «الأكثر جرأة»، من جانب «الحركة» منذ سيطرتها على جنوب وسط الصومال في عام 2007، بحسب تحليل منشور في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، للدكتور حمدي عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية في جامعتي زايد والقاهرة، أشار فيه إلى أن «التوغل عبر الحدود من قبل (الشباب) يظهر طموح الحركة وانتهازيتها في خضم بعض التحولات الأكثر أهمية في المشهد الأمني الإقليمي منذ أكثر من عقد»، مرجحاً أن «تروج حركة الشباب لتوغلها في إثيوبيا على أنه انتصار رمزي».

هذا التصعيد من جانب حركة «الشباب» جاء «رداً على الاستراتيجية الجديدة للرئيس الصومالي، التي تستهدف حشد دعم دولي وإقليمي لإطلاق حرب شاملة لإضعاف الحركة، وتجفيف منابع تمويلها»، بحسب ما أورده تقرير نشره مؤخراً مركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة» ومقره أبوظبي، أشار أيضاً إلى «دور عودة القوات الأميركية إلى مقديشو، في دفع الحركة للتصعيد، إضافة إلى تبني حركة الشباب استراتيجية جديدة، منذ نحو عام، تسعى إلى التوسع في الإقليم، واستهداف المصالح الغربية في القرن الأفريقي».

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قد أمرت بسحب 700 جندي أميركي من الصومال عام 2020، لكن إدارة خلفه جو بايدن تراجعت عن القرار، وأعلنت في مايو (أيار) الماضي عودة الجنود الأميركيين للمنطقة، وبدأت شن هجمات على الحركة.

لكن توفيق تشير إلى عامل آخر أدى إلى تصعيد هجمات الحركة خلال الفترة الأخيرة، ألا وهو «مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري». وتقول الباحثة في الشأن الأفريقي إن «الشباب هي أقوى الحركات الأفريقية المبايعة للقاعدة، ومقتل زعيم التنظيم، في ظل البحث عن قيادة جديدة له، يدفع الحركة إلى محاولة لفت الانتباه، وإثبات الوجود في القرن الأفريقي بشكل عام».

وقد لا تكون هجمات «الحركة» على دول الجوار الصومالي جديدة، بحسب توفيق؛ حيث نفذت هجمات مماثلة خلال السنوات العشر الأخيرة، لكن الفترة الأخيرة تشهد «تصاعداً في وتيرة هذه الهجمات في فترة قليلة نسبياً»، مشيرة إلى «هجوم ويست جيت في كينيا».

وعام 2013، شنّت حركة «الشباب» هجوماً على مجمع «ويست جيت» التجاري في نيروبي، أسفر عن مقتل 67 شخصاً، بعد عملية احتجاز رهائن استمرت عدة أيام.

وتتوقع توفيق أن «تتزايد وتيرة الهجمات في الفترة المقبلة، ما يسفر عن تفجّر الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي ككل».

بينما يشير عبد الرحمن إلى أن «الهجوم الأخير لحركة الشباب هو بداية لمبادرة استراتيجية كبرى لتأسيس وجود قتالي نشط لـ(الشباب) في إثيوبيا».




[ad_2]

Source link

Leave a Reply