[ad_1]
وحضر المبعوث الخاص، غير بيدرسون، إلى قاعة مجلس الأمن في نيويورك مساء يوم الأربعاء، حيث استمع الأعضاء إلى آخر التطورات في البلاد لا سيّما في ظل الأحداث الأخيرة في الحسكة شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى التطورات على صعيد المشاورات التي أجراها في الفترة الماضية.
مأساة تتعمق
وقال بيدرسون: “إن مأساة الشعب السوري تتعمق. إذ يحتاج 14 مليون مدني إلى المساعدة الإنسانية. ويظل أكثر من 12 مليون شخص في عداد النازحين، والكثير منهم الآن يواجهون ظروف الشتاء القارسة. عشرات الآلاف محتجزون أو مختطفون أو مفقودون. لقد انهار الاقتصاد السوري، ويزدهر الإجرام والتهريب.”
وأشار إلى تقارير عن شباب يسعون للحصول على أي فرصة لمغادرة البلاد، ويقعون أحيانا ضحية لشبكات الإتجار وأمراء الحرب. كما أن التعليم مجزأ ويشهد تدهورا شديدا ولا تزال البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع، والمجتمع ممزق بشدة.
وقال: “لا يرى السوريون أي تقدم ملموس نحو حل سياسي.”
وأضاف أنه على الرغم من استمرار العنف والمعاناة، فمن الواضح “أننا لا نزال أمام حالة من الجمود الاستراتيجي. فلم تحدث أي تغييرات في خطوط التماس لقرابة عامين. ومن الواضح أنه لا توجد جهة فاعلة أو مجموعة جهات فاعلة قادرة على تحديد مسار الصراع أو حسم نتائجه، وأن الحل العسكري بالفعل يظل ضربا من الخيال.”
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة غدا الخميس لمناقشة الشأن الإنساني.
التطورات في شمال شرق سوريا تهيمن على الجلسة
تطرق العديد من أعضاء مجلس الأمن إلى أحداث الحسكة في الآونة الأخيرة، بعد محاولة فرار آلاف المحتجزين المشتبه بانتمائهم إلى داعش من سجن غويران، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع غارات جوية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لدعم قوات سوريا الديمقراطية على الأرض.
بدوره قال بيدرسون: “وردت تقارير حول سقوط العشرات من القتلى. وقد وردنا بأنه في الساعات الأخيرة تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الوضع، وأن أغلب أو كافة مقاتلي داعش قد استسلموا. لكن لا يزال الوضع يتكشف.”
وأعرب عن قلقه البالغ على سلامة وأمن المدنيين المحاصرين في هذا الوضع، وقد نزح الكثير منهم. ولفتت اليونيسف الانتباه إلى التقاريرالتي تفيد باختباء أعضاء داعش في عنابر نوم الأطفال القصر، مما يعرض سلامة مئات الأطفال للخطر.
وقال بيدرسون: “حتى وإن تمت السيطرة على هذه الانتفاضة من قبل داعش، فإن هذا الحدث يعيد إلى الأذهان ذكريات مروعة عن عمليات الهروب من السجون التي صاحبت الظهور الأصلي للتنظيم في عامي 2014 و2015.”
وأشار إلى أن هذا الحدث هو رسالة واضحة بشأن أهمية الاتحاد في مكافحة خطر المجموعات الإرهابية المصنفة دوليا، وضرورة حل الصراع الأشمل الذي يساهم حتما في انتشار الإرهاب.
من جانبه، أكد السفير بسام صبّاغ، المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية، أن ما يجري حاليا في مدينة الحسكة يستدعي نظر مجلس الأمن العاجل في تداعيات هذه الأحداث الخطيرة “والناجمة عن جرائم تنظيم داعش الإرهابي، وميليشيا قسد الانفصالية، وقوات الاحتلال الأميركي، والناجمة أيضا عن إصرار حكومات بعض الدول على عدم تحمّل مسؤولياتها في استعادة مواطنيها من المقاتلين الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم المحتجزة في مخيمات ومراكز اعتقال في شمال شرق سوريا.”
عمل اللجنة الدستورية “مخيّب للآمال”
أكد غير بيدرسون لمجلس الأمن أنه منخرط بنشاط في السعي لإعادة عقد اللجنة الدستورية بقيادة وملكية سورية وبتسهيل من الأمم المتحدة.
وقال: “لا يزال عمل اللجنة مخيّبا للآمال. التحدي الحالي هو التأكد من أن الوفود لا تقدم نصوصا دستورية فحسب، بل إنها على استعداد أيضا لتعديلها في ضوء المناقشات، لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة، أو على الأقل تضييق مساحة الاختلافات.”
التحدي الحالي هو التأكد من أن الوفود لا تقدم نصوصا دستورية فحسب، بل إنها على استعداد أيضا لتعديلها في ضوء المناقشات
وشدد على الحاجة إلى عملية صياغة مثمرة وفقا لولاية اللجنة. “يجب أن تعمل اللجنة كما تحدد المعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، على وجه السرعة وباستمرار لتحقيق النتائج والتقدم المستمر.”
ويواصل بيدرسون الانخراط، بما في ذلك مع كلا الرئيسين المشاركين، في محاولة للتوصل إلى تفاهم واضح، مع بعض الأفكار التي تم طرحها.
