تمثل أسرة الغريب أيقونة حقيقية في لعبة السباحة السعودية والخليجية وكذلك على الصعيد الآسيوي، حيث يتوارث ممارسة هذه اللعبة الآباء والأبناء وحالياً الأحفاد وتشهد لهم المسابح والمياه المفتوحة بتحقيق الكثير من المنجزات وتحطيم الكثير من الأرقام القياسية سواء في المسافات القصيرة أو الطويلة.
كانت البداية من جاسم الغريب الذي بدأ مشواره مع هذه اللعبة في منتصف السبعينات الميلادية حيث كان سباحاً ماهراً ومتخصصاً في المسافات الطويلة ومثّل المملكة في الكثير من البطولات الخليجية والقارية وحتى الدولية وخصوصاً التي تنظيم بشكل دوري في أوروبا.
وبعد أن اعتزل الأب واتجه للتدريب كان الابن محمد جاهزاً لتسلم الراية ومواصلة تحقيق المنجزات في نفس السباقات التي كان يمارسها والده في المسافات الطويلة وحقق منجزات محلية وخليجية وقارية حتى اعتزل أيضاً واتجه للتدريب وحالياً يعمل مع الاتحاد السعودي وكذلك مع نادي الفتح الرائد على مستوى هذه اللعبة ويحقق منجزات كبيرة ويقدم نجوماً عدة فيها من بينهم السباح الأولمبي يوسف بوعريش.
وعلى غرار والده لم يترك محمد اللعبة إلا وبدأ تجهيز أبنائه الثلاثة من أجل أن يكونوا أبطالاً يشار لهم بالبنان ويحققوا منجزات أفضل مما قدمه والده وهو شخصياً حيث يحرص على تواجد أبنائه في كافة البطولات من إكسابهم المزيد من الخبرة رغم صغر سنهم.
وحقق جاسم محمد أرقاماً قياسية في عدة مناسبات في بطولات المملكة في سن لم يصل إلى «11» عاماً حيث يتخصص في المسافات القصيرة.
كما أن شقيقه يوسف محمد يسير على نفس النهج ويحقق أرقاماً قياسية من حيث السرعة ولكن من سوء حظه أن الفئة التي يتواجد فيها لا تُرصد لها أرقام قياسية وهذا ما دعا «جده» الذي كان عضواً في الاتحاد السعودي وبات حالياً عضواً في اللجنة الفنية الخليجية وكذلك في الماستر الآسيوي، بأن يطالب بأن يتم رصد هذه الأرقام التي يحققها يوسف ويتم تصنيفها حتى لا يظلم في حال تم اعتماد الأرقام التي يحققها السباحون في سن «8» أعوام.
وحقق يوسف أرقاماً جديدة تتجاوز «5» أرقام من بينها رقم في بطولة المملكة الأخيرة التي أقيمت في الدمام.
وبات يوسف حالياً مع السباح علي المرهون اللاعبين الصاعدين الأفضل في المسابح السعودية إلا أن أرقامهما ليست مصنفة إلى الآن بحكم العمر.
يقول جاسم الغريب إن بداياته مع لعبة السباحة كانت في منتصف السبعينات الميلادية من خلال «العيون» المنتشرة في محافظة الأحساء حيث كانت هذه الهواية منذ الصغر ولقي تشجيع والديه في ممارسة هذه اللعبة.
وعن أرقامه كسباح قال الغريب: «حققت العديد من الأرقام في المسافات الطويلة في سباح باكولي وكابري نابولي والمانش وكذلك بطولات الخليج وآسيا ومن ثم اعتزلت في سن مبكرة حيث كانت شاركت في مسافات تصل إلى «30 كم» في المياه المفتوحة. وحققت ضمن العشر الأولى في بطولة باكولي في إيطاليا لمسافة «20» كم، كما أن الابن محمد شارك في بطولة العالم في إيطاليا بمسافة «25» كم وكذلك بطولة العالم في دبي وحقق كذلك العديد من المراكز المتقدمة في بطولات المملكة والخليج وآسيا أيضاً عدا مشاركاته العالمية.
وعن الأحفاد يقول جاسم الغريب: «جاسم محمد حقق منجزات وأرقاماً قياسية في الظهر وحرة وغيرها من المسابقات التي يشارك فيها في نفس الفئة تحت 12 عاماً حيث إنه حقق 5 أرقام قياسية، أما يوسف فهو حالياً من الأفضل ويحقق أرقاماً هي الأعلى، وأتوقع أن يكون أفضل أشقائه بل وأرشحه للمسافات الطويلة إلا أنه في السن الحالية 8 سنوات غير مسموح له إلا في المسافات القصيرة، إلا أن لديه موهبة كبيرة وشدة تحمل تجعلني أرشحه أن يكون بطلاً في المسافات الطويلة على غرار جده ووالده».
وزاد بالقول: «هناك الحفيد الثالث علي وهو تحت السن المسوح لها بالمشاركة في أي مسابقة في اتحاد السباحة إلا أنه يقوم بالتدريب الدائم مع أشقائه ويرسم له أهدافاً ويضع أرقاماً ويحطمها وهذا ما يجعلنا متفائلين جداً به ليكون على خطى أشقائه في حصد البطولات على كافة الأصعدة».
ويرى الغريب أهمية تدريب النشء على السباحة لأن هذه اللعبة لها قيمة كبيرة سواء على الجانب الصحي والبدني وحتى على مستوى الحياة الشخصية.
وأشاد الغريب بالدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية حيث يتم تطبيق نظام استراتيجية الأندية التي أعادت السباحة في الكثير من الأندية وعززت التنافس بينها وهذا ما سيكون له مردود إيجابي على الرياضة السعودية بشكل عام ومن بينها لعبة السباحة.