[ad_1]
هذا ما جاء في مقال للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نشرته صحف عديدة، قبيل قمة الطموح بشأن المناخ التي تعقد في 12 كانون الأول/ديسمبر، بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لاتفاق باريس للمناخ.
وقال الأمين العام، في المقال، إن المؤشرات المناخية الرئيسية آخذة في التدهور. وفي حين أن جائحة كـوفيد-19 قد خفضت الانبعاثات مؤقتا، فإن مستويات ثاني أكسيد الكربون لا تزال في مستويات قياسية – وهي آخذة في الارتفاع. وكان العقد الماضي هو الأعلى حرارة في سجلاتنا.
التعافي من الجائحة يمنحنا فرصة غير متوقعة ولكنها حيوية للتصدي لتغير المناخ، أنطونيو غوتيريش
كما انخفض الجليد البحري في منطقة القطب الشمالي في تشرين الأول/أكتوبر إلى أدنى مستوى على الإطلاق، وأصبحت الحرائق المروعة والفيضانات والجفاف والعواصف هي الوضع الطبيعي الجديد على نحو متزايد.
وحذر الأمين العام من أن “التنوع البيولوجي ينهار، والصحاري تتمدّد، والمحيطات تصبح أدفأ وتختنق بالنفايات البلاستيكية. ويفيدنا العلم بأنه ما لم نخفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المائة سنويا منذ الآن وحتى عام 2030، فستتفاقم الأمور”. وقال: بدلا من القيام ذلك، فإن العالم يسير على الطريق نحو زيادة سنوية نسبتها 2 في المائة.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أن التعافي من الجائحة يمنحنا فرصة غير متوقعة ولكنها حيوية للتصدي لتغير المناخ، وإصلاح بيئتنا العالمية، وإعادة هندسة الاقتصادات، وإعادة تصور مستقبلنا. وحدد في مقاله ما يجب علينا أن نقوم به:
أولا، نحن بحاجة إلى بناء تحالف عالمي حقا من أجل تحييد أثر الكربون بحلول عام 2050
يقول السيد أنطونيو غوتيريش، في مقاله، إن الاتحاد الأوروبي قد التزم بتحييد أثر الكربون بحلول 2050. وفعل الأمر نفسه كل من المملكة المتحدة واليابان وجمهورية كوريا وما يزيد على 110 بلدان. والتزمت بذلك أيضا إدارة الولايات المتحدة المُقبلة. والتزمت الصين ببلوغ الهدف قبل عام 2060. وأضاف:
“ينبغي لكل بلد وكل مدينة وكل مؤسسة مالية وكل شركة أن تعتمد خططا للوصول إلى مستوى الصفر – وأن تتخذ إجراءات الآن لتكون في المسار الصحيح صوب ذلك الهدف، وهو ما يعني تخفيض الانبعاثات في العالم بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010. وقبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في غلاسكو، تُلزم الحكومات بموجب اتـفاق باريس بأن لا تفتأ تبدي طموحا أكبر كل خمس سنوات وأن تقدم التزامات معززة تعرف باسم المساهمات المحددة وطنياً، ويجب أن تبرز هذه المساهمات طموحاً حقيقياً في تحييد أثر الكربون”.
وأكد غوتيريش أن التكنولوجيا عنصر مؤازر لنا. فمجرد تشغيل معظم محطات الفحم اليوم يعد أكثر تكلفة من بناء محطات جديدة للطاقة المتجددة، من الصفر. وقال إن التحليل الاقتصادي يؤكد حكمة هذا المسار. ووفقا لمنظمة العمل الدولية فإنه، على الرغم من الفقدان المحتوم لفرص العمل نتيجة هذا التحول، سيفضي التحول إلى الطاقة النظيفة إلى إيجاد ما صافيه 18 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030. وشدد على ضرورة الاهتمام بالتكاليف البشرية لخفض انبعاثات الكربون، وأن “ندعم العمال بالحماية الاجتماعية، والمهارات الجديدة، وتطوير المهارات حتى يكون الانتقال منصفا”.
ثانيا، نحن بحاجة إلى مواءمة التمويل العالمي مع اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة، وهي خطة العالم لمستقبل أفضل.
حان الوقت لكي نحتسب ثمن الكربون؛ ونكُف عن دعم الوقود الأحفوري، الأمين العام
يشير السيد غوتيرش إلى أن الوقت قد حان لكي نحتسب ثمن الكربون؛ ونكُف عن دعم الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز)؛ ونوقِف بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة بالفحم. ولنقل العبء الضريبي من الدخل إلى الكربون، ومن دافعي الضرائب إلى الملوثين؛ وإضفاء طابع الإلزامية على تقديم إقرارات عن المخاطر المالية المتعلقة بالمناخ؛ وإدماج هدف تحييد أثر الكربون في جميع عمليات اتخاذ القرارات الاقتصادية والمالية؛ ويجب على البنوك أن توائم إقراضها مع هدف الوصول إلى الصفر، كما يجب على مالكي الأصول ومديريها نزع الكربون من محافظهم.
ثالثا، يجب أن نضمن تحقيق تقدم في مجال التكيف والمرونة لمساعدة أولئك الذين يواجهون بالفعل آثارا مريعة لتغير المناخ.
لا يحدث هذا بما فيه الكفاية اليوم، كما قال الأمين العام، فالتكيف لا يمثل سوى 20 في المائة من التمويل المتعلق بالمناخ، وهذا يعوق جهودنا للحد من مخاطر الكوارث. كما أنه ليس اختيارا ذكيا. وأضاف “يمكن أن يحقق كل دولار يُستثمر في تدابير التكيف فوائد تبلغ زهاء 4 دولارات. إن التكيف والمرونة أمران ملحان على نحو خاص بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية، التي يشكل تغير المناخ تهديداً وجودياً لها”.
ويتيح لنا العام القادم، وفقا لمقال الأمين العام، ثروة من الفرص لمعالجة حالات الطوارئ على كوكب الأرض، وذلك من خلال مؤتمرات الأمم المتحدة الرئيسية وغيرها من الجهود المتعلقة بالتنوع البيولوجي والمحيطات والنقل والطاقة والمدن والنظم الغذائية. وأحد أفضل حلفائنا هو الطبيعة نفسها: فالحلول المستمدة من الطبيعة يمكن أن تحقق الثلث من صافي التخفيضات من انبعاثات غازات الدفيئة اللازمة لتحقيق الأهداف الواردة في اتفاق باريس.
نحتاج إلى مشاركة مزيد من النساء ضمن دوائر صنع القرار، الأمين العام
ويمكن لمعارف الشعوب الأصلية أن تساعد في توجيه المسار كما ذكر الأمين العام. وقال “في حين تعمل البشرية على وضع الاستراتيجيات للحفاظ على البيئة وبناء اقتصاد أخضر، فإننا نحتاج إلى مشاركة مزيد من النساء ضمن دوائر صنع القرار”.
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المقال: “لا يمكننا العودة إلى الوضع الطبيعي القديم المتمثل في عدم المساواة والهشاشة؛ بل يجب علينا بدلا من ذلك أن نخطو في اتجاه أكثر أمنا وأكثر استدامة. وهذا اختبار معقد للسياسة واختبار أخلاقي عاجل. وعند اتخاذ قرارات تحدد مسارنا اليوم لعقود قادمة، فيجب أن نجعل من التعافي من الجائحة والعمل المناخي وجهين لعملة واحدة”.
[ad_2]
Source link