وقال: “أنا على استعداد لعقد الدورة السابعة للجنة الدستورية في جنيف حالما يتم التوصل إلى تفاهمات ولا أزال أتمنى أن نعقد عدة جلسات في الشهور القادمة وأن نقوم بعمل جاد. سنقوم بالطبع بإطلاع وفد المجتمع المدني من الثلث الأوسط استعدادا لعقد الجلسة السابعة.”
مشاورات إقليمية ودولية
أجرى بيدروسون هذا الشهر زيارات شملت الدوحة وطهران، والتقى مع هيئة التفاوض السورية.
وقال: “أدعو من جديد إلى محادثات دبلوماسية جادة بشأن مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تساهم في تغيير ديناميكيات النزاع، وبناء بعض الثقة بين السوريين والشركاء الدوليين، وإحراز تقدم خطوة بخطوة وخطوة مقابل خطوة، في إطار تنفيذ القرار 2254.”
هذه عملية مستمرة حيث سيكون من الضروري الرجوع إلى المحاورين بشكل متكرر بمرور الوقت
كما عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين من أصحاب المصلحة الرئيسيين في مشاورات ثنائية في جنيف. ومضى يقول: “سأواصل هذه المشاورات مع المزيد من المحاورين في الفترة المقبلة. هذه عملية مستمرة حيث سيكون من الضروري الرجوع إلى المحاورين بشكل متكرر بمرور الوقت.”
ووجه سؤالا لجميع المحاورين، وقال: “هل يمكنكم تحديد ليس فقط ما تطلبونه من الآخرين، لكن أيضا ما أنتم على استعداد لطرحه على الطاولة مقابل خطوات من الجانب الآخر؟”.
وأعرب عن ترحيبه بأي أفكار جديدة في مجالات مثل ملف الموقوفين والمختطفين والمفقودين، والمساعدات الإنسانية، والبناء على التقدم المحرز والتعاون في مكافحة الإرهاب وغيرها.
وقال: “يبقى هدفنا هو خلق نوع من البيئة الآمنة والهادئة والمحايدة، تتم فيها العملية الدستورية، وفي نهاية المطاف يمكن إجراء انتخابات تدار تحت إشراف الأمم المتحدة – وفقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254 – كل هذا في سياق احترام واستعادة سوريا لسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها وتمكين السوريين من تقرير مستقبلهم.”
وسيتوجه بيدرسون إلى أوسلو للقاء المجلس الاستشاري النسائي السوري. ويقدم المجلس المشورة بشأن مجموعة واسعة من المسائل المتعلقة بالأزمة في سوريا وحلها.
سوريا ملتزمة بالحل السياسي
شدد السفير السوري بسام صباغ على التزام بلاده بالحل السياسي القائم على الحوار الوطني السوري-السوري بملكية وقيادة سورية، والذي يحقق تطلعات الشعب السوري ويكفل الالتزام التام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، على حد تعبيره.
وأكد أن بلاده سهلت إطلاق عمل اللجنة الدستورية وتتابعه بكل اهتمام رغم ما وصفه بالدور المعرقل لتركيا وبعض الدول الغربية.
وقال: “تتطلع سوريا لعقد الجولة السابعة للجنة الدستورية، وتشيد بالانخراط الإيجابي البنّاء للوفد الوطني في الجولات الست السابقة، وتقديمه مقترحات تعكس تطلعات السوريين، كما تشدد على رفض أي تدخل خارجي في أعمال هذه اللجنة أو عرقلة عملها أو محاولة فرض جداول زمنية مصطنعة أو خلاصات مسبقة له أو تجاوز الأحكام الواردة في الورقة المرجعية والمتفق عليه تحت أي ذرائع.”
ثريا حجازي: شعب بأكمله يدفع الثمن
قدمت الناشطة السورية ثريا حجازي كلمة افتراضية أمام مجلس الأمن. وقالت فيها: “سأتكلم اليوم في محاولة لإيصال أصوات النساء في بلدي، لأنه وكما تعلمون قاربنا على العام 11 لانطلاق الثورة السورية التي باتت أزمة عميقة وسط إحباطات متتالية لكل السوريين الذين حلموا بإحداث تغيير سياسي.”
وأشارت إلى أن شعبا بأكمله هو من يدفع الثمن في جميع مناطق سوريا، وقالت: “سوريا اليوم تحولت إلى أربع سوريات أشبه بسجون كبيرة تأسر من يعيش فيها.”
سوريا اليوم تحولت إلى أربع سوريات أشبه بسجون كبيرة تأسر من يعيش فيها
وبحسب الناشطة السورية، يعيش 90 في المائة من السوريين تحت خط الفقر، و60 في المائة منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويعيش تسعة ملايين سوري في مناطق خارج سيطرة النظام و5.6 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية وآليات إغاثية “يتم تسييسها في مجلس الأمن دائما.”
كما يوجد في سوريا أكثر من 2.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40 في المائة تقريبا فتيات.
وقالت: “ها هو النظام السوري لا يزال مستمرا دون محاسبة بدعم روسي-إيراني لا محدود وفي ظل صمت المجتمع الدولي، في حين فشلت المعارضة السورية بهيكلة نفسها لتكون بديلا لهذا النظام بسبب التدخلات الدولية.”
وحثت مجلس الأمن على الضغط لإطلاق مفاوضات حقيقية تضم كل الدول المتدخلة بالحرب السورية.
[ad_2]
Source link