[ad_1]
وكان غريفيثس قد أجرى زيارة إلى موسكو وكييف في الأسابيع الماضية بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لاستكشاف إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار بين الجانبين لأغراض إنسانية.
وفي مؤتمر صحفي من المقر الدائم اليوم الاثنين، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية للصحفيين في نيويورك إن الهدف من زيارة موسكو وكييف كان للتأكد من أن السلطات الروسية والأوكرانية “على دراية بتطلعاتنا لتحقيق وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية.”
وأوضح أن كلمة “وقف إطلاق نار” ليست محبّذة في كثير من الأحيان، ولذلك يتم تسليط الضوء على “وقفات لأغراض إنسانية وهدنات.”
وأشار إلى أن وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية بشكل نموذجي يجب أن يغطي جميع أنحاء البلاد، ولكن في حالة فشل ذلك، يمكن تطبيقه على حيّز المكان والزمان، “وهذا ليس المسار القطري الوحيد الذي بذلنا فيه هذا المجهود.”
والجزء الآخر من مهمته، كان لمناقشة الطرق الممكنة التي يمكن من خلالها تحسين ما يُسمّى بنظام الإخطار الإنساني – وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه تحركات الممر الآمن والممرات والقوافل في أوكرانيا.
وتحدث عن الطرق التي يمكن من خلالها تحسين معدل نجاح هذه الترتيبات.
وقال: “بلا شك ليس لدينا وقف لإطلاق النار متحقق. تطرقت مع الرّوس إلى الكثير من التفاصيل حول ذلك، واستمروا في قطع الوعود بأنهم سيعودون إليّ بشأن تفاصيل تلك المقترحات.”
كما طلب من الجانبين الاتفاق على ترتيب حيث يمكن من خلاله للطرفين، الروسي والأوكراني، اللقاء باجتماع تنظمه الأمم المتحدة – بشكل افتراضي أو وجها لوجه في أي وقت – لبحث القضايا الإنسانية.
وتابع غريفيثس يقول: “ربما مراقبة وقف إطلاق النار، أو ربما الممرات – الممرات الآمنة – أو ربما الأولويات الإنسانية.”
دور تركيا مهم
سيتوجه غريفيثس إلى تركيا هذا الأسبوع للقاء الرئيس رجب طيّب أردوغان. وكان الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، قد تحدث هاتفيا مع الرئيس أردوغان يوم الأحد (17 نيسان/أبريل).
وردّا على سؤال يتعلق بدور تركيا في المحادثات، قال غريفيثس: “أنا معجب حقّا بالدور الذي تلعبه تركيا. وأنا أتحدث كوسيط سابق في الأزمات، بما في ذلك في تركيا وأنا معجب بالطريقة التي تقدر فيها تركيا على تقديم نفسها إلى الطرفين كمضيف قيّم ومفيد لهذه المحادثات مع جميع المصاعب التي رأيناها في الأسبوع الماضي.”
وأعرب عن أمله في أن تستضيف تركيا “مجموعة الاتصال الإنسانية” خاصة المتعلقة بالقضايا الإنسانية، وقد وافق الجانب الأوكراني عليها، وأعرب غريفيثس عن أمله في أن يوافق الجانب الروسي عليها أيضا.
وقال: “لا توجد وساطة جارية بالفعل بين الروس والأوكرانيين بالطريقة التي نفهمها.. لكن الأتراك هم الأقرب إليها، كما أعتقد، من بين جميع الأعضاء.”
وأشار إلى أنه سيبحث في تركيا الطريقة التي يمكن للأمم المتحدة أن تساهم في هذه العملية.
غوتيريش يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني عاجل
وفي سياق متصل وعقب مؤتمر غريفيثس الصحفي، ذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن السيد أنطونيو غوتيريش قد دعا مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا للسماح بإيصال المساعدات المنقذة للحياة وكذلك عمليات الإجلاء.
يأتي هذا النداء في أعقاب الهجمات على المدن في جميع أنحاء البلاد – كان آخرها لفيف ودنيبرو وخاركيف وميكولايف – مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين والدمار.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك إن السيد غوتيريش كان قلقا للغاية بشأن استمرار الوضع الإنساني المروع في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.
