[ad_1]
«أولويات مصطنعة» تشغل الفضاء الاجتماعي والإعلامي بمصر
من «جواز الترحم» على أبو عاقلة… إلى «غفوة أبو الهول»
الثلاثاء – 16 شوال 1443 هـ – 17 مايو 2022 مـ رقم العدد [
15876]
صورة متداولة على حسابات مصرية بموقع «فيسبوك» قال ناشروها إنها تظهر أبو الهول مغمض العينين
القاهرة: فتحية الدخاخني
«إذا أغلق أبو الهول عينيه، فليهرع كل جنود الفرعون إلى المخابئ، ولا يعودون أبداً فإن رع سيعود وسيفنى البشر»، كلمات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على مدار اليومين الماضيين، مصحوبة بصورة لتمثال «أبو الهول» الأثري الشهير، تبدو فيها عينا التمثال وكأنها مغلقة، ليبدأ الحديث عن «دلائل غفوة أبو الهول»، وسط تساؤلات عن صحة الصورة، بينما سعت وسائل إعلام محلية لمجاراة «الترند» الجديد، عبر نفي شائعات «غفوة التمثال».
ترند «غفوة أبو الهول» جاء ليكمل سلسلة ما وصفه خبراء بـ«الأولويات المصطنعة»، التي انشغل بها الفضاء الاجتماعي والإعلامي في مصر على مدار الأيام الأخيرة، بداية من ترند «ملابس التايجر» الذي صاحب طلاق الفنانة ياسمين صبري، من رجل الأعمال أبو هشيمة، مروراً بقضية «جواز الترحم» على الإعلامية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة، بعد إشارات لديانتها المسيحية، ليتجاهل مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي القضية الأساسية، المتعلقة بقتلها، وهي ترتدي الدرع الذي يحمل شارة الصحافة، إلى ما إذا كان يمكن الترحم عليها، ووصفها بـ«الشهيدة».
وقتلت أبو عاقلة في جنين الأربعاء الماضي، أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية، وأكد الجيش الإسرائيلي أن هناك احتمالاً بأن «يكون جندي من صفوفه أطلق الرصاص عليها من بندقية ذات منظار تليسكوب»، ورغم إصدار مؤسسة الأزهر الشريف بياناً رسمياً نعت فيه أبو عاقلة، فإن هذا لم يحسم الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن جواز الترحم عليها من عدمه.
«الرغبة في ركوب الترند» هي السبب في انشغال الإعلام بمثل هذه القضايا، بحسب فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي والمحاضر بالجامعة الأميركية، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «وسائل الإعلام أصبح هدفها اللحاق بالترند، حتى لو كان غير منطقياً كقصة أبو الهول، أو مصطنعاً كقصة الترحم على شيرين أبو عاقلة، فالإعلام يعتبر نفسه مقصراً لو لم يتابع الترند». ويوضح رمزي أن «بعض الجهات تستغل ظهور قضايا معينة على السطح، لتحاول توجيه الرأي العام في اتجاه آخر يخدم أفكارها كما حدث مع أبو عاقلة»، مضيفاً: «للأسف لم يعد الإعلام يصنع الترند، ولا يوجه الرأي العام نحو القضايا الجادة». ويتفق الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، مع الرأي السابق، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «مواقع التواصل الاجتماعي باتت تساهم في وضع أجندة الرأي العام، وتجرّ خلفها وسائل الإعلام». ويرصد صادق أن «نسبة معتبرة من الرأي العام لمصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، تبدو منشغلة بقضايا الدين والجنس والمرأة، أكثر من أي قضايا أخرى، لذلك من الطبيعي أن تتحول هذه الأمور إلى ترند، خاصة مع وجود تيارات وجهات تحاول توجيه الترند لخدمة مصالحها، كما حدث مع مسألة جواز الترحم على أبو عاقلة، التي لا تخدم سوى إسرائيل». ويأتي انشغال رواد لمواقع التواصل الاجتماعي بهذا النوع من القضايا في مصر، وسط ترقب لأزمة ارتفاع الأسعار، وتراجع عائدات السياحة نتيجة الأزمة الروسية – الأوكرانية، وهي القضايا التي تراجعت مساحات التغطية، مقابل الاهتمام بـ«ترند جديد». ويرجع صادق السبب إلى «رغبة الناس في الهروب من مشكلاتها اليومية، أو محاولة الإلهاء عن القضايا الرئيسية، فوسط الأزمة الاقتصادية، وعدم القدرة على انتقاد مباشر لبعض الجهات، يجد الناس ضالتهم في قضايا مصطنعة وتبدو تافهة، لكنها ربما محاولة للتنفيس عما يعانون من مشكلات، والهروب منها».
مصر
أخبار مصر
[ad_2]
Source link