[ad_1]
مانشستر يونايتد… قصة نادٍ يقدم مستويات سيئة ويمنح لاعبيه أعلى الرواتب
الخروج من دوري الأبطال كان أحدث مثال على تفكك الفريق وكشف عدم وجود رؤية واضحة للمستقبل
الاثنين – 18 شعبان 1443 هـ – 21 مارس 2022 مـ رقم العدد [
15819]
مشهد انكسار لاعبي مانشستر يونايتد بات متكرراً ودليلاً على الخلل في إدارة النادي (إ.ب.أ)
لندن: بارني روناي
قال أحد الشعراء الإنجليز في العصور الوسطى: «هذه الحجارة الجدارية عجيبة، فقد حطمتها الأقدار، كما تم تحطيم الأرصفة، وعمل العمالقة آخذ في الاضمحلال».
في الحقيقة، لم يحب الشعر الإنجليزي في العصور الوسطى شيئاً أفضل من «الخراب الجميل»، إن جاز التعبير، فكان يتطرق إلى أشياء مثل التعفن المكسو بالطحالب، والعظمة المحتضرة، والمدفأة الفارغة. لكن لكي أكون منصفاً، يجب أن أشير أيضاً إلى أن إنجلترا في العصور الوسطى كانت أيضاً باردة ورطبة وعرضة للقتال العنيف!
وبالتالي، لو كان الشعراء الإنجليز في العصور الوسطى موجودين اليوم، فإنهم كانوا سيجدون بكل تأكيد مادة دسمة لتناول الوضع الحالي لمانشستر يونايتد: التلويح بالأذرع، والوجوه المعذبة، والحزن الغريب لتلك الأضواء البيضاء الباردة في منتصف الأسبوع.
وقبل يوم واحد من الخسارة أمام أتلتيكو مدريد بهدف دون رد في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، وهي الخسارة التي لا تلقي بظلالها على الموسم الحالي للفريق فحسب، ولكن على الموسم المقبل أيضاً، تم تداول الأخبار التي تفيد بأن ملعب «أولد ترافورد» قد تتم تسويته وإعادة بنائه من الألف إلى الياء.
ربما يكون هذا منطقياً من الناحية الاقتصادية، لكن هناك قلقاً كبيراً فيما يتعلق بالشكل الجمالي لهذا الملعب الرائع. لكن ما يحدث في مانشستر يونايتد هو نتيجة طبيعية للإنفاق الزائد وقلة المردود على أرض الواقع، الذي يعني أن مانشستر يونايتد لن يفوز بأي بطولة مرة أخرى هذا العام. ويبدو أن الرياضة على مستوى النخبة، أو على الأقل الجزء الذي نراه على أرض الملعب، لا يزال يخضع لشكل من أشكال المنطق.
لا أعني بهذا توجيه انتقادات إلى مانشستر يونايتد وحده، فهناك أندية أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز تدار بطريقة مثيرة للسخرية. لكن الموضوع هنا هو تجربة ملعب «أولد ترافورد» الفريدة في كرة القدم على مستوى النخبة، وهو الأمر الذي يعكس قبل كل شيء قصة المستوى المتراجع، وقصة الجشع الذي يُقابل بالمكافأة.
لقد فشل مانشستر يونايتد خلال السنوات الخمس الماضية في الفوز بأي بطولة. وخلال تلك الفترة، تعاقد النادي مع ثلاثة مديرين فنيين بشكل مثير للضحك، وتعاقد مع عدد من اللاعبين البارزين بمبالغ فلكية من دون أي دراسة واضحة لكيفية الاستفادة من هؤلاء اللاعبين معاً بشكل جماعي يصب في مصلحة الفريق في نهاية المطاف. كما حاول النادي الانضمام إلى بطولة دوري السوبر الأوروبي، واتخذ قراراً ربما يهدف إلى إلهاء الناس عما يحدث داخل الفريق من خلال التعاقد مع لاعب يبلغ من العمر 37 عاماً – كريستيانو رونالدو – ومنحه راتباً أسبوعياً يصل إلى نصف مليون جنيه إسترليني!
فما الرسالة، كما نقول في صحافة كرة القدم، التي كانت ستصل إلينا لو أدى هذا الفشل الذريع في كل المستويات داخل النادي إلى تحقيق النجاح في نهاية الأمر؟ وعلاوة على ذلك، فإن المشكلة الكبرى تتمثل في أن انهيار مانشستر يونايتد يزداد بمرور الوقت، ويكفي أن نرى ريو فرديناند وبول سكولز، جالسين مثل الآلهة القديمة الحزينة حول منضدة تحليل المباريات على شاشة التلفزيون، وهما يتحدثان عن حلول مفرطة في البساطة لهذه المشاكل المعقدة والمتراكمة التي يعاني منها النادي منذ سنوات.
وظل سكولز يؤكد خلال النقاشات بعد المباراة أن «المدير الفني الجيد حقاً» يمكن أن يحل مشاكل مانشستر يونايتد على أرض الملعب، بل وكان هناك تلميح إلى الهوس بالماضي، في ظل الحديث عما كان يحققه الفريق تحت قيادة المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون. يتعين على مانشستر يونايتد أن يدرك حقيقة أنه لم تعد الأندية تحكمها شخصية واحدة، وأن النجاح ينبع من اتباع سياسة مدروسة وواضحة.