“يحث الأمين العام بشدة جميع الأطراف على تفعيل وقف إطلاق نار إنساني عاجل وفوري، مما سيمكن من التشغيل الآمن والمأمون للممرات الإنسانية، ويساعد على إجلاء السكان المدنيين، وكذلك تقديم المساعدة الإنسانية والطبية المنقذة للحياة“، كما قال السيد دوجاريك، متحدثا خلال إحاطته الإعلامية اليومية في مقر الأمم المتحدة.
وشدد على أنه “يجب إعطاء فرصة للمفاوضات الحقيقية للنجاح وتحقيق سلام دائم”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم مثل هذه الجهود.
أوكرانيا توافق على معظم المقترحات
وبحسب ما جاء على لسان وكيل الأمين العام للشؤون الغنسانية مارتن غريفيثس، اليوم، فإن السلطات الأوكرانية وافقت على معظم المقترحات التي قدّمها، “ولم نحصل حتى الآن على نفس الاستجابة من الاتحاد الروسي.”
وأوضح أن السلطات الأوكرانية وافقت على ما يُسمّى بمجموعة الاتصال الإنسانية، وعلى فكرة وقف إطلاق النار، “كوقفات محلية، اعتمادا على الظروف.”
وأضاف يقول للصحفيين في المقر الدائم: “اقترحتُ أنه إذا كانت هناك أي فرصة لتحسين الإجلاء الآمن للمدنيين في ماريوبول، فلا يمكن القيام بذلك على أساس يومي. نعلم ذلك من جميع أنحاء العالم، حيث حاولنا القيام بذلك. أنتم بحاجة إلى نافذة مدتها ثلاثة أيام على الأقل لتمكين حدوث عمليات إجلاء آمنة ومناسبة، وحتى الآن لم نتوصل إلى اتفاق بشأن ذلك من الجانب الروسي.”
رؤية الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار
ردّا على أسئلة تتعلق بالتوصل إلى وقف إطلاق النار وموقف روسيا منه، قال المسؤول الأممي: “أعتقد من العدل أن نقول إنه الآن – إذا كان بالإمكان التحدث نيابة عن السلطات الروسية – فهم لا يضعون وقف إطلاق النار المحلي على رأس الأجندة. ليس بعد.”
وشدد على أن ما أراد فعله هو التحديد للطرفين رؤية الأمم المتحدة لما يُعتبر وقفا محليا لإطلاق النار، وكيف ستتم مراقبته، ومدى الاستعداد للمضي قدما بمجرد توفر الفرصة.
وتابع يقول: “لقد قدمنا للطرفين بعض المفاهيم، أحدها عن خيرسون، وبعض المفاهيم التي ذكرتها سابقا، لكنني أعتقد أن الوقت لم يحن بعد. ربما سيحين الوقت عند حلول عيد الفصح والذي سيحلّ علينا بحسب التقويم الشرقي في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة. ولكن الأهم من ذلك، آمل في أن نكون مستعدين أولا لانتهاز أي فرصة سانحة لوقف القتال.. في مكان وزمان محددين.”
وأشار إلى أن إحدى المشاكل في الوقت الحالي تتعلق بالممرات، أي حركة القوافل، وهي أن الطرفين لا يجلسان معا ويلقيان باللوم على بعضهما البعض.
“إذا لم يتواجد هذا النوع من المسؤولية – ونعلم ذلك من (تجربة) سوريا واليمن – فلن يجدي الأمر نفعا.”
وأورد اليمن كمثال “رائع” حيث تحقق وقف لإطلاق النار هناك.
وقال: “فيما يتعلق بأوكرانيا، أولا – وأعلم ذلك من خلال مناطق أخرى – علينا أن نكون مستعدين، يحب أن نكون مستعدين ونحدد الأماكن ونعرف الأشخاص والفرص والمخاطر. ثانيا، لا يمكن رؤية وقف إطلاق النار الآن في الأفق، قد يتسنّى ذلك بعد عدة أسابيع أو أكثر بقليل.”
وأشار إلى أن ذلك يعتمد على أمرين: “الحرب طبعا، إلى أين هي ذاهبة؟ والمحادثات.. ويجب أن نراقب المحادثات بعناية كبيرة. وهنا تأتي الرحلة إلى تركيا هذا الأسبوع.”
الأمل هو عملة الوسيط
قال مارتن غريفيثس للصحفيين إنه عندما بدأ عمله في الوساطة اليمنية، قال خلال أول إحاطة له في مجلس الأمن إن “الأمل هو عملة الوسيط.”
