[ad_1]
كورتوا وبنزيمة أفضل لاعبين في صفوف «النادي الملكي»
في كل مناحي الحياة، هناك أشخاص تكون أعظم صفة في شخصياتهم هي الثقة بالنفس، ويحقق هؤلاء الأشخاص نجاحاً كبيراً، ولا يمكنك أن تعرف أبداً السبب وراء ذلك، ويجعلك هذا الأمر تسأل نفسك: ما الذي يفعله هؤلاء في واقع الأمر؟ وينطبق ذلك على نادي ريال مدريد، الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة عشرة في تاريخه بعد الفوز على ليفربول بهدف دون رد في المباراة النهائية. لا يمكن أن يكون هذا مجرد حظ، فمن المؤكد أن الأمر يتجاوز ذلك بكثير. ومع ذلك، ففي كل مباراة من مباريات خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، ضد باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي، كان ريال مدريد هو الأقل تسديداً على المرمى من منافسيه. وفي المباراة النهائية يوم السبت الماضي، سدد ليفربول 24 تسديدة على المرمى، مقابل أربع تسديدات فقط لريال مدريد. وكان الفارق الوحيد بين المباراة النهائية وما حدث قبلها هو أننا لم نصل إلى نقطة معينة تقدم فيها ليفربول في النتيجة، وبدا الأمر وكأنه قد حسم اللقاء قبل أن يعود ريال مدريد كما حدث في المواجهات السابقة، كما لم يسجل كريم بنزيمة في هذه المباراة.
لكن ليفربول عانى من تلك المتلازمة الغريبة التي يبدو أنها أصابت جميع منافسي ريال مدريد في مرحلة ما عندما اعتقدوا أنهم الأفضل والأقرب للفوز، قبل أن يفشلوا في القيام بأبسط المهام. لقد تحول اللاعبون أصحاب الخبرات الكبيرة إلى مجموعة من المراهقين أمام خبرات ريال مدريد الهائلة، ووجدوا أنفسهم غير قادرين على فعل أي شيء، فكانوا يخطئون في التمرير، ويرسلون كرات عرضية غير متقنة، ولا يراقبون المهاجمين كما ينبغي، ويتركونهم بمفردهم في أماكن خطيرة بشكل غريب. وحتى المدافعين وحراس المرمى الذين كانوا يتمتعون بالصلابة طوال الموسم انتهى بهم الأمر بالاستلقاء داخل منطقة الجزاء لتصطدم الكرة بأقدامهم بشكل غريب، كما قررت تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) إلغاء الهدف الذي أحرزه بنزيمة بشكل غير مفهوم ولا يمكن لأحد تفسيره!
قد يشير ليفربول إلى أن ساديو ماني سدد كرة في القائم، وأن تيبو كورتوا تصدى لكرتين رائعتين، وأن النادي الإنجليزي كان صاحب الفرص الأكثر، لكن الحقيقة هي أنه لم يكن هناك شعور بأن ليفربول قادر على إدراك التعادل. وحتى عندما كانت الجماهير الإنجليزي تردد بحماس عبارة «لن تمشي وحدك أبداً» في الوقت المحتسب بدل الضائع، فإن ذلك لم يثر حماس اللاعبين بالشكل المطلوب من أجل العودة في المباراة. أما فيما يتعلق بالفرصتين المحققتين اللتين أنقذهما كورتوا، ففي الفرصة الأولى تحرك الحارس البلجيكي من مرماه وألقى بنفسه على قدمي محمد صلاح بينما كان يحاول رفع الكرة من فوقه. في الحقيقة، كانت هناك سرعة وشراسة وقراءة ممتازة للعبة من جانب كورتوا. وجاءت الفرصة الثانية بعد أن صنع صلاح الفرصة لنفسه من لا شيء.
أنشيلوتي وفينيسيوس جونيور صاحب هدف الفوز (إ.ب.أ)
لقد كان صلاح يركز على إحراز هدف بلمسة سحرية، حيث وجه قدمه بزاوية معينة وبدا مستعداً لتسجيل هدف من الأهداف الساحرة التي أمتعنا بها عندما كان في أفضل حالاته قبل فترة أعياد الميلاد. لكن كورتوا وقف له بالمرصاد ومد ذراعه وأبعد الكرة عن المرمى، وأنقذ فرصة محققة. وذهب ثلاثة من لاعبي ريال مدريد إلى كورتوا يقفزون فوقه، في مشهد يعكس تماماً الفرصة الاستثنائية التي أنقذها.
