[ad_1]
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الفئات السكانية الضعيفة من أسوأ آثار الفيضانات.
فجنوب السودان – بلد هش يسعى جاهدا للتغلب على التحديات السياسية والاقتصادية منذ حصوله على الاستقلال في عام 2011 – لكنه شهد أسوأ فيضانات على الإطلاق في عام 2021، وتأثر أكثر من 835,000 شخص، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأدى هطول الأمطار بشكل قياسي في السنوات الثلاث الماضية وفيضان الأنهار إلى إغراق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في ثماني ولايات ومنع الناس من الزراعة.
وفي تصريحات من جنيف، قال آندرو هاربر، مستشار مفوضية اللاجئين الخاص المعني بالعمل المناخي: “يُعتقد أن ما يقرب من 800,000 رأس من الماشية قد نفقت. وقد أدى ذلك إلى القضاء على زراعة الكفاف التي تعتمد عليها معظم المجتمعات للبقاء على قيد الحياة، وزاد انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير.”
تأثر المجتمعات بشدة
بحسب المفوضية، تأثرت 33 مقاطعة من بين 79 بشدة بمياه الفيضانات، التي لم تنحسر بشكل ملحوظ منذ الموسم المطير الأخير. وظهرت الآثار قاسية بشكل خاص في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، حيث نزح آلاف الأشخاص، بينما تقطعت السبل بآخرين في مجمعات محاطة بالسدود، حيث حاولوا منع تسرب مياه الفيضانات باستخدام الطين والعصي والأغطية البلاستيكية.
ستزداد مثل هذه الحوادث المناخية سوءا في المستقبل، حيث تصبح الظواهر المتطرفة هي القاعدة وليست الاستثناء
وقال السيد هاربر: “ستزداد مثل هذه الحوادث المناخية سوءا في المستقبل، حيث تصبح الظواهر المتطرفة هي القاعدة وليست الاستثناء. على الصعيد العالمي، أصبحت الفيضانات وحالات الجفاف أكثر تواترا وشدة.”
وأشار هاربر إلى أن البلدان النامية مثل جنوب السودان، تساهم بأقل قدر من انبعاثات الكربون، لكنها تتأثر بشكل غير متناسب.
شهادة حية على تأثير الفيضانات
خلال زيارة استغرقت خمسة أيام في وقت سابق من هذا الشهر، قام هاربر بجولة في أولد فانغاك وملكال وجامجانج وبنتيو، حيث شاهد بأم عينه الأثر البشري للفيضان.
وقال: “سافرت أيضا إلى مخيم ييدا للاجئين الذي يقع- على النقيض من ذلك – في براثن الجفاف.”
وأشار إلى أن الوصول إلى السكان الأكثر ضعفا هو عقبة رئيسية أمام الإغاثة الإنسانية. إذ إن البنية التحتية للطرق ضعيفة أو معدومة، مما يجعل من الصعب على الدعم الخارجي الوصول إلى المواقع النائية مثل أولد فانغاك حيث يكون مهبط الطائرات السابق مغمورا بالكامل بالمياه وغير صالح حاليا للهبوط.
وقال إنه على الرغم من التحديات المتعددة، كان السكان كرماء للغاية مع أولئك الذين نزحوا بسبب العنف أو الأحداث الجوية الخطرة، وغالبا ما يتشاركون الموارد الضئيلة لديهم. مع ذلك، فهم بحاجة إلى دعم مستدام لتجنب العواقب الوخيمة.
وقال: “في أولد فانغاك، قابلتُ امرأة نازحة مرتين في السبعينيات من عمرها، قضت أيامها في غارقة في مياه الفيضانات العكرة، وتسدّ بيأس المسامات بالعصي والوحل، لمنع المياه من غمر المجمع الصغير الذي يأوي عائلتها. مشهد يفطر القلب.”
حاجة إلى بناء الحواجز
قبل هطول الأمطار، قال سكان أولد فانغاك الذين تقطعت بهم السبل إنهم بحاجة إلى مضخات مياه لإنقاذ مجتمعاتهم. وهناك حاجة أيضا إلى المعدات الثقيلة لإنشاء حواجز قوية للفيضانات وبناء تلال لإبقاء مواشهم فوق سطح المياه.
نعلم أننا إذا لم نتحرك الآن، فإن التكلفة ستكون باهظة، مع عواقب إنسانية مدمرة
يُذكر أن مفوضية اللاجئين قدمت الأغطية البلاستيكية والمعاول والمجارف وأكياس الرمل للمساعدة في تعزيز دفاعات السكان ضد الفيضانات، ودعم العائلات التي نزحت إلى ملكال وبلدات أخرى.
وقال هاربر: “إذا لم نقم بزيادة دعمنا لشعب جنوب السودان، فإن أزمة المناخ – إلى جانب استمرار انعدام الأمن – يعني أن الموارد ستتقلص أكثر، مما يترك الناس بلا وسيلة للبقاء على قيد الحياة. نحن نعلم أننا إذا لم نتحرك الآن، فإن التكلفة ستكون باهظة، مع عواقب إنسانية مدمرة.”
وشدد على أن المطلوب هو اتخاذ إجراء سريع “لتجنب الخسائر المتزايدة، وضمان استعدادنا بشكل أفضل، وتأمين مستقبل قابل للعيش ومستدام للجميع.”
[ad_2]
Source link