[ad_1]
الدبلوماسية السعودية قامت بحراك كثيف غير مسبوق قبل قمة جدة بين الرئيس بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجية ومصر والأردن والعراق، من أجل ضمان أعلى درجات التنسيق والتفاهم بين الطرف العربي المشارك قبل جلوسه إلى طاولة المباحثات مع الطرف الأمريكي. مسألة مجيء الرئيس بايدن إلى جدة وموافقته على التباحث مع هذه الدول مجتمعة إنجاز تاريخي في حد ذاته، أما لغة الصراحة والشفافية والوضوح والشجاعة التي تحدث بها أعضاء الجانب العربي مع بايدن في الملفات ذات الأهمية البالغة فإنه تحول مهم، فقد اعتدنا على لغة متحفظة وغير مباشرة في المباحثات الدبلوماسية، لكننا هذه المرة استمعنا إلى قادة يطرحون قضاياهم بلغة مباشرة، يعرفون ماذا يريدون، ويحددون مطالبهم بدقة، ويضعون خطوطهم الحمراء التي تحمي سيادة دولهم ومصالحها.
وبالنسبة للجانب الأمريكي فقد اتضح من الزيارة أنه أدرك واستوعب خطأه الفادح بالتقليل من أهمية المنطقة ومحاولة الانسحاب منها، وأدرك أيضاً أن العودة إليها لا يمكن أن تكون إلا من البوابة السعودية، لأنها بالإضافة لكون علاقتها بأمريكا هي الأقدم والأعمق والأقوى فإنها الآن الدولة العربية الأهم التي تقود وتنسق المواقف العربية وتعيد صياغة التموضع العربي على الخارطة الدولية سياسياً واقتصادياً.
لقد غيّرت المملكة المفاهيم في علاقتها وعلاقة الدول العربية المحورية مع الدول الكبرى وفي مقدمتها أمريكا التي يجب عليها أن تفهم جيداً أن المملكة وبقية الدول الخليجية ليست دول استحلاب لثرواتها وفرض أجندات عليها لا تخدمها أو تضرها، والمملكة بالذات ظلت على الدوام تحترم المبادئ والأسس والقيم التي تأسست عليها علاقتها مع أمريكا، وتريد من الطرف الأمريكي أن يتعامل معها من منطلق الشراكة واحترام سيادة قراراتها، وما هو أهم أن تفي بالتزاماتها بخصوص المشاركة في حفظ الأمن والسلم في المنطقة وتحييد خطر الأطراف التي تدعم الإرهاب والفوضى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
العالم الآن يمر بمرحلة حرجة تهدد الأمن والطاقة والغذاء وكل مقومات الحياة، والتعاون والشراكات البناءة بين كل دوله هي مفتاح النجاة والإنقاذ، وقد أثبت الجانب العربي في قمة جدة وعيه وإدراكه للمخاطر القائمة واستعداده للمشاركة في حلها، بقي الدور على الشركاء الآخرين، والكبار منهم.
[ad_2]
Source link