“بالطبع عندما تحدث الفظائع لا يمكن الاستمرار في العمل كالمعتاد. ولكن يتعيّن عليك العودة إلى الطاولة في وقت ما، وآمل في أن يكون ذلك عاجلا وليس آجلا.”
وأكد أن تركيا منخرطة في محاولة إخراج الناس من ماريوبول، وتبذل جهدا بحريا أو تسعى لإنشاء ممر بحري لإخراج 800 شخص من ماريوبول.
ومن غير المعلوم بعد عدد الأشخاص الذين ثمة حاجة لإجلائهم من ماريوبول.
وقال غريفيثس: “سيكون المشهد في ماريوبول صادما، لكل واحد منا. سيكون مشهدا صادما من حيث تدمير المدينة وفيما يتعلق بما قد نكشف عن حدوثه هناك.”
وفي فترة الأعياد، دعا غريفيثس إلى “الصلاة من أجل أن تفهم الأطراف الدمار الذي يحدث نتيجة لغزو أوكرانيا.” كما دعا – خاصة الاتحاد الروسي – إلى أن تكون لديه الرغبة والتقبّل أكثر للسماح بدخول القوافل وخروجها في المناطق التي تحتاج إلى المساعدة.
وخلال جولته في أوكرانيا، توجه غريفيثس إلى بوتشا وإربين، وأشار إلى أهمية إعادة البناء. وقال إنه سأل عُمدة إربين عن المدة الزمنية التي سيستغرقها تجهيز المنطقة لإعادة تسكين السكان بعد أن دمرت البنية التحتية فيها وسوّيت أحياء مدنية بالأرض؟ فأخبره العمدة أن الأمر سيتطلب سنة ونصف.
وقال غريفيثس: “لا يمكننا أن نسمح أن يستغرق الأمر هذه المدة.”
وفي بوتشا، قال غريفيثس للصحفيين إنه رأى عددا من المقابر الجماعية هناك.
عودة الأوكرانيين إلى البلاد
ردّا على سؤال يتعلق بعودة عشرات الآلاف من الأوكرانيين إلى أوكرانيا، وما إذا كان من الأفضل أن يبقوا خارج البلاد الآن، قال غريفيثس: “أعتقد أنه من الصعب لأي شخص أن يقف في طريقهم إذا أرادوا العودة، يجب أن يتمتعوا بهذا الحق، وهذا يعني أنه يجب علينا الاستعداد بالحد الأدنى على الأقل وتقديم الدعم لتسهيل الطريق أمامهم.”
ثمّة أكثر من ستة ملايين شخص من النازحين داخليا، وسينضم العائدون إليهم.
وأشار غريفيثس إلى وجود 1,300 من طواقم الأمم المتحدة في أوكرانيا الآن، وتنتشر الطواقم في الشرق وغرب البلاد، والآن هم بحاجة إلى التكيّف مع مناطق ربما سيتم استخدامها لإيواء العائدين من ألمانيا في شمال شرق البلاد.
تأثير الحرب على مناطق خارج أوكرانيا
تطرق غريفيثس إلى أربع نقاط حول تأثير الحرب على المناطق الواقعة خارج أوكرانيا.
أولا، ازدياد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بسبب ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والحبوب وغيرها. ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن ما يصل إلى 47 مليون شخص إضافي سيصبحون على الأرجح بحاجة إلى مساعدات إنسانية على مستوى العالم، وهذا علاوة على 200 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة. وهذه زيادة قدرها 25 في المائة عبر العالم.
ثانيا، ظهور أزمات جديدة وانعدام الاستقرار بسبب ارتفاع الأسعار وهو ما يثير القلق.
ثالثا، ارتفاع تكلفة عمليات الأمم المتحدة.
رابعا، احتمالية الضغط على تمويل أزمات أخرى بسبب أوكرانيا.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على حدوث ذلك حتى الآن، بفضل التزام الأطراف الممولة، إلا أن الأمم المتحدة قلقة.
وأشار غريفيثس إلى أن ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، شدد على أهمية إبقاء شريان الحياة “أوديسا” مفتوحا للعالم.
وسيتوجه غريفيثس إلى القرن الأفريقي في أيار/مايو للاطلاع على الأوضاع هناك مع زيادة حدّة الجفاف.
[ad_2]
Source link