[ad_1]
وترى هنادي أنها تصنع فرقا، إذ تقوم بتدريس مهارات الكمبيوتر لأطفال سوريين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما.
على الرغم من التحديات الهائلة، ثابرت وتكرّس حياتها الآن لخلق مستقبل أفضل للجيل القادم.
مع ذلك، فإن الفرار من الحرب وبعد مرور عقد على الحياة في مخيم للاجئين يسع 80,000 شخص، فإن الخسائر المتكبدة كبيرة.
الآن هي متزوجة من طارق، ولديها طفلان، وتشجع الشباب السوري على تطوير المهارات العملية اللازمة لمساعدته على تحقيق إمكاناته الكاملة.
تقول هنادي والدموع في مقلتيها: “آمل أن أعود [إلى الديار].” لكن ذلك لم يحدث، وطفلاها لم يعيشا أبدا في منزل، ناهيك عن أن تطأ أقدامهما منزل الأسرة.
مخيم لم يتغيّر
يبدو المخيم كما كان عليه خلال تلك السنة الأولى من افتتاحه، عندما انتقلت العائلات من الخيام إلى منازل مصنوعة من صفائح كبيرة، وأنشِئت مجمّعات مدرسية تديرها وزارة التربية والتعليم بدعم من اليونيسف.
كما ولّت أيام طوابير الانتظار الطويلة عند نقاط المياه، حيث النساء والأطفال نقلوا صفائح الماء الثقيلة منها في أيام الحرّ القائظ.
بدلا من ذلك، حل نظام المياه والصرف الصحي المبتكر والصديق للبيئة بشكل كامل مستبدلا الحاجة إلى شاحنات المياه التي كانت تُثير عواصف من الغبار أثناء تنقّلها عبر الممرات الصحراوية الضيقة في المخيم.
والآن، يتدفق الماء من صنبور إلى مطبخ أبو كريم، والد هنادي.
أما الخدمات المقدمة للأطفال والشباب، من دعم التعلّم إلى التدريب المهني والرياضة، فيديرها السوريون اليوم إلى حدّ كبير، وتوفر الدخل الذي تمس الحاجة إليه وتضمن عملية أكثر استدامة مملوكة للمجتمع.
كان هذا الأمر بالغ الأهمية حيث انخفض التمويل في أعقاب الأزمات العالمية المتعددة التي تتنافس على جذب انتباه العالم.
تقول ممثلة اليونيسف في الأردن، تانيا شابويزات: “نحن نتعامل مع الشباب الذين نشأوا وسط صدمة الحرب وينتقلون الآن إلى مرحلة البلوغ في حالة عدم يقين حيث تبدو الفرص محدودة.”
من الواضح أن حالة عدم اليقين تلك تسيطر على تفكير والد هنادي – أبو كريم. لقد غيّرت عائلته المنزل، وأصبح يروي النباتات في فناء منزله لخلق بعض المساحات الخضراء.
يقول أبو كريم: “عاش أطفالنا في المخيم فقط. إن العالم أوسع من ذلك، [لكنهم] لا يعرفون شكله” إذ لا تزال الحياة خارج محيط المخيم حلما بعيد المنال للكثيرين.
أميمة، اللاجئة السورية الوحيدة التي تدرس الحقوق
على حافة المخيم، يُنهي أبو ثائر ورديته في إحدى مدارس الزعتري، وهي ثالث مدرسة في المخيم وتم افتتاحها عام 2013. لعب أبو ثائر دورا رئيسيا في تطور المدرسة حيث يحضر حوالي 2,200 طفل إلى الفصول الدراسية الآن.
التحقت ابنته أميمة (21 عاما) بالمدرسة. ومثلها مثل هنادي، هي مصدر إلهام للشباب الآخرين في المخيم. فأميمة هي اللاجئة السورية الوحيدة التي تدرس الحقوق في جامعة قريبة وتركيزها الوحيد الآن هو ضمان نجاح دراستها.
تقول أميمة: “ليس لديّ متسع الوقت حتى لتكوين صداقات. خلال أيام الجامعة أشعر بالتعب الشديد ولا يمكنني فعل أي شيء آخر.”
حصلت أميمة على منحة دراسية لمساعدتها على استكمال تعليمها العالي، على الرغم من أن والدها يواصل بذل كل ما في وسعه لدعم أطفاله الخمسة.
وبعد عقد على تأسيس المخيم، يقول أبو ثائر: “نحن في أمان، وتكيّفنا مع الظروف. نحن ممتنون لذلك. نشأ الأطفال في هذا المكان ولا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل. هذا هو الشيء الأكثر سلبية.“
تتوجه أنظار العالم إلى حالات طوارئ أخرى، وبموازاة ذلك، ينتقل جيل من الأطفال في الزعتري إلى مرحلة البلوغ، وبدورهم يبدأون بتربية الأطفال في مستقبل يكتنفه الغموض.
هذه المقالة نُشرت بالكامل على موقع اليونيسف باللغة الإنجليزية. للاطلاع عليها اضغط هنا.
[ad_2]
Source link