في الحقيقة، يعد كورتوا وكريم بنزيمة هما أفضل لاعبين في صفوف ريال مدريد في النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي يعكس الكثير عما قدمه الفريق هذا الموسم. وما إن أطلق الحكم صافرة النهاية حتى ركض لوكا مودريتش بسرعة نحو كورتوا ليحتضنه، تعبيراً منه عن المستوى الاستثنائي الذي قدمه الحارس البلجيكي. وبالنسبة لكرة القدم على مستوى النخبة في الوقت الحالي، قد يكون حارس المرمى هو الأفضل في مباراة أو اثنتين، لكن من غير المعتاد أن يكون حارس المرمى بهذا القدر الهائل من التركيز طوال الموسم.
لكن لم يكن هذا موسماً عادياً لريال مدريد، الذي نجح في العودة في النتيجة بعد التأخر أكثر من مرة وقدم لحظات من التألق والإبداع عندما كان في حاجة ماسة إلى ذلك. إن الطريقة التي أنقذهم بها كورتوا مراراً وتكراراً تعكس تميز وقدرات هذا الحارس العملاق، لكنها في الوقت نفسه تعكس حقيقة أخرى، وهي أن الفريق الحالي لريال مدريد لم يكن قادراً على التحكم تماماً في زمام الأمور، والدليل على ذلك أنه كان في حاجة ماسة أكثر من مرة لجهود مهاجمه الفذ كريم بنزيمة لاستغلال أنصاف الفرص وهز الشباك، واحتاج إلى مودريتش لاستحضار تمريراته السحرية مراراً وتكراراً، واستفاد كثيراً من الخطر الهائل الذي يمثله فينيسيوس عندما ينطلق في المساحات الخالية خلف مدافعي الفرق المنافسة.
ربما إذا كان لديك عدد كافٍ من اللاعبين الرائعين الذين لا يزالون قادرين على تغيير نتائج المباريات في لحظة واحدة، فهذا يكفي، كما حدث عندما مرر مودريتش تمريرة سحرية بخارج القدم إلى بنزيمة في هدف التعادل في مرمى تشيلسي على ملعب «سانتياغو برنابيو»، وهي اللحظة التي كانت حاسمة في مسيرة الفريق لأنها كانت تتطلب براعة استثنائية في مثل هذا التوقيت القاتل. وعلاوة على ذلك، من الواضح للجميع أن متوسط أعمار لاعبي ريال مدريد مرتفع، كما فشل النادي في التعاقد مع النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي، الذي كان يُنظر إليه لفترة طويلة على أنه يمثل مستقبل النادي، وبالتالي يجب إعادة بناء الفريق، لكن من الواضح للجميع أيضاً أن ثقة لاعبي ريال مدريد في أنفسهم وفي ناديهم لا تزال كبيرة كما كانت دائماً.
وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن «فلسفة» معظم المديرين الفنيين البارزين، وعن الخطط التكتيكية للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة، وعن خطة المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، التي تعتمد على استخلاص الكرة من الخصم في أسرع وقت ممكن، فإن أول مدير فني يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات هو كارلو أنشيلوتي، الذي يتميز بأنه مدير فني يعمل في هدوء وبطريقة عملية تماماً. لقد خسر أنشيلوتي مع إيفرتون أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بخماسية نظيفة، لكنه مع ريال مدريد مختلف تماماً، حيث قاد النادي الملكي للحصول على البطولة الأقوى في القارة العجوز للمرة الرابعة عشرة في تاريخ النادي في إنجاز إعجازي!
وبلقب جديد ومثير في بطولة دوري أبطال أوروبا، أكد أنشيلوتي أنه عاشق الألقاب والأرقام القياسية. وقال أنشيلوتي، إنه يشعر بأن الحظ حالفه بالعودة إلى تدريب ريال مدريد قبل بداية هذا الموسم، كما أشاد بشخصية فريقه الذي نجح في اجتياز أكثر من عقبة صعبة في طريقه إلى النهائي، ثم حقق الفوز الثمين على ليفربول في النهائي.
وأوضح ضاحكاً: «إنني الرجل القياسي… حالفني الحظ بالقدوم إلى هنا في العام الماضي وأن أقدم موسماً رائعاً… كالمعتاد، وجدت نادياً رائعاً وفريقاً مميزاً بالفعل يمتلك إمكانات هائلة وشخصية قوية على المستوى الذهني. أعتقد أن هذا الموسم كان في القمة». وأشار: «أعتقد أننا اجتزنا اختباراً صعباً بالفعل في كل مباراة. الجماهير ساعدتنا كثيراً، خصوصاً في مواجهة الدور قبل النهائي أمام مانشستر سيتي وفي النهائي أمام ليفربول… نشعر بالسعادة فعلاً. حقاً، ماذا يمكن أن نقول؟ لا يمكنني قول المزيد».
[ad_2]
Source link