لكن سكولز كان محقاً في رأيه بشأن المدير الفني، فمنذ اعتزال السير أليكس فيرغسون، تعاقد مانشستر يونايتد مع ثلاثة مديرين فنيين – بما في ذلك ديفيد مويز وأولي غونار سولسكاير ورالف رانغنيك – لم يفوزوا من قبل بأي بطولة للدوري. لقد فشل أيضاً الهولندي الخبير لويس فان غال والبرتغالي المتفرد جوزيه مورينيو في تحقيق نجاح فوري، ولا يبدو حتى الآن أن الألماني رانغنيك الذي جاء في مهمة إنقاذ وبشكل مؤقت سيترك بصمة واضحة على مستوى ونتائج الفريق. لقد فشل في إقناع عشاق النادي بأن لديه خطة واضحة لحل المشاكل الكبيرة التي يعاني منها الفريق. كان مسؤولو مانشستر يونايتد يعتقدون أن مجرد التعاقد مع مدير فني ألماني صارم سيعيد الفريق إلى المسار الصحيح، لكن اتضح أن الأمر ليس بهذه السهولة.
لقد وُصف الفريق الحالي لمانشستر يونايتد مراراً وتكراراً خلال هذا الأسبوع بأنه «أغلى فريق تم تجميعه على الإطلاق»، لكن هذا يتجاهل حقيقة دفع مبالغ زائدة للاعبين يتم تقديرهم وتقييمهم بشكل مبالغ فيه.
يعد هاري ماغواير هو أغلى مدافع إنجليزي بفارق كبير عن باقي نظرائه في الدوري وربما أوروبا… فهل هو حقاً أفضل مدافع؟ بل هل هو حتى مدافع جيد جداً؟ إنه لاعب يؤدي بحماس ولعب بشكل جيد مع هال سيتي (54 مباراة) ومع ليستر سيتي (69 مباراة) قبل أن يقرر مانشستر يونايتد التعاقد معه وجعله أغلى مدافع إنجليزي في التاريخ.
لقد عانى اللاعبون من هذا الارتباك، وكانت هناك أحاديث كثيرة بعد الخسارة المؤلمة أمام مانشستر سيتي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد عن وجود لاعبين لا يحاولون تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، فضلاً عن توتر الأجواء داخل غرفة خلع الملابس.
وقد أشار رانغنيك بعد هذه المباراة التي أخرج فيها رونالدو من حساباته، إلى أنه لا يعلم ما إذا كان هدافه البرتغالي سعيداً في مانشستر يونايتد أم لا، ما أثار التكهنات بشأن وضع اللاعب ومستقبله في أولد ترافورد.
عاد رونالدو هذا الموسم إلى يونايتد بعد رحيله في عام 2009 إلى ريال مدريد الإسباني، وبدا غير راضٍ عقب إبقائه على دكة البدلاء مرات عدة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية على وجه التحديد، بدا النجم البرتغالي في حالة بدنية تعكس عمره الحقيقي، وبالتالي، أصبح وجوده داخل الملعب يمثل مشكلة تكتيكية لأي مدير فني، خصوصاً إذا كان مثل رالف رانغنيك الذي يعتمد على الضغط العالي والمتواصل على الفريق المنافس. ويجب الاعتراف بأن رونالدو لم يعد يقدم المستويات نفسها التي كان يقدمها من قبل. لكن على الرغم من أنه فقد كثيراً من قدراته، فإنه ما زال يمتلك الكثير أيضاً.
الحقيقة هي أن اللاعبين ليسوا سيئين من الناحية الشخصية، وأن مانشستر يونايتد يمكن أن يخسر، لأنه ليس جيداً داخل الملعب، كما يحدث مع بعض الأندية الأقل شهرة. عندما سجل أتلتيكو مدريد هدف الفوز الأسبوع الماضي، بدا ماغواير وزميله بالدفاع ديوغو دالوت تائهين وعاجزين وغير قادرين على مواجهة لاعبي النادي الإسباني الأكثر قوة ومهارة. فهل يعود السبب في هذا إلى بعض المشاكل الثقافية العميقة في غرفة خلع الملابس؟ أم أن السبب في ذلك يعود إلى أن ماغواير ودالوت قد طُلب منهما اللعب من دون وجود أي خطة واضحة أو نظام مدروس؟
وفي وقت لاحق، وبينما كان مانشستر يونايتد يسعى للعودة في نتيجة المباراة، أشرك رانغنيك كلاً من نيمانيا ماتيتش وإدينسون كافاني وخوان ماتا، الذين يبلغ مجموع عمرهم معاً 101 عام! فهل هذا مناسب للعب في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا؟ وهل يمكن لهذا الأمر أن يساعد مانشستر يونايتد في الفوز على نادٍ مثل أتلتيكو مدريد، الذي تقل فاتورة أجور لاعبيه عن نصف أجور لاعبي مانشستر يونايتد، لكنهم على الأقل يقدمون أداء متماسكاً ويجعلون المشاهد يشعر بأن هناك فريقاً جماعياً داخل الملعب؟
وكما أشار فرديناند على قناة «بي تي سبورت»، هناك حاجة إلى حل «شامل». إن ما يقدمه مانشستر يونايتد حالياً هو نتاج منطقي تماماً لعدم وجود رؤية واضحة وللفجوة الهائلة بين المدير الفني وملاك النادي، التي يتم ملؤها بعدد هائل من المسؤولين.
من الواضح للجميع أن مانشستر يونايتد يقدم مستويات سيئة للغاية داخل الملعب، ومن الواضح أيضاً أنه لا توجد رؤية واضحة أو سياسة مدروسة داخل النادي، وبالتالي فربما يكون الحل الوحيد هو تغيير ملكية النادي!
رياضة
[ad_2]
Source link