[ad_1]
وطبقا لبيان صادر من منظمة اليونيسف، “فإن هناك تقهقرا في الكفاح لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وسيؤدي ذلك إلى تبعات فظيعة على ملايين البنات في المناطق التي تنتشر فيها هذه الممارسة. فعندما لا تتمكن البنات من الوصول إلى الخدمات الحيوية والمدارس والشبكات في مجتمعاتهن المحلية، يزداد الخطر زيادة كبيرة بأن يتعرّضن لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث مما يهدد صحتهن وتعليمهن ومستقبلهن.
وإذ نحتفل باليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ونشارف على إنهاء سنتين من العيش وسط الجائحة، يجب أن نعيد الالتزام بالقيام بعمل منسّق وممول جيدا للعودة إلى المسار المنشود وإنهاء هذه الممارسة في كل مكان”.
ووفقا لأحدث بيانات اليونيسف فإن هناك ما لا يقل عن 200 مليون فتاة وامرأة بالعالم على قيد الحياة اليوم قد خضعن لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية. وتواجه مليونا فتاة إضافية خطر هذه الممارسة بحلول عام 2030 بسبب جائحة كوفيد-19، مما سيؤدي إلى تراجع بنسبة 33 في المائة في التقدّم الذي تحقَّق لإنهاء هذه الممارسة المؤذية.
في عام 2012، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 6 شباط/فبراير يوما عالميا لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، بهدف تكثيف الجهود وتوجيهها من أجل القضاء على هذه الممارسة. يحمل موضوع احتفالية عام 2022 عنوان “الوفاء بالوعد العالمي بتسريع الاستثمار لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”.
وفي هذا التقرير يلقي مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب الضوء على حملات منظمة اليونيسف بمصر لمواجهة ختان الإناث:
تعمل منظمة اليونيسف للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (أو ما يعرف في مصر بختان الإناث) تماشيا مع إحياء المجتمع الدولي لليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث بهدف إنقاذ أكثر من 3 ملايين فتاة سنويا من تشويه أعضائهن التناسلية. وفي مصر تنفذ اليونيسف حملة (احميها من الختان) للتوعية بخطورته على الفتاة وأسرتها.
تقول الزوجة لزوجها: “سلوى ستنوي ختان بناتها النهار ده وأنا أفكر أختن بناتي كذلك”.
يرد الزوج: “نحن لسنا لنا علاقة بهؤلاء يا منال، وأنت تعلمين أن الختان لن يحافظ على عفتهن، فكيف تصممين على ذلك، على الرغم مما ذكرته لك عما حدث لأختي، وبعد أن سألنا الأطباء والشيوخ”.
البنت تصرخ عندما تدخل عليها الداية التي ستختنها وتقول لأمها: “أنا لست مريضة”، وتصرخ في وجه أمها وخالتها والداية اللاتي يحاولن تختينها بالقوة فيما تسرع أختها لتستنجد بأبيها الرافض للختان لإنقاذ أختها زينة.
“كثير من البنات والسيدات في مصر تعرضن للختان وهو جريمة لا قانون ولا دين ولا طب يوافق عليها”
(قل لا واحم ابنتك من الختان)
(احميها من الختان)
وترفع احتفالية هذا العام شعار “الوفاء بالوعد العالمي وتسريع الاستثمار لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”. ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إعادة تخيل عالم يمكّن الفتيات والنساء من التعبير عن أنفسهن والتحكم في حياتهن. وهذا ما دعت إليه الفنانة دنيا سمير غانم سفيرة النوايا الحسنة لدى يونيسف مصر:
“نحن في عام 2022، وللأسف هناك بنات في مصر والعالم يتعرضن لجريمة الختان البشعة التي يستمر أثرها النفسي على الفتاة وجسدها طول العمر، ولا يصح أن تستمر هذه الجريمة في مجتمعاتنا، خاصة وأن القانون الذي يجرمها يتم تفعيله. ولكن الأمر يحتاج إلى وعي المجتمع بخطورتها، وأنا من خلال عملي بيونيسف مصر أشاهد قصصا كثيرة ملهمة لبنات قررن أن ما حدث لهن من الختان لا يحدث مستقبلا لغيرهن من الفتيات، وواجهن بكل شجاعة تلك العادة السيئة المفروضة عليهن منذ الولادة. واليوم هو فرصة كي نوجه تحية لكل أم حمت بناتها من تلك الجريمة، ولكل بنت رفضت أن تكون الضحية القادمة وأصبحت بطلة تدافع عن غيرها من البنات، لأن من حق كل بنت أن تعيش في أمان”.
