[ad_1]
شكلت مدينة جدة السعودية وذكرياتها ملامح شخصيته كفنان، وبدأت من «حارة الشام» التي ولد بها عام 1925. ورغم جمال صوته إلا أن مؤشرات كثيرة كانت توحي بأنه مشروع ملحن متميز. التحق فوزي محسون بمصلحة البرق والبريد والهاتف، وهي مهنة والده بالأساس الذي كان من كبار مسؤولي مصلحة البريد وممن أسسوا اللاسلكي في المملكة العربية السعودية.
لقب بسيد الشجن الساكن في حكايا الناس وما يكتنفها من مشاعر الوصل والصد والعتب والوجد.
التأمل في مجمل أعماله ونوعيتها يقود لنتيجة تؤهله للقب (ضمير الأغنية السعودية) وغير محصور بمدينة جدة فقط، كونه طور الكثير من أغاني التراث والفلكلور السعودي وقدمها بصورة حديثة ليجمع بين الأصالة والمعاصرة، دون أن تغيب الهوية الأصلية متسلحا بخبرته في هذا المجال، وهي المهمة التي أخفق بها الكثيرون قبله وبعده، ومنها على سبيل المثال: يا ماشي الليل الطويل، يا طير ما ذا الصياح، مس ورد الخد.
رباعي الكلمة والنغم، تمثل ذلك بعلاقات إنسانية ودودة جمعته بالشاعرين صالح جلال وثريا قابل، ورابعهم المطرب طلال مداح، وأفرزت هذه الصداقة أجمل الأغنيات، ومع هذه الصحبة التي جمعته بطلال وثريا وصالح تشكل هذا الرباعي الجامع بين الكلمة والنغم.
ومن الألحان التي غناها له المداح: ياللي جمالك، ومن فتن بيني وبينك، لا تصدق أو تأمل، كلام البارحة تغير، بعد إيه ترسل كتاب، عيني يا ولهانة، روح وفكر، من بعد مزح ولعب، يا ماشي الليل فين رايح، لسه برضه. ومن ألحانه أيضا غنى محمد عبده: زفوا العروسة ولا وربي. عبادي الجوهر: تلوموني ليه، ابتسام لطفي: يا طير ما ذا الصياح، عتاب: بشروني عنك وجاني الأسمر. عبد المجيد عبد الله قدم أيضا البوما غنائيا كاملا من ألحانه، «ما تقول لنا» واحدة من الأغنيات القليلة التي غناها فوزي من ألحان غيره وكانت من ألحان الموسيقار سراج عمر.
ونشأت صداقة أيضا بينه وبين الملحن المصري بليغ حمدي، حيث كانا يجتمعان دائما ويستمع لأعماله أثناء زياراته للمملكة، وكان ينقلها إلى زملائه الملحنين بمصر، وفوجئ المستمع السعودي ذات يوم حينما سمع المقدمة الموسيقية لأغنية (الحب كله) لأم كلثوم، حيث إنها نسخة طبق الأصل من لحن (المجرور) الشهير الذي لحنه فوزي محسون آنذاك في أغنية (عشقته ولا لي بالمقادير حيلة). بعد أن تعرفت أم كلثوم على أغنية (عشقته) التي كان جزءا منها مقدمة لأغنيتها (الحب كله)، سألت (بليغ) عن الموضوع فاعترف لها بأنه اقتبس جزءا صغيرا من لحن فوزي؛ نظراً لتأثره وجدانيا بهذا اللون العجيب، وكان ينوي الذهاب إليه والاعتذار منه، ولكن المفاجأة أن أم كلثوم قالت لبليغ أنا ذاهبة إلى السعودية وسأقابله هناك. وبالفعل وصلت أم كلثوم إلى جدة ونزلت بفندق الكندرة، وطلبت مقابلة فوزي، الذي ذهب لمقابلتها والسلام عليها مصطحبا معه صحفيا واحدا ومصورا. اعتذرت له أم كلثوم عن الاقتباس من اللحن، وقبل فوزي اعتذارها وقال أنا فخور بأنك تغنيت بلحن من ألحاني. طلبت منه بعدها أسطوانات من أعماله، وذكرت في إحدى مقابلاتها الإذاعية أنها تحب أن تستمع لـ(فايزة أحمد) في مصر ولـ(فوزي محسون) بالسعودية.
فوزي محسون أيقونة وطنية مبهرة، ومن المؤسف أن يطويه الإهمال والنسيان.
كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com
[ad_2]
Source link