رحيل عبد المقصود خوجة… كَنَف الثقافة وظل «الإثنينية» الوارف

رحيل عبد المقصود خوجة… كَنَف الثقافة وظل «الإثنينية» الوارف

[ad_1]

رحيل عبد المقصود خوجة… كَنَف الثقافة وظل «الإثنينية» الوارف

أسس «الإثنينية» في دارته بجدة قبل 40 عاماً للاحتفاء برموز الأدب والشعر والفكر


السبت – 22 محرم 1444 هـ – 20 أغسطس 2022 مـ


انبرى عبدالمقصود خوجه للعديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية في جدة (الشرق الأوسط)

الرياض: عمر البدوي

برحيله، اليوم (السبت)، تُطوى مسيرة الوجيه والأديب السعودي عبد المقصود خوجة، الذي انبرى للعديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية في مدينة جدة، وحوّل دارته ومنتدى «الإثنينية» الذي ارتبط اسمه به، إلى منصة لتكريم المئات من رموز الفكر والمعرفة في السعودية والعالم العربي على مدى أربعة عقود.
عبد المقصود خوجة، المولود في مكة المكرمة، وفي كنف والده الأديب محمد سعيد خوجة ترعرع ونشأ، وفي مدارس الفلاح بمكة، بدأ تعليمه، ومنها إلى المعهد العربي الإسلامي في دمشق متمماً تعليمه، لينخرط بعد ذلك في العديد من المهام والوظائف الحكومية التي شملت عمله مندوباً من الديوان الملكي إلى بيروت، ومديراً للإذاعة والصحافة والنشر في جدة، قبل أن يستقيل من العمل الحكومي، ويبدأ رحلته الخاصة في التجارة والأعمال الحرة عام 1964 للميلاد.
تفرغ خوجة بعد ذلك لبذل الكثير من الوقت والمال والطاقة في رعاية مرحلة ثقافية مهمة عرفتها مدينة جدة منذ عام 1982 للميلاد، بفضل سخائه ودأبه على رعاية المنتدى الأدبي الذي كان يقام في دارته كل يوم اثنين؛ حيث يفِد إليه جمع من رجال الفكر والصحافة والأدب، من داخل السعودية وخارجها، ويقضون أمسية سخية بعطر الوفاء لرموز الثقافة، وعبق الفكر والمعرفة الذي يلفّ مئات الأمسيات التي انعقدت في كنف الإثنينية.
وقد أنجزت إثنينية خوجة، توثيق فعاليات تكريم ما يقرب من 500 شخصية من العلماء الأدباء والمثقفين والمفكرين، شكلت مرجعاً مهماً لنتاج معظم أدباء السعودية من الرعيل الأول، وحقبة مهمة في التاريخ الثقافي لأجيال كانت ترِد من الإثنينية، وتنهل من صنوف الفكر والأدب والثقافة عبر كل الأسماء والأعلام التي كانت تجد محلها من جملة المكرّمين في دارة خوجة، التي كانت ولعقود أربعة، ظلاً وارفاً للثقافة السعودية.
قال الدكتور عبد الله الحيدري، أستاذ الأدب والنقد ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقاً، إن عبد المقصود خوجة، شخصية لافتة واستثنائية وغير عادية، عاش مائة سنة كانت حافلة بالمنجزات الثقافية الكبيرة التي خدم بها الأدب العربي بشكل عام والأدب السعودي بشكل خاص، وسخّر ندوته الإثنينيّة لتكريم الشخصيات الفاعلة في الوطن العربي وكان للشخصيات السعودية بطبيعة الحال نصيب الأسد، رجالاً ونساء، ونهضت دارته الثقافية بتوثيق كل حفلات التكريم مدعومة بالصور، وخرجت في سلسلة من المجلدات التي زادت على العشرين، كما نهضت الإثنينيّة كذلك بطباعة الأعمال الكاملة لعدد من الأدباء السعوديين مثل أحمد السباعي وحسين سرحان وأحمد الغزّاوي وعزيز ضياء وحمزة شحاتة وعبد الله الجفري وغيرهم، وهي تشكّل مكتبة كاملة حفظت أعمالهم من الضياع وقربتها إلى أيدي الباحثين.
ويضيف الحيدري، لـ«الشرق الأوسط»: «شاركت في إحدى حفلات التكريم عام 2011 عندما كرّم الدكتور محمد الربيّع، واقترحت مع الزملاء في اللجنة العلمية التي خططت لمؤتمر الأدباء السعوديين الخامس عام 2016 تكريم ثلاث جهات خدمت الأدب السعودي، وكان من بينها إثنينية عبد المقصود خوجة، ووافق وزير الثقافة والإعلام على المقترح، وكرمت الجهات، وشعرنا بشيء غير قليل من الارتياح تقديراً لجهود هذا الرجل رحمه الله، ونطالب الآن بعقد ندوات تكريمية عنه تكشف جهوده في خدمة الأدب العربي، والأدب السعودي على وجه الخصوص».
توارى الأديب ومعطاء الثقافة عبد المقصود خوجة في الفترة القليلة الماضية عن الأنظار، لكن عبق الإثنينية الذي بقي يحرص على إقامتها، ما زال عاطراً، بفضل الخطوة التي اتخذت مواكبة للتطور التقني، وتحقيقاً لأقصى درجات تعميم الفائدة، وإنجاز فريق الإثنينية لإتاحة 500 فعالية استضافتها دارة خوجة على شبكة الإنترنت، لتصبح متاحة للمهتمين، وشاهدة على الجهد الاستثنائي الذي قدمه الراحل عبد المقصود خوجة في خدمة الثقافة والفكر والأدب في السعودية.



السعودية


السعودية


ثقافة الشعوب



[ad_2]

Source link

Leave a Reply