ويعد ختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية انتهاكا لحقوق الفتيات، ويعكس عدم المساواة المتجذرة بين الجنسين، وهو شكل متطرف من التمييز ضد النساء ويرفضه الدين الإسلامي الذي كرم المرأة والفتاة، كما يقول الشيخ خالد إبراهيم، عضو مجمع البحوث الإسلامية:
“الدين كرم المرأة أيما تكريم بأن قال جمهور العلماء لم يصح حديث بفرض على ولي الأمر أن يختن ابنته، وهذا أمر رفضه الشرع الإسلامي الحنيف. وقرر العلماء ضرورة الأخذ برأي العلم والطب في هذا المجال، الذي يؤكد ضرورة الابتعاد كليا عن هذه الجريمة وأن يتقوا الله في البنت والأنثى، وألا يلحقوا بها ضررا يؤثر عليها نفسيا ومعنويا وحتى بدنيا، وأن تعيش حياتها كاملة آمنة في كل مراحلها”.
ويقول القس هرمينا عبد الكريم ممثل كنيسة السيدة العذراء إن الختان لم يذكر من قريب أو بعيد في الكتاب المقدس لا في العهد القديم ولا حتى في الجديد، ومضى قائلا:
“الدين المسيحي ليس له علاقة بختان الإناث، ولم يذكر في الكتاب المقدس لا في العهد القديم أو الجديد. وهذا يتماشى مع ما يقوله الأطباء بأن الفتاة تتأثر بها نفسيا وجسديا بشكل كبير يؤثر عليها في جميع مراحل حياتها. والرسالة التي أريد إيصالها هي أنه لا توجد علاقة بين الختان وفضائل العفة والطهارة التي يكتسبها الإنسان دينيا وروحيا”.
وتختلف أسباب إجراء عملية ختان الاناث من منطقة لأخرى، وتشمل الأسباب مزيجا من العوامل الاجتماعية والثقافية داخل العائلات والمجتمعات. لكن الثابت أن هذه الممارسة الضارة تنتهك حقوق الفتاة في الصحة والأمن والسلامة الجسدية، وتنتهك حقها في عدم التعرض للتعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وحقها في الحياة بالنسبة للحالات التي يؤدي فيها الختان للوفاة، وهذا ما أكده لنا بعض المواطنين:
“عندما أجروا لي عملية الختان كنت في الصف الخامس، وكنت أدرك أن ما يحدث لي جريمة، ولكن كنت مجبرة على ذلك بدعوى أن هذا من قبيل العفة والشرف. أما الآن فقد اختلف الوضع بالنسبة لي. وأرفض بشدة جريمة الختان لبناتي، حتى لو اختلفت مع زوجي وأهله”.
“هي عادات توارثناها، ولكن لم ندرك أن الختان جريمة تجلب الأمراض، ويؤثر على صحة الأنثى قبل وبعد الزواج حتى وفاتها. والغريب أن ولي الأمر الذي يوافق على هذه الجريمة يتكبد أموالا كمن ذهب ليشتري الموت لابنته بماله”.
بمناسبة اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، تُحذِّر منظمة اليونيسف من أن جائحة فيروس كورونا تُهدِّد بتراجع بنسبة 33 في المائة في التقدّم الذي تحقَّق لإنهاء هذه الممارسة المؤذية وتشير اليونيسف إلى أن ضمان إمكانية حصول الفتيات على التعليم والرعاية الصحية والعمل يعد أمرا حاسما لتسريع القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والسماح لهن بالمساهمة في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية منصفة.
خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة
[ad_2]
Source link